متابعة – علاء حمدي
سلطت مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG) الضوء، في تقرير أطلقته مؤخراً، أن التطور الذي شهده العالم في سرعة الإنترنت، ووتيرة تغير تفضيلات الفئات السكانية المختلفة ساهم في ارتفاع الطلب على الخدمات والحلول وكذلك سرعة تقديمها وسهولة الحصول عليها. على صعيد آخر، أثّر الانتشار المستمر للوباء سلباً على الشركات في كافة القطاعات، إذ تواجه غالبية الشركات تحديات جمة في إطار محاولاتها لاستعادة السيطرة على الوضع، وضمان استمراريتها والحفاظ على إيراداتها وأرباحها. ويؤكد التقرير، الذي يحمل عنوان ” الشروط الخمسة للنجاح في مسيرة التحول الرقمي”، أنه ورغم الدور الحيوي لهذه الظروف الاستثنائية في تسريع جهود التحول الرقمي، إلا أنها فاقمت أيضاً المخاطر والتحديات التي تواجه المؤسسات فيما يتعلق بتفشي الوباء. ووفقاً لنتائج الأبحاث التي أجرتها المجموعة، أخفقت حوالي 70% من المؤسسات على مستوى العالم في محاولاتها لتنفيذ التحول الرقمي، ومن ضمنها المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط التي تواجه هي الأخرى تحديات مماثلة. وأظهرت النتائج أن الشركات غير مستعدة لمواجهة التحديات التي تكتنف هذه المسيرة، وكثيراً ما يتم التساؤل حول أفضل الطرق لوضع نماذج الحوكمة وتصميم البنية التحتية والحلول التقنية، في وقت يؤدي تبني الاستراتيجيات الجديدة والثقافات التنظيمية المختلفة، في كثير من الأحيان، إلى خلق المزيد من التعقيدات في مسيرة التحول.
وقال ديفيد بانهانز، المدير المفوض والشريك في مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب :” رغم إدراك العديد من المؤسسات لضرورة مواكبة التغير في مشهد الأعمال، إلا أن معظمها يواجه صعوبات عديدة في تنفيذ وتعزيز مبادرات التحول الخاصة بها. ويعتبر نقص التمويل، والتوجيه غير الملائم، وعدم تمكين وحدات الأعمال، والبنية التحتية القديمة، وعدم اتساق إجراءات وممارسات العمل، وعدم القدرة على استقطاب الكفاءات المناسبة، من أهم الأسباب التي أدت إلى حصول هذه الفجوة واسعة النطاق التي نشهدها اليوم. ومن المهم في هذا الإطار، الاعتراف بأن بيئة العمل المعتادة قبل الوباء ذهبت من غير عودة، وأن التحديات التي يجب مواجهتها باتت أكثر عدداً وتعقيداً”. في عام 2020، شهد قطاع الأعمال اضطرابات غير مسبوقة أدت إلى تفاقم المشاكل والتحديات التي تواجهها الشركات في مجال التحول الرقمي. وحدث ذلك بالتزامن مع ارتفاع سقف توقعات العملاء في عالم متصل رقمياً، وإمكانية الاتصال في كل مكان باستخدام الهواتف الذكية، في حين تنمو أعمال المنافسين المتطورين رقمياً عبر كافة الأسواق العالمية بوتيرة متسارعة. وفي الوقت ذاته، أدى تزايد العروض التنافسية والمبتكرة إلى دفع الجهات التنظيمية إلى إعادة النظر في أطر التنمية الاقتصادية، ما زاد من الضغوط على الشركات للاستمرار في التطور حفاظاً على تنافسيتها في سوق سريعة التقلب، كما أدى التوجه للعمل عن بُعد، إلى ظهور الحاجة الملحة لتطوير الثقافات التنظيمية وممارسات العمل لاستقطاب الكفاءات والاحتفاظ بها.
ومن جهته قال كاوستوبه واجل، المدير المفوض والشريك في بوسطن كونسلتينج جروب : “أدت هذه التحديات إلى دفع المديرين التنفيذيين وصناع القرار في الشركات، لتسليط الضوء على ضرورة مضاعفة الجهود الهادفة لتحقيق التحول الرقمي، عبر جعله من أهم الأولويات المؤسسية لضمان استمرارية الأعمال والحفاظ على التنافسية في السوق. وعلى الرغم من أن الصعوبات والتحديات التي تكتنف مسيرة التحول، إلا أنه يمكن تحقيقها بالتأكيد. فقد شهدت مختلف القطاعات الاقتصادية تفوقاً كبيراً للشركات المتقدمة رقمياً على منافسيها، وذلك عبر تسريع التحول الرقمي وتبني طرق واستراتيجيات جديدة للأعمال”. وتتوفر مجموعة واسعة من حالات الاستخدام التي تؤكد تقدم الشركات المتطورة رقمياً ونجاحها على مختلف الأصعدة، وبالإضافة إلى الأمثلة التي يمكن اعتبارها كمصدر إلهام ومثال يمكن الاقتداء به للشركات المختلفة، حددت مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب، خمسة شروط أساسية لتحقيق النجاح خلال مسيرة التحول الرقمي:
• وضع نموذج رسمي للحوكمة الرقمية: تستطيع الشركات تنفيذ مبادرات التحول عبر تحديد مجموعة مؤشرات أداء رئيسية، وتطوير محفظة تقودها الأعمال، والعمل على تطوير عمليات الشركة المختلفة. • إعادة رسم المسيرة: سيؤدي تبني طرق عمل جديدة إلى تبسيط تجارب العملاء والموظفين والشركاء وإطلاق المنتجات والخدمات بسرعة. • تقنيات وخدمات الجيل التالي: سيؤدي الانتقال إلى الهيكل التقني المعياري والاستغناء عن البنية التحتية التقليدية، إلى تعزيز إمكانية التكيف الديناميكي مع السوق، وتعزيز المرونة المكتشفة حديثاً، وتسريع الأطر الزمنية اللازمة للوصول إلى السوق. • الكفاءات والثقافة الرقمية: سيؤدي الترويج لعقلية رقمية موحدة على الصعيد الداخلي، إلى غرس الابتكار في الحمض النووي للشركة وتطوير القدرات الرقمية. • تعزيز إمكانات البيانات والتحليلات: سيؤدي اتباع استراتيجية خاصة لتحقيق الإيرادات من التحليلات ومواءمة النماذج التشغيلية للتحليلات وتحديد الأدوار والمسؤوليات بكل وضوح إلى بناء القدرات اللازمة لاستخدام البيانات والتحليلات على النحو الأمثل.
وأضاف شعيب يوسف، الشريك في مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب: “على الرغم من تداعيات الوباء، أظهرت الشركات التي تحرز تقدماً مستداماً في مسيرتها للتحول الرقمي مرونة تشغيلية تفوق التوقعات، نظراً لقدرتها على توفير الخدمات الرقمية للعملاء. ونظراً لأن التحول الرقمي بات التوجه الجديد في الحاضر والمستقبل، فمن الضروري أن يبذل رؤساء الشركات المزيد من الجهود، والعمل بجدية لتنفيذ هذه الخطوات، مع وضع جدول أعمال استباقي طويل الأجل، ليتمكنوا من تلبية احتياجات التحول الرقمي المعقدة.”
تتعاون بوسطن كونسلتينج جروب مع مجموعة واسعة من الشركاء في مختلف قطاعات الأعمال والمجالات الاجتماعية والاقتصادية لمساعدتهم على تحديد التحديات وإيجاد حلول لها واستغلال الفرص ذات القيمة العالية. وكانت بوسطن كونسلتينج جروب رائدة على مستوى العالم منذ تأسيسها في عام 1963. وتساعد المجموعة شركاءها اليوم على التحول بشكل كامل وإحداث التغييرات المطلوبة وتمكين المؤسسات من النمو وتعزيز تنافسيتها في الأسواق وتحقيق الربحية. وتؤمن بوسطن كونسلتينج جروب أن الشركات التي تطمح إلى النجاح في سوق اليوم تحتاج إلى الجمع بين القدرات الإنسانية والرقمية. وتتميز فرقنا العالمية المتخصصة والمتنوعة بخبرات عريقة ورؤى ثاقبة عبر مختلف القطاعات والمجالات لإحداث التحول اللازم. وتقدم المجموعة حلولاً متقدمة تتمثل في الاستشارات الإدارية الرائدة والتكنولوجيا والتصميم إلى جانب المشاريع الرقمية والمؤسسية وتحويل الأهداف النهائية للأعمال إلى واقع ملموس. وتعتمد المجموعة نموذج عمل تعاوني فريد يغطي جميع متطلبات العميل مما يسهم في تحقيق النتائج المنشودة التي تتيح للعملاء تحقيق المزيد من الازدهار والنمو.