الاسرة في مجتمعنا العربي ودورها في تعزيز الحماية الفكرية لدى ابنائنا
بوابة الاخبار العربية
8 نوفمبر، 2021
مقالات
1,375,240 زيارة
بقلم: د. طراد الرويس
إن الأسرة في مجتمعات العالم أجمع تعّد الركيزة الأساس في تكوين نمط شخصية أبنائها وأخلاقياتهم منذ نشأتهم الأولى، وتعّد خط الدفاع الأول لمواجهة الانحرافات الفكرية بتحقيقها التوازن في تفكيرهم وتصرّفاتهم، ومواكبتهم للحياة التي يعيشون فيها مع المحافظة على المرتكزات الدينية لوقايتهم من جميع أشكال الانحراف الفكري، حيث أنها المسؤول الأول عن سلامة أفكار أبنائها والمحافظة على نقائها من الشوائب المنحرفة والمتطرفة الضالة، مما جعل مسؤوليتها مضاعفة في تحصين الأبناء وتوفير المناعة الفكرية لهم منذ طفولتهم لينشؤوا قادرين على مواجهة أي تحديات أو مخاطر لمؤثرات فكرية ضالة.
وفي مجتمعنا العربي فإن للأسرة دوراً هاماً وأساسياً كونها البيئة الأولى التي يتلقى فيها الأبناء جميع السلوكيات والقيم والمبادئ والأخلاق والثوابت، ويقع على عاتقها دوراً سامياً في وقاية أبنائها من جميع أشكال الانحراف الفكري وتعزيز المناعة الفكرية لديهم منذ طفولتهم لينشأوا قادرين على مواجهة التحديات الفكرية وخاصة في ظل الانفتاح العالمي على كافة الثقافات والتوجيهات، وفي ظل هذه الظروف يشهد مجتمعنا العربي في وقتنا الراهن انفتاحاً معرفياً واسعاً وتوسعاً كبيراً في وسائل التواصل الاجتماعي التي فرضت نفسها في نشر وتعزيز الثقافات المتعدّدة وأصبحت تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر في غرس القناعات لدى أفراد المجتمع، مما يحمّل الأسرة الدور الأكبر في تأصيل القيم وغرس المبادئ وحماية الأفكار وتقوية المناعة لدى الأبناء لكي يتمتعوا بصحة نفسية مثلى ومناعة فكرية جيدة.
ومن الأسباب التي تعيق الأسرة العربية من مواجهة تلك الانحراف الفكري هو السماح للأبناء باستخدام وسائل الإعلام بأنواعه ووسائل التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية دون رقابة أو ضوابط، وللأسف تبين لاحقاً أن الغاية من جذب المجتمعات لها هو لاستغلالها أمنياً واجتماعياً وسياسياً؛ حيث أن ضوابط الاستخدام ستقلل من الضرر المتوقع الذي إن وقع يمكن حصره أو كشفه، لذلك يجب أن تبذل الأسرة في مجتمعنا العربي جهوداً تجاه أبنائها بما تحقق لديهم أمن فكري وقائي ضد الانحرافات الفكرية لجعلهم مواطنين صالحين منتجين في مجتمعهم يرفضون أي مؤثرات فكرية ضالة بعيدة عن الوسطية والاعتدال.
ولمواجهة الانحرافات الفكرية والمتطرفة في مجتمعاتنا العربية، فيجب البدء أولاً بالأسرة من خلال نشر ثقافة تعزيز المناعة الفكرية لدى أبنائها وتوضيح مسؤوليتها في ذلك، وتوفير لها الوسائل التي تعينها لتطبيق المنهج الصحيح، وتلافي المعوقات التي تواجهها لتحقيق الأمن الفكري وتعزيزه لدى أبنائها، ومن ثم تقوم بدورها البنائي في تربية الأبناء وتنشئتهم التنشئة الصالحة، وكذلك تقوم بدورها الوقائي في حماية أفرادها وتحصينهم من الأفكار الضالة والتوجهات المنحرفة، وعندما تجد الأسرة في أفكار أبنائها انحرافات ومؤثرات فكرية ستقوم بدورها العلاجي من خلال التنسيق مع الجهات المعنية لتصحيح أفكار أبنائها وتوجيههم وتأهيلهم لكي يعودوا لمجتمعهم ولأسرهم صالحين منتجين.
وندعو المولى عز وجل ان يحفظ أسرنا ومجتمعاتنا واوطاننا العربية والإسلامية، ويديم عليها الأمن والأمان، والتقدم والازدهار، في ظل حكامنا ورؤسائنا وحكوماتنا الرشيدة.