الإخوة الإنسانية تهدف لتخفيف الاحتقان

بقلم د. فاطمة عبدالله الدربي

 

الأخوة أنواع أعلاها الأخوة الإنسانية، لأن الإنسان أخ للإنسان، والله عز وجل خلق البشر من نفس واحدة، من خصائص واحدة، فلذلك قال عليه الصلاة والسلام: «لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه».

هناك أخوة راقية جداً هي الأخوة الإنسانية، «لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ ـ كأن هذا ارتبط بالإيمان ـ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ـ في الإنسانية ـ ما يُحِبُّ لنفسه» ستظل الأُخوة هي الرابطة العالمية للإنسان، تجمع ما فرقته الديانة أو السياسة أو العنصرية البغيضة أو الطبقية الواهية، فالكل يعرف أنه أخ للإنسان من حيث الجنس والنوع والخاصة والكرامة والشعور بالحاجة لأخيه، والكل ينشد العدل والمساواة والكرامة والأمن والسعادة.

نعم هذا هو حالنا معاشر المسلمين أينما كنا وحيثما حللنا، بسبب أننا مسلمون مسالمون، ولكن سفهاء أفسدوا الأخوة وأشاعوا الذعر وأقلقوا السكينة العامة، ولما كان الإسلام صفة لهم، جعلوا الصفة نعتاً لكل مسلم، ونحن الطرف الأضعف في المعادلة، فلا بد من إعادة النظر في حالنا مع غيرنا، والسعي لإعادة اللحمة الإنسانية لوضعها الطبيعي الذي دعانا إليه الإسلام وسار عليه أسلافنا الكرام، وهذه أمنية كل عاقل منا معاشر المسلمين، ولكن لم يسعَ أحد من قادة المسلمين لمثل ما سعى إليه قادتنا الحكماء الذين نشأوا وشبوا وتعلموا منهج السماحة الإسلامية من مؤسسي اتحاد الإمارات طيب الله ثراهم.

الأخوة الإنسانية أصبحت مسؤولية العالم، ولمن لا يعلم فإن وثيقة «الأخوة الإنسانية» هي الأولى من نوعها في تاريخنا الحديث، تم توقيعها في فبراير 2019 في الإمارات من قبل فضيلة شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، لنشر ثقافة المواطنة والتعايش والإخاء بين الناس. إن تنفيذ «الوثيقة» يمكن أن يشكل خطوة رائدة تساهم في تخفيف الاحتقان الموجود في العالم، وتحفز المبادرات والجهود المماثلة على العمل، وهو ما قد ينقذ الإنسانية من مآسٍ يتحمل تبعاتها الأبرياء.

وباعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يوم 4 فبراير «اليوم العالمي للأخوة الإنسانية»، سيحتفل المجتمع الدولي بهذا اليوم سنوياً ابتداءً من عام 2021.

شاهد أيضاً

“سامي أبو سالم .. صوت غزة الذي لا يخبو تحت الحصار”

  سمير السعد في عالم الصحافة، حيث الكلمات قد تكون أقوى من السلاح، يقف الصحفي …