كتب – فاطمة دربالة
انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعيّ تصريحات تُنسب لقيادات حمساويّة، وتُفيد هذه التصريحات التزام حماس باتفاق بينها وبين فتح يقضي بعدم ترشّح مسؤولين من حماس لمناصب عليا وأهمّها الرّئاسة ورئاسة الوزراء.
وقد بارك عديد النشطاء هذه الخطوة وما وصفوه بحرص حماس على سُمعة السلطة الفلسطينيّة دوليّا، خاصّة وأنّ حماس مصنّفة إرهابيّة في معظم الدّول الغربيّة ممّا سيعمّق من عزلة فلسطين في المجتمع الدوليّ في حال ترشّحها لمناصب عليا في الدّولة.
إلّا أنّه، وفي المقابل، أكّد مسؤول فتحاويّ بارز في الضفة الغربيّة أنّ قيادات فتح غير واثقة من التزام حماس بهذا الاتفاق، مشيرًا إلى “التفاف حماس على عديد الاتفاقات الموقّع عليها سابقًا، فضلًا عن الالتزامات الأخلاقيّة والمعنويّة”.
ولا جدل في أنّ الخلاف القائم بين فتح وحماس ماثل وبقوة إلى اليوم، سوى أنّ كلتيْ الحركتيْن تحاولان التخفيف من حدّته واسترجاع الثقة تدريجيّا. ويؤكد مختص في القضية الفلسطينيّة أنّ الثقة التي دُمّرت طيلة السنوات الماضية تحتاج بدورها إلى سنوات لتُنبنى من جديد، وهذا ما لم تفعله فتح وحماس واستعجلته. ونبّه: “كلّ ما بنيناه طيلة الأشهر الماضية غير ثابت، وقد يتداعى في لحظة خلاف جوهريّة واحدة، وهو ما يجعلنا نعود إلى مربّع الانطلاق، مع خسارة مقدّرات ماليّة ضخمة وأشهر من المحادثات والمفاوضات”.
وأضاف: “حماس لاعب رئيسي ومستفيد كبير من الانتخابات، لأنّها ستسمح لبعض قياداتها بالتفاوض مع إسرائيل دون محاكمة شعبيّة أو حركيّة”.
وقد صرح احد المسؤولين الفتحاويّين: “ندرك جيّدا في حركتنا أنّ الانتخابات القادمة ستخدم مصلحة حماس بشكل واضح، ذلك أنّها ستنضوي تحت غطاء حكومة شرعيّة وستدخل من الباب الواسع للضفة الغربيّة. كلّ هذا لا يخدم مصالحنا ويعزّز عزلتنا مع المجتمع الدّولي في ظل تصنيف حماس حركة إرهابيّة، إلّا أنّنا ماضون في هذا ونخيّر وحدة الشعب الفلسطيني على الشقاق والنّزاع”.