الدكتورة بسنت سيف تسلط الضوء علي مرض الماء الأبيض

حوار – علاء حمدي

تعد إصابات العيون الماء الأبيض من بين أهم أكثر أسباب العمى وفقد البصر عالميا، ونتيجة لذلك يحظى هذا المرض باهتمام كبير من كافة المختصين والمهتمين بمكافحة العمى ولكن كيف تحدث الإصابة بالماء الأبيض، ومن هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض وما هي طرق علاجه، حول كل هذه الأسئلة وغيرها نلتقي مع الدكتورة / بسنت سيف مدير وحدة طب وجراحة العيون بمستشفى سعاد كفافى والمدرس بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا حيث كان الحوار التالي:

يبدأ ضيفنا حديثة بالتعريف بالماء الأبيض؟ فيقول:
يعرف الماء الأبيض أنه عتمة في عدسة العين والتي عادة ما تكون شفافة، حيث توجد في داخل العين عدسة شفافة من صنع الخالق عز وجل من الخلية الجذرية وهي الخلية نفسها التي خلق منها الشعر والجلد وهذا ما يفسر تغير العدسة من الشفافية إلى الإعتام، ويعد هذا النوع من إصابات الماء الأبيض الأكثر شيوعا.

وتطلعنا الدكتورة بسنت على أهم أسباب إصابة العين بالماء الأبيض فتقول:
يعد التقدم في العمر من أهم الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالماء الأبيض وخاصة بعد سن الستين، إلا انه لا يعد السبب الوحيد ؛إذ إن هناك بعض الأمراض الوراثية التي قد تسبب الإصابة بالماء الأبيض بصورة مباشرة مسميات عدة منها إصابة العين المباشرة، سواء كانت نافذة داخل العين أو غير نافذة، وكذلك عتامة العدسة المصاحبة لمرض السكري أو الناتجة عن استخدام بعض الأدوية ومنها عقار الكورتيزون.

كيف يتم تشخيص الإصابة بالماء الأبيض؟ تجيب الدكتورة بسنت قائله:
يتمتع أطباء العيون بمهارة عالية في تشخيص ومعالجة الماء الأبيض حيث يقوم الطبيب بالفحص الكامل للعين لمعرفة ما إذا كان الماء الأبيض هو السبب في الأعراض التي يعاني منها المريض وتشمل تلك الفحوصات: وهناك الماء الأبيض الخلقي والذي يصيب الطفل عند الولادة والذي يعتبر من الحالات الطارئة ويجب علاجه فور تشخيصه حتى لا تصاب العين بالكسل الدائم، وهناك ما يعرف بالماء الأبيض التطوري والذي يصيب الطفل في السنة الأولى أو ما بعدها أو حتى بعد البلوغ ولذا يجب الإسراع في علاجه.

هل يتطور المرض في العين أم أنه يبقى على صورة واحدة؟

يتطور المرض ولا يبقى على صورة واحدة، إلا أن السرعة التي يتطور بها المرض تختلف من شخص لآخر، كما أنها تختلف من عين إلى أخرى للشخص المصاب، كما أن السرعة في تطور الإصابة تزداد في حال وجود أمراض مسببة ولكن لابد من الإشارة هنا إلى أن إصابة العيون بالماء الأبيض والمرتبطة بتقدم العمر تتطور الإصابة بها تدريجيا على مدى السنوات.

إذا كان الماء الأبيض في العين يتطور فمتى يجب إجراء عملية إزالته؟

ينصح عادة بإجراء عملية إزالة الماء الأبيض عندما يبدأ المريض في الشعور فإن النقص الحاصل في النظر نتيجة الماء الأبيض يؤثر على نشاطاته اليومية مثل قيادة السيارة على سبيل المثال أو مشاهدة التلفاز أو القراءة، وينصح الأطباء دائما بإزالة الماء الأبيض لأسباب طبية ومنها الإصابة بداء السكري إذ يحتاج مرضى السكري إلى فحص دوري للشبكية، إذ أن لمرض السكري تأثير على الشبكية يمكن أن يحول دون تمكن الطبيب من فحص الشبكية نتيجة تأثير السكري عليها وتكون الماء الأبيض، وينصح بإزالة الماء الأبيض أيضا إذا كانت الإصابة متقدمة جدا ما يجعل المريض عرضة لتطور الإصابة إلى الإصابة بالماء الأزرق نتيجة ارتفاع ضغط العين وكما هو معروف فإن الماء الأزرق يشكل خطرا كبيرا على سلامة العين والبصر ويعد من أهم الأسباب المؤدية للإصابة بالعمى، وفي السابق كان ينتظر الطبيب حتى يتجمد الماء الأبيض في العين ليقوم بإجراء عملية إزالته إلا أنه من التطور الكبير الذي شهدته عمليات العيون بوجه عام وجراحات إزالة الماء الأبيض بوجه خاص فلم يعد هناك حاجة للانتظار إذ يمكن إجرائها في وقت مبكر ما يساعد على الحد من شعور المريض بالألم وليتمكن من العودة لممارسة حياته اليومية والطبيعية بكل يسر وسهولة.

كيف يتم إعداد المريض لإجراء العملية؟
عندما يقوم الطبيب بتشخيص الإصابة بالماء الأبيض يحول المريض إلى طبيب التخدير والذي يحصل على معلومات دقيقة عن الصحة العامة للمريض والتاريخ المرضي له وللعائلة، ومن ثم يتم إجراء بعض الفحوصات الطبية الشاملة له، كما يجري بعض التحاليل الطبية له إضافة إلى تخطيط القلب، للتأكد من قدرة المريض على تحمل إجراء العملية، وهنا لابد من الإشارة إلى أن كل ذلك للاطمئنان على سلامة المريض اما العملية نفسها فتجري حاليا بالتخدير الموضعي للعين وذلك باستخدام قطرات توضع للعين، وبهذه الطريقة يتمكن المريض من التحدث إلى طبيبه أثناء العملية، وعند الانتهاء من إجراء العملية يقوم بتغطية العين بغطاء شفاف كما يطلب من المريض استخدام قطرات خاصة بعد إجراء العملية حيث تساعد تلك القطرات على تخفيف الالتهاب وأخرى مضاد حيوي ويمكن أن ينصح باستخدام مرهم للعين قبل النوم.
ينصح المريض بعد إجراء عملية إزالة الماء الأبيض بالراحة وعدم لمس العين أو حكها أو الضغط عليها، وعند نزول الدمع يمسح بالمنديل بعد وصوله إلى الخد وعم محاولة مسحه أثناء خروجه من العين، وضع الغطاء الخاص على العين، عدم الاستلقاء على الوجه وعدم رفع أي شيء ثقيل، ويمكن السجود للصلاة بعد أسبوع واحد من إجراء العملية، كما نود الإشارة إلى انه لا مانع من غسل الوجه عند الوضوء مع إغلاق العين وعدم محاولة الضغط عليها عند الاستحمام أو غسل الوجه والحرص على استعمال العلاج والأدوية بانتظام، والمحافظة على موعد مراجعة الطبيب بانتظام.

وقبل الختام دعونا نسلط الضوء على ابرز المضاعفات التي يمكن ان تنتج عن التأخير في إجراء عملية إزالة الماء الأبيض؟
– إن تأخر المريض في اتخاذ قرار إجراء عملية إزالة الماء الأبيض يؤدي إلى حدوث كثير من المضاعفات منها أن العدسة إذا اعتمت تماما ربما يكبر حجمها وتنتفخ ما يؤدي إلى إغلاق البؤبؤ من الخلف الأمر الذي ينتج عنه ارتفاع في ضغط العين وانسداد في الغرفة الأمامية للعين وهو ما يسمى الماء الأزرق، ومن بين أهم المضاعفات أن عتامة العدسة قد تزداد صلابتها ويصعب تفتيتها مسببا نتائج سلبية على خلايا بطانة القرنية، ومن المضاعفات أن التأخر الطويل في إجراء العملية يؤدي إلى ضعف أربطة العدسة والتي تعمل على تثبيتها الأمر الذي ينتج عنه عدم ثبات العدسة والتي تعرف باسم العدسة الراقصة ما يشكل صعوبة في إجراء العملية وربما يحتاج تثبيت العدسة الصناعية إلى اللجوء للخياطة في جدار العين وتثبيتها في القزحية، ولذا فإنه ينصح بضرورة الإسراع في إجراء العملية لتفادي تلك المضاعفات.

,عن الطرق المناسبة للوقاية من الإصابة بالماء الأبيض حيث تقول:
– إن من أهم الوسائل المساعدة على عدم حدوث الإصابة بالماء الأبيض استخدام النظارات الشمسية وذلك لأن التعرض للأشعة قد يساعد على الإصابة بالماء الأبيض خاصة وانه لا توجد أدوية حتى الآن تعمل على حماية العين من الإصابة بالماء الأبيض.

شاهد أيضاً

مرزوق البشري: المسؤولية الاجتماعية هي مفتاح النجاح والاستدامة في القطاعات المختلفة

  حوار / ماهر بن عبدالوهاب تنسيق – محمد الخليفة أخصائي مسؤولية اجتماعية والذي تحدث …