تقرير – علاء حمدي
ساهم العديد من عظماء وعمالقة الفن والموسيقي والأدب والشعر في تاريخ الفن والأدب المصري حيث تركوا لنا بصمات وعلامات ما زالت ساكنة بالوجدان ومهما طال علي هذه الأعمال والعلامات الزمن ما زال الجمهور المصري بل والعربي والعالمي يتغني بها ويتذكر أحداثها الدرامية والسينمائية علي مر السنين .
تحل علينا خلال هذا الشهر يناير الحالي ذكرى ميلاد المؤلف والسيناريست الكبير محمد_صفاء_عامر، الذي ولد في مثل هذا اليوم 22 يناير عام 1941 بمحافظة قنا. تخرج في كلية الحقوق، وعمل بالسلك القضائي وتدرج به حتى وصل مستشارا، ثم قدم إستقالته ليتفرغ للكتابة الأدبية والدرامية، ليصبح واحداً من أشهر كتاب السيناريو في الدراما المصرية، وقدم أعمالا حققت نجاحا جماهيريا كبيراً. ويعتبر محمد صفاء عامر واحداً من أهم وأبرز المؤلفين الذين ركزوا في كتاباتهم على واقع أهل الصعيد وطبيعة الحياة به، فكان مجتمعه دومًا يلعب دورا ملهما في كتاباته، ليستوحي منه خيوط حبكته الدرامية التي لاقت إعجابا شديدا لدى الجمهور. ولم ينتظر عامر ما إذا كانت ستصل أعماله الأدبية للقارئ عن طريق النشر، لكنه حرص على تحويل معظمها لسيناريو لكي تصل إلى قاعدة عريضة من الجماهير من خلال التلفزيون. وله العديد من الأعمال الفنية الشهيرة مثل: ذئاب الجبل، حلم الجنوبي، الضوء الشارد، الفرار من الحب، أفراح إبليس، حدائق الشيطان، حق مشروع، نقطة نظام، اليقين، مسألة مبدأ، ومخلوق اسمه المرأة وغيرها. وقدم بعض الأعمال الإذاعية، وكتب عددا من الأفلام منها: نشاطركم الأفراح، الهروب إلى القمة، الشيطان يقدم حلا، اتفرج ياسلام، وصعيدي رايح جاي. وكما حصلت أعماله على النجاح الجماهيري، حصلت أيضًا على الجوائز العديدة من المهرجانات المختلفة كان منها جائزة أحسن مسلسل في مهرجان القاهرة الخامس للإذاعة والتلفزيون لمسلسل الضوء الشارد، وفاز بجائزة السيناريو عن حدائق الشيطان كأفضل مسلسل بالدورة الرابعة لمهرجان أوسكار السينما المصرية، وكُرم كأحد صناع الدراما بمهرجان الدراما العربية 2014، وغيرها العديد من التكريمات والشهادات لأعماله المميزة. ورحل عن عالمنا بعد صراع مع المرض في 13 أغسطس عام 2013 عن عمر يناهز 72 عاما، تاركا وراءه العديد من الأعمال المميزة التي أعتبرت من علامات الدراما المصرية وتركت أثرا كبيرا لدى المشاهدين.
عبد الله سيف الحسيني غيث الشهير ب عبد_الله_غيث واحد من عمالقة المسرح والتمثيل، أثرى المسرح العربي والسينما المصرية والدراما التلفزيونية بالعديد من الأدوار التي ظلت عالقة في أذهان الجمهور. ولد في مثل هذا اليوم 28 يناير عام 1930 بكفر شلشلمون، مركز منيا القمح محافظة الشرقية، أتم مراحله الدراسية في الشرقية، ثم إنتقل إلى القاهرة والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج في قسم التمثيل عام 1955، وذلك بإشراف أخيه الأكبر الفنان حمدي غيث، الذي عمل أستاذًا بالمعهد بعد رجوعه من بعثته بباريس. وانضم عبد الله لفرقه المسرح القومي وهو مازال يدرس، وأبدع وتألق وقدم مئات المسرحيات منها: “وراء الأفق”، “دنشواي الحمراء”، “كفاح شعب”، “مأساة جميلة”، ” تحت الرماد”، “الدخان”، “الكراسي”، “ملك القطن”، “آه يا غجر”، “الوزير العاشق”، “الزير سالم”.. وغيرها. وبدأ مشواره السينمائي عام 1962 في فيلم “لا وقت للحب”، ثم شارك عام 1963 في “رابعة العدوية”، وعام 1964 في فيلمي “ثمن الحرية”، و”أدهم الشرقاوي”، وتوالت أعماله السينمائية وتعددت وأمتعت الجماهير وكان آخرها فيلم “ديك البرابر” عام 1992. وتألق عبد الله غيث في تجسيد الأدوار الدينية التي منها وأبرزها على الاطلاق دور حمزة بن عبد المطلب (عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم)، في فيلم “الرسالة” عام 1976، كما شارك في فيلم “الشيماء” الذي قدم من خلاله دور خالد بن الوليد. وأيضا اشتهر الفنان عبدالله غيث بالعديد من المسلسلات الناجحة التي قدمها، ومن أهم المسلسلات التي شارك ببطولتها: خيال المآتة، هارب من الأيام، الثعلب، المال والبنون، السيرة الهلالية، الكبرياء تليق بالفرسان، الوجه الآخر، الوعد الحق، الكتابة على لحم يحترق، ليلة سقوط غرناطة، وتوالت الأحداث عاصفة، وغيرها.. وكانت آخر أعماله الفنية مسلسل “ذئاب الجبل” الذي توفي أثناء تصويره. وحصل خلال مشواره الفني على العديد من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير المحلية والدولية، منها جائزة عن دوره في فيلم “ثمن الحرية “، وجائزة عن دوره في مسرحية “الوزير العاشق “، كما حصل على جائزة أحسن ممثل من التليفزيون عامي 1963، و 1978. وتم تكريم اسمه في إطار فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 1993. ورحل في يوم 13 مارس عام 1993 عن عمر يناهز 63 عامًا، تاركًا كوكبة من الأعمال تنوعت ما بين السينما والمسرح وكذلك التلفزيون، ولاقت جميعها الترحيب والإعجاب من الجماهير على مر العصور.
الشاعر مأمون_الشناوي ولد في مثل هذا اليوم 28 يناير عام 1914 بالإسكندرية، وهو شقيق الكاتب الكبير الشاعر الراحل كامل الشناوي، وعم الناقد السينمائي طارق الشناوي. يعد الشاعر مأمون الشناوي واحدا من أشهر شعراء زمن الفن الجميل، كما أنه صفحي قدير حيث بدأ العمل في الصحافة في مجلة روز اليوسف وهو ما يزال طالبا في الكلية، ثم إنتقل إلى مجلة آخر ساعة وعمل مساعداً لسكرتير التحرير ومشرفا على باب الفن، وهو أحد مؤسسي جريدة أخبار اليوم التي عمل بها كسكرتير تحرير، وكان له بابه الشهير “جراح القلوب” بجريدة الجمهورية، ومن خلال مشواره الصحفي أصدر مجلة “كلمة ونص”. ثم ركز مأمون مع كتابة كلمات الأغاني ليقدم طوال مسيرته الشعرية العديد من الأغنيات التي تغنى بها كبار المطربين والمطربات. وكانت البداية في تعاونه مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي لحن وغنى أول أغنية كتبها مأمون وهي «أنت وعزولي وزماني» ثم تلتها الأغاني منها: من قد إيه كنا هنا، كل ده كان ليه، على بالي هواك ياحبيبي، وآه منك ياجارحني. وتعاون مأمون الشناوي مع الموسيقار فريد الأطرش في مجموعة من أجمل أغانيه أهمها أغاني الربيع، حبيب العمر، بنادي عليك، أول همسة، حكاية غرامي، خليها على الله، سافر مع السلامة، جميل جمال، يا قلبي يا مجروح، ماتقولش لحد، طال غيابك، أنا واللي بحبه، تقول لا، سنة وسنتين.. وغيرها. كما تعاون مع العندليب عبدالحليم حافظ وقدما معًا عددا من الأغاني أشهرها ثورتنا المصرية، إضافة إلى عدد من الأغاني العاطفية منها نعم يا حبيبي نعم، أنا لك علطول، عشانك ياقمر، بيني وبينك إيه، صدفة، بيع قلبك، خايف مرة، حلو وكداب. وغنت له كوكب الشرق أم كلثوم ٤ أعمال من أشهر أغانيها وهي: أنساك ياسلام، بعيد عنك، كل ليلة وكل يوم، ودارت الأيام. ومن أعماله أيضا “ليه خلتني أحبك” لليلى مراد، “امتى هتعرف امتى” لأسمهان، “تهجرني بحكاية” لفايزة أحمد، “ألاقي زيك فين” لصباح، “كلمني عن بكرة” لنجاة، وكان آخر ما كتبه أغنية “بتخاصمني حبه وتصالحني حبه” لعزيزة جلال. حصل الشناوي على شهادة تقدير في عيد الفن الرابع، وجائزة الدولة التقديرية في الإبداع الفني عام 1979، بالإضافة إلي جائزة مصطفى وعلي أمين الصحفية، وكان آخر تكريم له في عام 1998 حيث كرمه مهرجان القاهرة للأغنية ضمن ثماني شخصيات أثروا الحياة الفنية. ورحل عن عالمنا في 27 يونيو عام 1994، بعد أن قدم رصيدا من الأغاني الأكثر شهرة وأعمال مميزة خلدت اسمه في تاريخ الشعر الغنائي.
خيرى_شلبي كاتب وروائي مصري ولد في مثل هذا اليوم 31 يناير عام 1938 بمحافظة كفر الشيخ، درس بمعهد المعلمين، وكان لمكتبة والده العامرة بصنوف الأدب والفكر كبير الأثر في تشكيل وعيه ومنحه ثروة لغوية كبيرة؛ فكانت النتيجة ما يقارب سبعين عملا أدبيًّا بين القصة والرواية والمسرحية ودراسات في الأدب الشعبي. تنقل في بدايته بين العديد من المهن الشاقة، حتى استطاع أن يحفر اسمه في تاريخ الأدب، ترأس تحرير مجلة الشعر التي كانت تابعة لوزارة الإعلام لعدة سنوات، وإشتهر في الصحافة المصرية بتقديم مقال “بورتريه” حيث رسم بالقلم صورة دقيقة للعديد من الرموز المصرية. ويُعد شلبي أحد رواد الفانتازيا التاريخية في الرواية العربية، حيث كان من أوائل من كتبوا ما يسمى بالواقعية السحرية، ففي أدبه تتشخص المادة وتتحول إلى كائنات حية تعيش وتخضع لتغيرات وتؤثر وتتأثر، وتتحدث الحيوانات والأشجار والحشرات وكل ما يدب على الأرض. تُرجمت بعض رواياته إلى العديد من اللغات الأجنبية، كما تم تحويل عدد من أعماله إلى دراما تليفزيونية وأفلام مثل مسلسلات “وكالة عطية”، “الوتد”، “الكومي” و أفلام “الشطار، سارق الفرح”. ومن أشهر أعماله: السنيورة، الأوباش، الشطار، العراوي، فرعان من الصبار، موال البيات والنوم، ثلاثية الأمالي (أولنا ولد – وثانينا الكومي – وثالثنا الورق)، بغلة العرش، لحس العتب، منامات عم أحمد السماك، موت عباءة، بطن البقرة، صهاريج اللؤلؤ، نعناع الجناين، صالح هيصة، وزهرة الخشخاش، صاحب السعادة اللص، المنحنى الخطر، سارق الفرح، أسباب للكي بالنار.. وغيرها، ومن مؤلفاته الأخرى ودراساته: محاكمة طه حسين، أعيان مصر، غذاء الملكات – دراسات نقدية، رحلات الطرشجي الحلوجي. وحصل خلال رحلته الأدبية على العديد من الجوائز والتكريمات، منهم حصوله على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في نفس العام 1980/ 1981، جائزة أفضل رواية عربية عن رواية “وكالة عطية” عام 1993، الجائزة الأولى لاتحاد الكتاب للتفوق عام 2002، كما حصل على جائزة أفضل كتاب عربي من معرض القاهرة للكتاب عن رواية “صهاريج اللؤلؤ” 2002، جائزة الدولة التقديرية في الآداب 2005. وتوفي يوم 9 سبتمبر من عام 2011، عن عمر ناهز 73 سنة، تاركا عدداً كبيراً من الأعمال الروائية المتميزة التي بقي بها خالدا في الذاكرة الشعبية المصرية لأجيال وأجيال متعاقبة. وجدير بالذكر أن الراحل تولى رئاسة تحرير سلسلة “الدراسات الشعبية” التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة وهي السلسلة التي تعنى بنشر الدراسات المتعلقة بالتراث الثقافي غير المادي ونصوصه.