الآداب الطبية

بقلم: د. فاطمة الدربي
إن أهم ما يتصف به المرء سواء كان إنسانًا عاديًا أو طبيبًا نظاميًا هي الأخلاق الحميدة. لذلك يجب على كل فرد مهما كانت عظمته ومهنته أن يتحلى بتك الصفة المثالية. فالله سبحانه وتعالى وصف نبيه خير المرسلين صلوات الله وسلامه عليه بقوله تعالى في قرآنه المجيد (وإنك لعلى خلق عظيم)،فالدين الإسلامي الحنيف يأمر بالتحلي بالأخلاق الحسنة والفضائل الكريمة لكل إنسان ،ومن باب أولى أن يتحلى بتلك الصفات الطيبة الطبيب الذي بين يديه حياة مريضه .
كتبت عدة مؤلفات عن الآداب الطبية وواجبات الأطباء وحافظت على تعاليم أبي الطب أبقراط وأدخلت عليها بعض التحسينات . فعلى الطبيب في رأي أبقراط هو الذي اجتمعت فيه سبع صفات: أن يكون تام الخلق حسن الذكاء جيد الروية خير الطبع ،أن يكون حسن الملبس نظيف البدن والثوب،أن يكون كتومًا لأسرار المرضى لا يبوح بشئ من امراضهم ،أن تكون رغبته في إبراء المرضى أكثر من رغبته فيما يلتمسه من الأجرة ، أن يكون حريصًا على التعليم والمبالغة في منافع الناس،أن يكون سليم القلب عفيف النظر صادق اللهجة ،أن يكون مأمونًا ثقة على الأرواح والأموال لا يصف دواء قاتلًا يعالج عدوه بنية صادقة كما يعالج حبيبه .
ومن واجبات الطبيب ألا يرهق نفسه فلجسده عليه حق،ألا يرهق المريض بالمصاريف الغير ضرورية كإجراء الفحوصات الغير لازمة له مثل التحاليل والاشعة وما يشابه ذلك حتى يقال إنه متهم بمريضه ،عليه المحافظة والأهتمام بمريضه مخلصًا له النصيحة بدون إضراربالمريض أو بغيره ،أن يشد أزر أصدقائه وزملائه الأطباء ويقوي الثقة والعلاقة بينه وبينهم وتصبح مبنيه على روح المحبة والتعاون ، أن يثابر على طلب العلم دومًا ويسخر العلم في منفعة الإنسان لا لأذاه ،يجب على الطبيب أن يكون عالمًا بالطب له دراية ومعرفة تخوله أن يحمل أمانة الطب وأن يكون صريحًا مع نفسه، ما اجتمع الأطباء عليه وشهد عليه القياس وعضدته التجربة فليكن أمامك وبالضد.

شاهد أيضاً

“مذكرتا اعتقال بحق نتنياهو وغالانت .. بين الرمزية والاختبار الجاد للإرادة الدولية”

  سمير السعد في خطوة تعد سابقة في سياق الصراع الفلسطيني العربي الإسلامي _ الصهيوني …