بقلم – خالد جعفر
قبل أن تبادر وتتعصب لرأي أحد منهما ، يجب وضع مفهوم محدد لمعني كلمتي (الكفر) و (الشرك) التي اختلف كلاهما عليه كما اختلف عليه أيضا السابقون العالمون والباحثون في مجالي الفقه والتفسير . منهم من برأ أهل الكتاب من هاتين الصفتين ومنهم من ألحقهم بهما .. وكلاهما تعلم في الأزهر وحاصلان على درجة الدكتوراة في العقيدة الإسلامية والفلسفة ، وكلاهما عمل أستاذا وعميدا في جامعة الأزهر ، وكلاهما استند في رأيه لأسانيد أصولية تدعم وجهة نظره . أنا لست الآن بصدد تحديد أيهما على حق وأيهما على خطأ ، إنما ما أراه هو ذلك التخبط الذي وضعه السابقون في كتبهم واتباعهم سياسة الهوى وميل النفس في الفقه والفتوى والتفسير تحت دعوى اسمها (الاختلاف رحمة) هذا المصطلح الذي صادفني كثيرا وأنا طالب في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة والتى درست فيها كل ما يخطر على بال بشر من فنون اللغة العربية وعلومها الإسلامية في الشريعة والعقيدة والفلسفة والفقه والحديث والتفسير . ولامجال هنا كي أشرح المعني اللغوي والمعجمي لكلمتي الكفر والشرك .
كنت أسأل نفسي دائما : كيف يكون الاختلاف رحمة في قضايا دينية لم يتفق عليها المفسرون ؟ لقد أجهدني هذا الاختلاف كثيرا على مدى رحلتي الطويلة، والآن تحققت نظريتي وسقطت فكرة الاختلاف رحمة .
مبدأ التكفير في حد ذاته في هذه القضية مرفوض بدليل أن الإسلام أباح للرجل المسلم أن يتزوج كتابية ولم يمنع ذلك تحت حكم أنها كافرة ومشركة . والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة من رجال الدين . لماذا أباح الإسلام ذلك للرجل وحرمه على المرأة ؟ لماذا يسمح للرجل المسلم أن يتزوج مشركة كافرة ويمنع ذلك عن المرأة أن تتزوج مشركا كافرا ؟ حسبما يرى رجال الدين . وأتوجه لكل من يقرأ كلامي أن يعلم أنني لا أؤيد وجهة نظر محددة ولا داعي للفهم الخاطيء . كل ما هنالك أننى عرضت المشكلة كقضية اجتماعية وليست دينية ، وأردت أن أبين أن هناك خللا توارثناه وحولنا المنقول إلي مقدس ، وأصبح هناك دينا أرضيا تاهت فيه الأمة وتفرقت وتصارعت تحت زعم الاختلاف رحمة .