بقلم _ ناصر السلاموني
عندما يسترجع كل منا علاقاته مع الآخرين قد يتجرع مرارة الإختيار ؛بل اللوم وتأنيب النفس للإستمرار في التعامل مع من لا يستحقون ؛ و ذلك لما نزل به من خداع وتخاذل ونكران وجحود منهم بل هناك من ألتصقوا به فإن قضيت حوائجهم ذابوا وغابوا.
تشعر بغصة لما فعلته بنفسك ولصبرك على من يعادونك بل ويهدمونك إما حقدا عليك أو حتى لا تكون شاهدا على بدايتهم أو حتى لا تذكرهم بمساعدتك لهم أو بنائك لهم.
أشخاص مروا بحياتك وغربوا بعدد شعر رأسك أو يزيد ولكن من بقى فوق الغربال واستمر مخلصاً محبا لك لايزيد على عدد أصابع اليد الواحدة أو يقل فهل كل من مروا بحياتك وغربوا فى سمائها يستحق لقب صديق؟!
نعم ليس كل من تتعامل معه يستحق لقب صديق فهو لقب غال.
فهناك الكثير من حولك زائفون يلتصقون بك لمنصبك أو مكانتك أوثرائك أو لغير ذلك لمنفعته ومصلحته الشخصية أولاً وليس حبا لك؛وأكبر دليل على ذلك عند زوال ما تجمعوا حولك من أجله يختفون ويذوبون ويصمت هاتفك ويضطرب قلبك و يضيق لأنك كنت تصدقهم فتشعر بالخيبة والحسرة لخيبة أملك وقضاء حياتك مخدوعا فيهم .
أعلم أن الصديق الحقيقي هو الذي يفهمك بدون كلمات ويصدقك بلا أدلة وينصحك بدون أغراض ويحبك بدون أسباب ويعرفك بدون مصالح؛ أليس هو من يعلم صمتك ويظل بجانبك دون أن تفتح فمك!؟
فلتعلم أن الصداقة ليس إلا فرح واحد وحزن واحد يحمله قلبان!
فلاتحزن عندما تجد من يزعم أنه صديقك وإستودعته أسرارك وحياتك فنشرها وأستعملها معولا لهدمك عند عداوتك فهو ليس صديق بل عدو إستغل طيبتك ونقاء سريرتك حتى يتمكن من هدمك والقضاء عليك.
لا تحزن على من ظننت أنه صديقك وإستمع للوشاة وإستمتع لقولهم وعاداك بدون الرجوع إليك للتحقق من أقوالهم.
فاحمدالله فهذا ليس صديقا بل حاقدا أمتلأ قلبه غلا وإنتظر من يشعل قلبه ضدك . لأنه لو كان صديقا لتريث وواجه ودافع بل صد الهجوم عنك ولا يتخذ أي قرار إلا بعد التثبت من الخبر.
ليس الصديق من يتخلى عنك في محنتك بل ويدعو الآخرين للتخلي عنك فتواجه مصيرا مجهولا بمفردك في وقت تحتاج إلى الجميع للدفاع عنك وإظهار الحقيقة؛فإن كشفها الله وظهرت رجع لاهثا كأن لم يتخل عنك بالأمس.
فهل كل من حولنا أصدقاء؟!
لا وألف لا.كل من حولك ليسوا كذلك حتى وإن أظهروا لك المحبة و التعلق بك وعدم الإستغناء عنك .
لأن هناك من وضعته الظروف في طريقك لتتعامل معه فهو زميل جمعك به مكان واحد أو عمل واحد فهى علاقة مؤقته تنتهى بنهاية العمل.وأكبر دليل على ذلك أنظر إلى من كان يعمل في مكان ثم ينتقل منه أو يتركه للتقاعد تجد كل من كانوا حوله ينفضون عنه ويتناسونه لأن هناك من يشغلهم غيره وكأن لم يكن يوماً بينهم.
وأقول أحذر ولا تنخدع ودقق في الإختيار فهناك من تبنيه فيهدمك وهناك من تأتمنه فيخونك وهناك من تساعده فيخذلك ٠
ولتعلم أن الصداقة تقاس بالمواقف والصديق كتاب أقرأه جيداً حتى لا تصدم.