بقلم د. فاطمة عبدالله الدربي
السعادة ليست مجرد شعور مؤقت بالبهجة أو حالة عابرة، وإنما هي مشاعر إيجابية تنتاب الإنسان عبر مراحل حياته المختلفة، إذا عاش الإنسان طفولة حافلة بمشاعر الامتنان والتسامح والتقدير وقبول الآخر والحب وتحمل المسؤلية، فمؤكد يكون سعيدًا في حياته، وحين تمتزج رؤيته إلى المستقبل بمشاعر التفاؤل والطموح والإصرار والثقة، فلن تتمكن الأزمات والعقبات التي ستواجهه من تعكير صفو حياته.
ومن هنا علينا كآباء أن نبث في أبنائنا روح التفاؤل ونساعدهم على ترسيخ العادات واكتساب المهارات وتبني التوجهات الذهنية التي تولد بداخلهم ما يحتاجونه من مشاعر إيجابية تؤهلهم ليكونوا من أجيال السعادة.
فالسعادة هي أن تعيش كل يوم بأمل جديد وبعمل جديد، هناك العديد من العوامل التي إذا استطاع الفرد تحقيقها والوصول إليها من الممكن أن تتحقّق له ما يُسمى بالسعادة، ومن أبرزها الثقة بالنفس وتقدير الذات، الإنجاز والقيام بالأعمال الجيدة والمفيدة باستمرار، الاهتمام بالجانب الثقافي المعرفي.
السعادة تنبع من مشاعر ايجابية تشبه العادات والمهارات التي يمكن غرسها في نفوس الأجيال لتتحول إلى أسلوب حياة، ومن أهم هذه المشاعر التى تولد السعادة الحقيقية، “الامتنان”و”التسامح “و”التفاؤل والامل والطموح” تجمع المتفائلين سمات بارزة منها يحققون أعلى معدلات النجاح في الدراسة والعمل والهوايات والحياة بشكل عام.من منا لا يريد أن يضع بصمته الخالدة ويسهم في تغيير العالم إلى الأفضل. ومن منا لا يعرف أن الأسرة هي حجر الأساس الذي نرتكز عليه في الحاضر لنبني المستقبل. كل ولي أمر وكل معلم نجم في سماء المجتمع يهتدي به الأجيال ويعم خيره للجميع. فكيف لنا إذن أن نتهاون في تعليم الأجيال المهارات التي من شأنها أن تجعلهم أكثر ثقةً ومسؤليةً وسعادةً. إن عالمنا ومجتمعنا في أمس الحاجة إلى أبنائنا، ويمكن بإشاعة السعادة وتعليم المبادرة والعمل الطيب أن تعلو الهمة وتنهض الأمة ويعم السلام ونواصل التقدم إلى الأمام، نحن اليوم نعلم جيل فلن نقدر الوصول إلى أي تطور إذا لم يكن لدينا أجيال متعلمة سعيدة نغرس فيهم الثقة لتقوم بعملها.