علاء حمدي
ذوو الاحتياجات الخاصة فئة كبيرة ليسوا غرباء عنا بل هم اطفالنا واولادنا ورجالنا ونساؤنا فهم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا ولهم بصمات لا تنسى من خلال الانجازات التي حققوها على كافة المستويات لذا عقد مجمع إعلام بورسعيد التابع للهيئة العامة للاستعلامات ندوة تحت عنوان ” دعم حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة .. مسئولية مجتمعية ” استضاف فيها الدكتورة زينب السماحي وكيل كلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة بورسعيد و أدارها الأستاذ عصام صالح مسئول الاعلام التنموي بالمجمع .
و افتتحت الندوة الأستاذة مرفت الخولي مدير عام إعلام القناة و مجمع إعلام بورسعيد مؤكدة على أن المجتمع ينبغي عليه أن يدعم ذوي الاحتياجات الخاصة و أسرهم و أن يقدم لهم كافة أنواع الدعم المادي و النفسي لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع و حصولهم على كافة حقوقهم التي أقرتها لهم الدولة .
و شرحت الدكتورة زينب السماحي معنى مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة على أنه يبدأ من الأشخاص الذين يعانون من خللٍ بسيط في النمو أو الحس أو الإدراك إلى الأشخاص الذين يعانون من إعاقات واضحة جسدية أو عقلية أو نفسية والتي تنتشر بعدة أنواع ومسميات مختلفة ما بين البسيط منها كبطء التعلم إلى الحاد كالتخلف العقلي وبالتالي تظهر أهمية معرفة نوع وحدة الإعاقة التي يعاني منها كل فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة بهدف تحديد نوعية العلاج المناسب والطرق المتبعة في ذلك.
و أكدت أن تأثير البيئة المحيطة على ذوي الاحتياجات الخاصة كبير جداً حيث تلعب البيئة المحيطة بأصحاب الإعاقة دوراً مهماً في التطور الإيجابي أو السلبي للإعاقة والروح المعنوية والراحة النفسية للمعاق والتي تنقسم بشكل رئيسي إلى بيئتين الأولى البيئة المجتمعية الإيجابية الداعمة للفرد المعاق الموجود ضمنها بحيث تتقبل إعاقته وتحتضنه وتوفّر له الدعم النفسي والمعنوي بالإضافة إلى دفعه نحو التطور والتقدم من خلال ضمه إلى المراكز العلاجية المناسبة و الثانية البيئة المجتمعية السلبية و هي التي يبقى أفرادها غير متقبلين لوجود فرد معاق بينهم مما ينعكس بشكل سلبي على نفسية ومعنوية الفرد المعاق ويجعل من الصعب عليه التطور والتقدم في العلاج .
و أضافت الدكتورة زينب السماحي بأن هناك مجموعة من القواعد التي يجب اتباعها عند التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من الكبار والبالغين أهمها رسم الابتسامة عند التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة و تجنب التحديق أو إظهار أي رد فعل عند رؤية أي شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك لتجنب إحراجه و سؤال ذوي الاحتياجات الخاصة في حال حاجتهم إلى المساعدة وتجنب أخذ زمام المبادرة دون عِلمهم لئلا يشعروا بالشفقة و ضرورة التحدث مع ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل إيجابي والابتعاد تماماً عن التذمر أو التحدث عن المشاكل الخاصة و في حال كان الشخص من ذوي الإعاقات السمعية فيجب التربيت على كتفه من أجل لفت انتباهه ثم التحدث معه بتمهل وبشكل واضح و في حال كان الشخص من المقعدين فيجب الجلوس عند التحدث معه وذلك ليكون المتحدث على مستوى الشخص المقعد و في حال كان الشخص من ذوي الإعاقات البصرية فمن الأفضل لمس يده ليعرف أن هناك من يتحدث معه.
أما عن فن التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من الصغار والمراهقين فأشارت الدكتورة زينب أن هناك عدة طُرق أهمها عدم الخوف من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة و التعامل معهم بطريقة طبيعية وذلك لأن بعض الأطفال والمراهقين يشكون أن لديهم شعوراً غير واثق تجاه إعاقتهم لذا يجب التعامل معهم بشكل هادئ وطبيعي و التكلّم مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بذات الطريقة التي يتم بها التحدث مع أي طفل طبيعي آخر دون استخدام أي تعبيرات طفولية أو نبرة صوت غير مناسبة معهم و التعرّف على نقاط القوة لديهم و تشجيعهم على إظهار مواهبهم والتعامل معهم بذات الطريقة التي يتم التعامل بها مع أندادهم الطبيعيين و العمل على إتاحة المجال أمامهم من أجل مساندة من حولهم من الأشخاص سواءً كان ذلك باحتضان إنسان محتاج للعاطفة أو تقديم المساعدة في حال احتاج أحدهم مساعدة في حل الواجبات المدرسية بالاضافة الى احترام اختلاف الطفل عن الآخرين مع تعليمه ألا يخجل من الأدوات التي يستخدمها وألا يحاول الظهور بشكل طبيعي كباقي رفاقه بل عليه تقبل حاله وإعاقته كما يجب تعليم من حوله بأن يقبلوا اختلافه عنهم و كذلك دعوة الطفل للتعرف على أطفال آخرين ذوي احتياجات خاصة وتعريفه على قصصهم مما يساهم في إشعاره بأن الحياة الجيدة ممكنة مع وجود إعاقة و تقبل الطفل كما هو وتعليمه بأن كرامة الإنسان لا تتأثر بوجود الإعاقات لدى الإنسان.