بقلم م : فتحي عفانة
يسيطر هاجس الخوف علي الكثير من الناس حيث يعيشون قلقون من المستقبل بافتراض ان ما يحمله الغد هو السوء فنجدهم في حالة من عدم الاتزان والاستقرار النفسي نتيجة وقعوهم تحت تأثير افكار ومشاعر سلبية وهو ما يؤدي الي انعكاسات خطيرة علي حياتهم وتصرفاتهم وطريقة تفكيرهم
وان هذه المشاعر السلبية تسيطر علي الكثيرين وقد تدفع البعض الي التفكير في الانتحار والتخلص من حياته لشعوره بعدم جدوي العيش بسبب سيطرة اليأس والقلق وفقدان الأمل بالتغيير كما ان هذه الافكار السلبية تؤدي الي انتشار الامراض النفسية والشعور بالقلق والتوتر والاحباط والاكتئاب وهذه الافكار السلبية تسيطر علي حياة الكثيرين والخضوع لضغوطات ومصاعب الحياة دون اتخاذ اي مبادرة لمواجهة هذا الواقع والعمل علي تغييره نحو الافضل من خلال التسلح بالتفاؤل والامل والسلوكيات الايجابية
وفي الآونة الأخيرة تجاهل الانسان اوامر الدين الحنيف ونواهيه وكان بعيدا عن الدين الاسلامي فأصبح اكثر عرضه للتأثيرات السلبية وسيطرة مشاعر اليأس والاحباط والقلق علي تصرفاته وحياته فإذا اردت الاتزان والتوازن والرضا النفسي فعليك بالاعتدال في كل امور حياتك وهو الأمر الذي يؤكد عليه الدين الاسلامي ويحضنا عليه من خلال دعوته الي اتباع منهج الوسطية في المقابل فانه يحذر من الغلو والتطرف والتشدد في كل الامور ولا شك ان الالتزام بتعاليم الدين الحنيف من شأنها حماية الانسان وتحصينه ضد الاصابة بأمراض الاكتئاب والقلق والخوف وتمنحه التوزان النفسي المطلوب الذي يدفعه الي المزيد من العمل والانتاج وتحقيق الغايات والاهداف من خلال الالتزام بالأخلاق والفضائل والرضا والقبول بقضاء الله تعالي وقدره
وعندما تخلت المجتمعات العربية عن التعاليم الاسلامية وطغيان المصالح والمادة علي الاخلاقيات والقيم انتشرت الكثير من الامراض النفسية والمشاعر السلبية فاصبح الانسان لا يفكر الا بالكسب والمال حتى لو كان علي حساب صحته وبيته وعلاقاته الاجتماعية والتكاليف والواجبات الدينية متناسيا ان الارزاق بيد الله تعالي وان المحافظة علي الحياه المتزنة تكون من خلال اتباع القاعدة النبوية ” ان لربك عليك حقا وان لنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه ” وهي دعوة للاعتدال والتوزان في تصرفاتنا حتى لا يكون هناك خلل في كافة جوانب الحياة في حياة الإنسان .