الزواج العرفي ومجتمع الشيزوفرينيا

كتبت – شيرين العدوي

أستاذ الإعلام بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب

 

 

 

تلجأ كثير من الفتيات المطلقات إلي الزواج العرفي حتى يحافظن على أولادهن، أو معاشهن إن كن أرامل. فلابد أن ينظر القانون لهذين النقطتين بعين الرأفة . فلا تحرم السيدة المتزوجة بعد الطلاق من أولادها حتى لو تزوجت من رجل آخر بعد تجربة الطلاق ، لأن التي تربي الأم وليس الأب وإذا أخذ الأب الأولاد فسيربيهم بأم بديلة كجدتهم أو زوجته الثانية فلماذا نلجأ لأم بديلة والأم الحقيقية موجودة؟! ولنضع قانونا لزوج الأم ولزوجة الأب يحرم ويجرم التعامل بعنف يتدرج إلى حتى العنف النفسي مع هؤلاء الأطفال. كما أرجو ألا تحرم الأرملة من معاشها لأن هذا المعاش استقطع من راتب زوجها أثناء حياته فحرمت من هذا الجزء في المعيشة ليسندهما عند الكبر أو ليسندها بعد موت زوجها فهو حقها ثم حقها. أو نفقتها من زوجها الأول لأن هذه النفقة تعويضا لها عما أنفقته من عمرها معه .

يجب أن تتغير نظرة المطلق لزوجته ، وكذلك أهله بأن يعلم أن من حق مطلقته أن تعيد تجربة الزواج، وتسعد بزوج آخر بعدما فشلت محاولتهما معا فلا يعرقل خطواتها . فربما تستقيم حياتها بعد الخلل الذي وقع بينها وبين زوجها الأول. المشكلة أن من كانت متزوجة إذا أقدمت على تجربة الزواج مرة أخرى بعد طلاقها يجرمها المجتمع، ويعيرها أهل الزوج ، وربما أهلها وكأنها تفعل الفاحشة، فتلجأ إلى الزواج العرفي الذي تظلم فيه كثيرا وتضيع فيه الحقوق والواجبات وهو أشد ظلما وبهتانا . ويأتي تصحيح ذلك الخطأ بإعادة تغيير مفاهيم المجتمع الذي يعير المرأة ويسمح للرجل بإعادة التجربة آلاف المرات دون لوم أو عتاب حتى أنه يغفر له الزنا ونسي المجتمع أن شريكته في العلاقة المحرمة أنثي فيتغاضى عن خطأ الرجل ويعاقب الأنثي ، ويتم ذلك عن طريق مناقشة هذا الملف وفتحه عبر الإعلام ، و بالفن والمسلسلات وغيره.

يجب أن يكون الأطفال بعيدين عن مشاكل الانفصال بمحاولة بذل الجميع الجهد للحفاظ على نفسيتهم بعدم زرع الكراهية ناحية الأب المطلق إذا تزوج، أو الأم المطلقة إذا تزوجت. وتوضيح أن هذا هو الحلال والشىء الطبيعي الذي يجب أن يتم. ويجب أن يساعد الزوجان المطلقان أولادهما على تجاوز هذه الأزمة في يسر واطمئنان، لأن الذي يغير من نفسية الأطفال في هذه الخطوة هو افتقادهم للأمان ويجب أن يساعد المركز القومي للمرأة والطفل في ذلك بعمل مراكز تأهيلية لحماية الطفل نفسيا وإعادة هيكلة نفسيته لتقبل الأمر وكيف يتعايش مع الأسرة الجديدة من الطرفين ، وكذلك على الأب أن يقوم بالتزامات أولاده وعدم حرمانهم ليعيشوا مرفوعي الرأس . ما كان في النور لا يدخله الظلم ولا الظلام.

يلجأ الرجل للزواج العرفي للمرة الثانية والثالثة ليحافظ على بيته الأول وأولاده وخوفا من أن يجرح زوجته الأولى التي غالبا ما تكون من مستوى اجتماعي أعلى منه وتكون قد ساعدته ليصل لمكانة ما فيخشى أن يفقد هذه المكانة، فعليه أن يختار بدلا من الظلم ، أو يقض بالحق والنور . كما أن المسكوت عنه في هذا الزواج و السبب الرئيسي هو التباعد اوالنفور الجسدي ، فيشبع رغبته بالزواج الثاني ليضيع على المرأة الثانية حقوقها ولا يلتزم بواجباته تجاهها. فالرجل يأكل حقها ويتلاعب بها وبغيرها ويشرع لنفسه ما حرمه الله من أكل الحقوق وعدم القيام بقوامته تجاهها ، وإذا كان متزوجا قبلها واتخذها زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة لفهم المفسرين الآية خطأ ؛ فإنه يعاملها على أنها للمتعة فقط وكل الحقوق للزوجة الأولى. فتظلم ظلما بينا وإذاحدث وانفصلت أكل حقها لأنها من وجهة نظره رخيصة، ويتخيل أن آدميتها انتهت بهذا الزواج فلا يحق لها أن تتطالبه بشئ سوى المتعة وحتى هذه المتعة على حسب مزاجه وهو المتحكم فيها ، وتلجأ المسكينة لذلك لأنها تكون قد وقعت في شركه، ويعتمد على أنها لا تستطيع أن تطالب بحقها لأنها في الظلام ، و لا يعرف أن الله بالمرصاد . ولو عرف الله لعدل بينها وبين زوجته الأولى.

يجب أن يعترف القانون و المجتمع بالزواج العرفي وحماية الطرفين المرأة والرجل لأن هناك أيضا نساء يتخذنه تجارة ويعددن بسبب أنه زواج تايم شير. كما يجب أن تواجه النساء المتزوجات أخطائهن في معاملة الزوج وأقصد هنا “الزوجة الأولى لأي رجل ” وأولاها العلاقة الجسدية التى تقصر فيها جدا ، والطريقة المستفزة لمعاملة الزوج والتقليل من شأنه حتى لا يلجأ لزوجة أخرى. وعليها إذا علمت أنها غير قادرة على القيام بواجباتها أن تسمح له أن يتزوج بل وتساعده في ذلك حتى لا تظلمه وتظلم نفسها فيتفسخ المجتمع ويصير الظلم أكبر ، أو تفصل عنه ويغني الله كلا من سعته . أرجو أن يعترف المجتمع بهذا الخطأ الفادح ويحاول إصلاح المعوج. لأن الزواج مسئولية وعهد والتزام. على عهد الجاهلية والإسلام كانت لا تترك المرأة إذا طلقت، أو ترملت ، أو طلقت نفسها بدون زواج وكان المجتمع يبارك هذا الزواج الثاني. و لم يذكر التاريخ لنا أن عيرت امرأة طلقت أو تزوجت مرة أخرى.

نحن على مشارف عهد جديد من التكنولوجيا وهو الميتافرس والهلوجين فأرجو النظر مرة أخرى بعين الاعتبار وإصلاح ما أفسدته العقول المتخلفة .

هناك نساء لا يستطعن أن يعشن دون زواج فلا تئدوهن أحياء للتخلف المجتمعي . وكذلك هناك رجال لا يستطيعون أن يحيوا بدون نساء . فلا تحرموا وتجرموا ما أحله الله. حتى لا تضيع الحقوق ويساعد الظالم على ظلمه. فإن الظلم ظلمات من الجحيم يوم القيامة فاتقوا الله.

شاهد أيضاً

“سامي أبو سالم .. صوت غزة الذي لا يخبو تحت الحصار”

  سمير السعد في عالم الصحافة، حيث الكلمات قد تكون أقوى من السلاح، يقف الصحفي …