اخبار عاجلة

أسباب السمنة الموضعية وزيادة الوزن وعلاج السمنة عند الأطفال 

 

 

هناء الحديدي _ الدقهلية

 

ينقسم الناس إلى فريقين في فصل الشتاء ، الأول يشعر بالجوع والميل إلى تناول مزيداً من الطعام ، دون الالتفات إلى نوعيته وتأثيره ، والبعض الآخر يجد هذا الوقت من العام ، فرصة مناسبة لتنسيق القوام والوصول إلى الوزن المثالي ؛ حتى يستقبل الصيف بأجمل إطلالة .

 

هذا ومع اختلاف سلوك الفريقان نجد نقطة واحدة تجمعهم ، ألا وهي زيادة الوزن في منطقة معينة من الجسم ، أو عدم استجابتها لبرنامج الحمية المتبعة لإنقاص الوزن ، وأبرزها هي منطقة البطن أو مااعتدنا جميعاً على تسميته بالكرش ، ولهذا كان لابد لنا من التوجه لسؤال متخصص والبحث عن حل ناجع لهذه المشكلة ، لاسيما أنها لم تعد مرتبطة بزيادة الوزن فقط ، بل ارتبطت بالحمل أيضاً ، فضلاً عن بدأ ظهورها في الأطفال ؛

ولذلك كان لنا لقاءا مع د. محمد حلمي أخصائي التغذية العلاجية وعلاج السمنة والنحافة ، ورئيس الجمعية المصرية الدولية للتغذية والسمنة ، رئيس مجلس إدارة عيادات Better life.

 

في بداية اللقاء كان السؤال عن سبب عدم إستجابة اجزاء معينة من الجسم للحمية ، حيث أجاب د. محمد حلمي ، أن هناك بالفعل أماكن تتركز فيها الدهون وتسمى بالسمنة الموضعية ، أشهرها منطقة البطن أو الكرش وهي صفة ذكورية من الناحية الطبية ، ولكنها للأسف بدأت في الظهور أيضًا في النساء والأطفال .

 

هذاوتعد السمنة الموضعية في البطن تحديداً ، أخطر أنواع السمنة الموضعية ؛ لتأثيرها المباشر على وظائف الأعضاء الداخلية في الجسم مثل الكبد ، كما تسبب مقاومة الجسم للأنسولين ومشاكل في التنفس وغيرها ، أما في النساء فتؤدي إلى تكيسات المبايض واضطرابات في الدورة الشهرية ، وانخفاض هرمون التستيرون في الذكور .

 

وفي سؤالي ، عن وجود فئة أكثر عرضة للإصابة بالكرش ، أجاب د. محمد حلمي ، بأنه لا يوجد فئة محددة ، وأن الإصابة بالكرش ناتج عن نظام غذائي غير صحي للفرد أدى إلى تكوين السعرات الغير قادر على حرقها على المدى الطويل لتكونها وتخزينها إلى دهون في المنطقة الأكثر ضعفاً وهي البطن .

 

و أشار “حلمي ” إلى ضرورة رفع مستوى الحرق في الجسم عن طريق شرب مالايقل عن 2لتر ماء يومياً ، وتناول الطعام الطبيعي قدر المستطاع وتجنب الوجبات السريعة والعصائر والمياة الغازية والأغذية المحفوظة التي تحتوي على مكسبات طعم وزيوت مهدرجة ودقيق ابيض وسكريات ، حيث أن اعتياد تناولها وخاصة في الليل يجعل الجسم غير قادراً على التعامل معها ، فيقوم بتخزينها على شكل دهون في المنطقة الأكثر ضعفاً في الجسم محدثة السمنة الموضعية ، مشيراً إلى أن علاج الدهون الموضعية في البطن يعتمد على ثلاث نقاط :

 

أولا : معرفة السبب الذي أدى إلى ظهوره وعلاجه والذي قد يكون ناتج عن ضعف عضلات البطن كما يحدث عقب الولادة القيصرية ، أو مقاومة الجسم للأنسولين ، أو تكون نسبة عالية من الدهون في الدم أو نقص أحد الفيتامينات أو مشاكل في الهرمونات .

 

ثانياً : قد يعتمد العلاج فقط على تحسين نوعية ونظام الغذاء وتناول الطعام الطبيعي والصحي ، والابتعاد عن كل ماهو مصنع وغير صحي ، وعدم تناول أيا منها خاصة في الليل وقبل النوم .

 

ثالثاً : عند التأكد من أن كل شىء في الجسم على مايرام ، يمكن عندئذ إستخدام جلسات تفتيت الدهون الموضعية لعلاج الكرش ونحت القوام والتي من بينها ” الميزوثيرابي ، الكرايو ، الكافيتيشن ، الليزر البارد ، المايسترو ، التردد الحراري ، الريديم ، حيث يعتمد تحديد التقنية المستخدمة على الطبيب المعالج ، كما أنه من الممكن استخدام أكثر من تقنية معا في وقت واحد ، وتحديد عدد معين من الجلسات ؛ لإذابة وتفتيت الدهون وتقوية عضلات البطن الضعيفة وشد ترهلات الجلد والتخلص من السيلوليت بمنتهى السهولة وبأعلى مستويات الأمان ، حيث أنها حاصلة على تصريح من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية .

 

وفي سؤال عن متى نلجأ للحل الجراحي ، شدد ” حلمي ” على عدم اللجوء إلى الحل الجراحي كخطوة أولى ؛ لما له من أضرار وآثار جانبية بالإضافة إلى أن الجراحة تقوم بشفط الدهون فقط ولايمكنها تقوية عضلات البطن أو شد الترهلات ، أوعلاج السبب الرئيسي في تكون الدهون كما هو الحال عند إرتفاع نسبة الدهون في الدم أو المقاومة العالية للأنسولين .

 

وأثناء اللقاء قمت بالسؤال عن المشكلة الأكثر شيوعاً لدى السيدات وهي عدم عودة البطن إلى حجمها الطبيعي بعد الولادة ، حيث أوضح لنا د. محمد أنه بعد مرور ثلاثة أشهر من الولادة ، تستطيع السيدة أن تقوم بزيارة الطبيب ، للحصول على بطن مشدود ومثالي عن طريق الجلسات الموضعية ، مشدداً على ضرورة الإبتعاد عن حزام البطن أو المشد بعد الولادة حيث أنه يضعف العضلات ولا يسمح لها بالعودة إلى وضعها الطبيعي ، مشيراً إلى أنه كلما كان العلاج بالجلسات الموضعية بواسطة طبيب متخصص ، بعد الولادة بفترة لاتقل عن ثلاثة أشهر وعدم تأجيلها إلى ولادة أخرى ، يعد عاملاً مهماً لنجاح العلاج في وقت قصير وعدم تدهور وضع عضلات البطن والجلد ، مؤكدا أن هذه الجلسات آمنة تماماً ويستطيع الإنسان العودة إلى ممارسة انشطتة اليومية بعد الجلسة مباشرة ، ولا يوجد لها آثار جانبية ، وهي آمنة في حالة اكتشاف حدوث حمل ، حيث يتم التوقف وقتها واستكمالها بعد الولادة .

 

كما أوضح “حلمي “أن أسباب عدم عودة إلى وضعها الطبيعي بعد الولادة ضعف عضلات البطن ، الولادة القيصرية ، بالإضافة إلى إتباع عادات غذائية خاطئة أثناء الحمل مثل عدم شرب كميات كافية من الماء ، وعدم الإهتمام بتناول الفيتامينات والمعادن الضرورية ، عدم ممارسة التمارين أو المجهود البدني المناسب أثناء الحمل ، بالإضافة إلى الولادات المتكررة .

 

هذا وأثناء اللقاء تبادر إلى ذهني سؤالاً حول ما إذا كان لابد من عمل متابعة على فترات معينة بعد إنتهاء الجلسات الموضعية والحصول على البطن المثالي ، حيث أوضح لنا د. محمد حلمي أنه من الضروري الثبات على النتيجة التي حصلنا عليها بعدم العودة إلى العادات الغذائية الخاطئة مرة أخرى ، وانه من الممكن المتابعة كل ثلاثة أشهر لعمل in body ؛ للحصول على تقييم دقيق لما يحدث داخل الجسم من قياس لنسبة الحرق ومستوى المياة ونسبة الدهون والعضلات فيه .

 

بدوره أشار “حلمي” إلى ظاهرة لم تكن موجودة من قبل ، ولكن للاسف بدأت بالانتشار في الآونة الأخيرة ، ألا وهي زيادة الوزن عند الأطفال وأمراض سوء التغذية ، مؤكدا أن إهمال علاج سمنة الأطفال فور ظهورها وعدم الإسراع في اللجوء إلى طبيب متخصص لعلاجها ، له عظيم الأثر في اصابتة بالعديد من المشاكل الصحية مثل مقاومة الأنسولين ومرض السكري واضطرابات في الهرمونات وعدم نموه بالشكل الصحيح وجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة في شبابه .

شاهد أيضاً

التعليم العالي: فرصة مميزة للباحثين المصريين للتدريب العملي في فرنسا

  كتب : سعيد سعده   التعليم العالي: برنامج أبحاث ما بعد الدكتوراه لعام 2025 …