اخبار عاجلة

«أبو قلب أسود»

 

بقلم _ ناصر السلامونى

أعتذر عن العنوان فالناس تختلف من حيث لون بشرتهاوإهتمامها بالجمال الخارجى؛ ولكن تختلف أيضاً فهناك الطيب والخبيث وأصحاب القلوب البيضاء الطاهرة والسوداء الخبيثة.
فصلاح القلوب من صلاح الأعمال وكذلك فسادها والدين لا يدعو إلا إلى النقاء والثبات على الحق.فكماقال الرسول صلى الله عليه وسلم( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.)
فأصحاب القلوب الطيبة مطمئنون بذكر الله بل يدعون الله بألا يجعل في قلوبهم غلا للذين أمنوا لأنهم يرمون بالأحقاد والغل والحسد جانباً ويتعاملون بنقاء وصفاء بلا تكلف ولا تملق ويتصفون بالتسامح فمشاعرهم رقيقة يتفاعلون مع المحيطين بهم فى أفراحهم وأحزانهم ويتميزون بالشفافية فهم واضحون في كلامهم وتصرفاتهم ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
أما أسود القلب فحدث ولا حرج ستجده حولك دائماً يهددك ويتوعدك و ينظر إليك بعين ناقمة تفتش عن العيوب وتنبش عن المساوئ حتى أنه إن وقعت عينه على شخص يحمل أخلاقاً حسنة متعددة ولكن لديه خصلة سيئة واحدة فهو وقع على ضالته وفضحه.
وأسوأ الناس شخصاً إن جلست معه رأيته يذم كل من تذكره أمامه في غيبته ويمدح نفسه فهو يمتلك قلبا إمتلأ حقداً وغلا حتى إن رأى نعمة عند غيره لا يهدأ إلا إذا زالت عنه.
وتصرفات الآخرين دائما يحملها على الجانب السلبى فليس في قلبه حسن الظن بالناس حتى لو سمع كلمة تحتمل المعنيين اقتنص المعنى الأسوأ، عكس صاحب القلب الكبير الذى يفسر ما يسمعه على الخير.
القلب الاسود نار مشتعلة نتنة الرائحة إن تولى منصباً تراه لايرق قلبه لحادث ولا يهش وجهه لحديث ولا يلين جانبه لمن يشتكى بل يحرم العاملين معه حقوقهم ويؤخر معاملاتهم وكأن الأمر طبيعي.
بخيل فهو صندوق مغلق لا يعطيك أى معلومات كاملة عن أى عمل مشترك ظنا منه أن هذه المعلومات ملك له وإن حصلت عليها تتفوق عليه وأصبحت تملك اليد العليا وبالتالي يمكنك إلحاق الأذى به.
والقلوب السوداء ألاعيبهم وأكاذيبهم واقعهم الذى يعيشون فيه فلديهم قناعة ثابتة بأن الكل يدين لهم بشيئ وأنهم يستحقون كل ما هو إيجابى وجميل في الحياة فهم يستحقون وظيفة مرموقة وراتب ضخم ؛وبناء عليه يستحقون وقتك وإهتمامك ولا تملك الرفض أو الإعتراض ولا يظهرون الحب والإحترام لك.
يتلاعبون بك وبمن حولهم لتحقيق أهدافهم في الحياة بغض النظر عن هذه الأهداف ونوعيتها فأنت وغيرك لاتعنى لهم شيئا لأنهم يملكون ثقة مفرطة في أنفسهم لدرجة الغرور بل يقدرون قيمتهم بشكل مبالغ فيه ويتعاملون معك ومع غيرك بعقدة الفوقية لذا يحاولون الحصول على كل الإهتمام من الآخرين لحاجتهم للظهور تحت الأضواء دائماً ٠
أحذر أن تكون متغيراً في طباعك معاديا من سالمك كارها من أحبك مدمراً من بناك فاضحاً لمن أئتمنك
أحذرك من محاسبة الآخرين بدون محاسبة نفسك وأمنح الآخرين فرصاً فالله منحك التوبة ولا تكن قاضياً جلاداً ولاتغتر بقوتك ولا بمنصبك ولا بأهللك ولا بمالك فما أنت إلا مخلوق من ماء مهين وتصبح جيفة قذرة تأكلها ديدان الأرض وتهرب منها أبناؤك!
لا تكن حاقداً ولاتتمنى زوال النعمة فالله المانح المعطى سله يعطيك من خزائنه، أتقي الله في نفسك وفينا وكن سمحاً.

شاهد أيضاً

سلسلة مقالات “حكمة من كتاب”

بقلم / محمد ابراهيم ربيع كاتب و محلل سياسي  نذكر لحضراتكم ‏بعض الاقتبسات من كتب …