بقلم – د شيرين العدوي
الخذلان شعور لا يعرف طعمه إلا القلوب التي وصلت إلى درجة الفناء والثقة في الطرف المخذل لها .فتشعر بالغصة والمرارة لأنه طرقت هذا الباب دون غيره وهي عزيزة النفس شامختها . عادة الخذلان لا يأتي إلا من طرف قادر على العطاء ثم يتوانى عن فعل ذلك . وهو يتنافى مع شعور الرجولة الذي يعني دفع الأذى والحماية والعطاء. أما من لا يستطيع فليس مخذل لأحد .
هذه الصفة لا تنبع إلا من نفس ابتعد عنها فعل الخير لأن الأنانية تتملكها فتشعر بالخسران والحسرة إذا رأت من لجأ إليها في خير. الخذلان صفة أصيلة في النفوس الكاذبة التي تظهر عكس ما تضمر. تكون تلك الصفة نتاج أسرة ربت هذا الطفل على الشح والخوف والكره والضغينة.
لو فتشت لوجدت أن هذه الصفة في أصل العائلة. وربما ليست في العائلة ولكن الطفل وهو يربى كان يؤمل الكثير في الأسرة فلم تحقق له ما تمنى دون أن تظهر له الأسباب . وهو شعور مناف للإسلام تماما إذا يأمرنا الله دائما أن نكون سفراء العطاء وأن نفتح الأبواب للناس و نكون كالخيل المرسلة بالخير . إذ يحذرنا أن نمنع فيمنع. أصحاب هذه الصفة مرضى وحساسون جدا تجاه كل شيء لأنهم يخافون على كل شيء وصلوا إليه و لا ينصلح حالهم إلا بمزيد من العطاء والاطمئنان.