الشاعرة الليبية خديجة بسيكري في سطور
حوار /مريم عوض العنيزى
ولدت السيدة خديجة بسيكري، ببنغازي، وهي كاتبة ،وأديبة، وشاعرة، لديها العديد من المقالات، والمطبوعات، أشتغلت في مجال الصحافة، ونشرت في العديد من الصحف كتاباتها المتنوعة، وشاركت في أمسيات شعرية، داخل البلاد وخارجها، حيث بدأت مسيرتها العملية بالعمل بأمانة التعليم، ثم كلفت بمكتب تشغيل المرأة بالقوى العاملة، وترأست مجلة البيت، وصعدت أمينة مساعدة لرابطة الأدباء والكتاب، على مستوى ليبيا، ثم كلفت رئيس مجلس مؤسسة دعم وتشجيع الصحافة .
ولقيمة هذه الشخصية، ولمعرفة دورها، وأساليب عملها، ومشاركتها في بناء العنصر النسائي، والوطن، كان لي أن أجري هذا الحوار معها، بمكتبها الخاص بمقر عملها كرئيسة لمؤسسة دعم وتشجيع الصحافة واستقبلتني استقبالاً رائعاً كعادتها.
كيف كانت بدايتك مع الشعر؟
بصدق دائماً هذا السؤال يحيرني عندما يوجه لي، لأني منذ نعومة أظافري كانت علاقتي بالشعر كصداقة، كان يعبر عن مكنوني، ممكن لأني كنت وحيدة ليس لدي أخوات ووالدتي توفت وأنا صغيرة، كان الشعر هو الملجأ الخاص بي وأول بداياتي وأول أعلان لي كشاعرة كان في جامعة قاريونس شاركت في أول أمسية ليا في الثمانينات فأنا أحسب من جيل الثمانينات.
حدثيني عن ملامح السيدة خديجة بسيكري في جوانبها الإنسانية والمهنية؟
أنا لا أجيد التحدث عن نفسي لكن العمل ربما يعطي نبده عن الجوانب الانسانية نحن ولدنا في بيوت عربية تعلمنا إنا نحن يجب أن نمد يد العون لكل من يحتاجه بدون سؤال عن هويته عن مرجعيته وعن من يكون وهذا الأحساس تنامى معي وكبر عندي فكان والحمد لله دائماً سباقين أنا ورفيقاتي ورفقائي في العمل التطوعي الذى تبلور في منظمة أمازونات ليبيا هى منظمة توعوية تطوعية تعني بدعم النساء وتشجيعهن وأستثمار وقتهن وتوعيتهن فالعمل الأنساني هو لا يجزاء لأن الإنسان هو الإنسان أينما كان فربما العمل التطوعي هو يترجم بعض من انسانيتي.
كيف استطعتي ان تحققي ذاتك؟
لا أستطيع أن أقول أني حققت ذاتي لأن حققت شئ يعني ختامه ونحن دائماً في حالة السعي ولكن كان دائماً لدى الثقة في الله والإصرار على وصول الأهداف التى أرغبها.
كيف اكتشفتى تذوقك للشعر وقدرتك على كتابته؟
أنا من عائلة مثقفة وولدت في بيت فيه مكتبة وأنا من أسرة ربما الجينات تحركت لدي لأنى من أسرة لها علاقة بالشعر من ناحية والدتي رحمها الله من أسرة عائلة الجهمي هذه الاسرة معروفة بالشعر وبالكتابة وبالإبداع على رأسها السيدة خديجة الجهمي فربما هذه الأجواء قد أثرت في لا أذكر متى بدأت أكتب الشعر ولكن ربما حياتي كيتيمة كان القلم والكتابة نوع من التنفس لي ربما كان نوع من حالة تعويضية في فقدان الاسرة فقدان أبى فقدان أمى ربما كانت الحروف هى الصدر الحنون لي.
ما طبيعة تلك المشاركة في الأمسية الشعرية في الجامعة قاريونس؟
هذه أول أمسية شاركت فيها في الجامعة قاريونس طبعاً كانت بالنسبه لي نقلة كبيرة كانت دعم لى وأعلان عن نفسي أو على الأقل فتحت علي أبواب المسئولية مش مجرد أنا نكتب لا مجرد أني أنا لازم أنشارك لازم إيكون عندي صوت فتأثيرها كان أني أنا صرت أقرأ أكثر وصرت أتعرف على الحركة الشعرية في الوطن العربي والعالم أكثر صرت أختلط بمن لهم علاقة بالثقافة وتعرفت على رابطة الادباء والكتاب التى كان لها الفضل الكبير علي.
ما هى أجواء ولادة النص لديك؟
النص مخاض فحسب الحالة أحياناً يتعبنى النص وكل ما كان النص موغل فى الألم وفى الحقيقة يكون متعب فعادتاً أنا لا أكتب النص ثم أنقحه عادتاً النص يولد في داخلي فكأنها حالة ولاده فكأني رحم للقصيدة ومن ثم يخرج النص متكامل لدرجة أنه هو يخلق عندي حالة من التوتر ومن القلق ومن رغبة في الأنعزال ولاده النص بالنسبة ليا مرهقة جداً في حالة مخاض إلى أن يتكامل النص في داخلي ومن ثم أدونه على الورق او على الجهاز وعادتاً أنا لا أنقح في نصوصي.
هل المواقف والأحداث هو الذى يحركك ويجعلك تقولين شعراً؟
أكيد وأحياناً مواقف متراكمة أحياناً أكثر من موقف يكون مخزون في داخلي إلى أن مرات يأتى موقف بسيط يكون كالقشة التى تقسم ظهر البعير تتوالى المواقف عندي وفى أحياناً أنا في العادة لست صاحبة ردة فعل سريعة نختزل الموقف في داخلي ومن ثم نعبر عنه.
الأحداث التى تمر بنا قد جيشت مشاعر الكتاب والشعراء فإلى أى حد جيشت مشاعرك؟
الأحداث أكبر من مشاعرنا وأنا أنغمست في الأحداث وكنت جزء منها يعنى لدرجة إني عانيت إني أنا مش قادرة أنعبر بالكتابة أنا كتبت قصيدة كانت نوع من النبؤة لذلك كنت أنخاف منها كنت أنخاف أنى نكتب كانت نوع من النبؤة لما سيحدث لنا الأوصال المقطوعة الخيانة بيع الوطن التشتت كل هذا لما نرجع لقصيدتي كأنها تنبئ بما سيحدث لذلك أنا أحياناً أخاف من الشعر الشعر يولد في داخلي ويتشكل بالكامل ومن ثم يخرج الى الملاء لهذا أنا في هذه الفترة ربما مشاغل حياتيه ربما العمل التطوعي وأحتياجات البلد من كل جهد لنا لا يجعلني كثيراً أخلو إلى نفسي وأداعب القصيدة ربما مشئوليتى في مؤسسة الصحافة استنزفت كثيراً من وقتي ولكني كثيراً أحن إلى القصيدة إلى مناغاتها أحن إلى الشعر أحن إلى أن أقول قصيدة تبشر بالتفاؤل والأمل لذلك أنا أخاف من الشعر.
ما سر إنك أنت لست صاحبة رد فعل سريعة؟
أنا دائماً متأنية في أحكامي دائماً عندي حالة أمتصاص لكل شئ ودولبتها في داخلي وفلترتها وبالتالي تكون رده الفعل فعادتاً أنا لست شاعرة مناسبات.
كيف يمكن للكاتب أن يخرج من حالة الركود الأدبي التي فرضتها الظروف الراهنة؟
كمن يفتح في باب القصيدة عبر عن مكنوناتنا كلنا المرحلة التى نعيشها الآن هى أثرت كثيراً على عطائنا كلنا ربما أنغماسنا في الحياة اليومية وأنغماسنا في الهموم وفى متطلبات فوق قدراتنا حالة اللا أستقرار التى نعيشها أنا شخصياً أصبح عندي في صعوبة كبيرة في كتابة النص فالنص حالة اختزال والخروج من الركود هو ربما التعاطي مع القصيدة التواجد مع ملتقيات شعرية ربما تحرك فيك شئ من الحنين لكتابة نص.
ما هى أسباب الركود الأدبي في مدينة الثقافة بنغازي؟
الركود هو ركود الحياة بالكامل الحرب لهت الناس لأن القصيدة هى أيضاً كاتب ومتلقي أنت تكتب لمن؟ لن يكون هناك متلقي لقصيدتك أنا أقول لكل مبدع أنت كاذب لو أنت تقول أنا لا أكتب للآخرين لذلك الطرف الآخر هو مهم عندك في كتابه نصك في تلقي قصيدتك في احتفائه بك في كتاباتك بعد المحاولات الخجولة لحراك ثقافي في مدينه الثقافة بنغازي وكل مدينة تعتبر نفسها مدينة ثقافة لأن الثقافة هى ليست حكر على أحد ولكن هناك بعض الحراك الخجول الذي نحن نحتفي به فى ظل هذه المعطيات الصعبة وفي ظل هذه البشاعة ورغم أنى أطالب بكثير من الشعر وبكثير من الموسيقى وبكثير من الفن في مقابل البشاعة حتى نخلق الجمال ونخلق الحياة.
ما هو السبيل للرقي بالفن والثقافة؟ ما هى الوسيلة التي تساهم في رفع الثقافة في وسط العمل؟
بدأ من مناهج أختيار النصوص ومناهج الخروج من النصوص الميتة والمعتمة حراك قوي مطلوب من المثقف الآن سلاح كبير إنه هو يتحرك به تفتيح الذهنية تنظيف الذهنية الليبية بالذات الرؤية الاكثر جدية للثقافة ودورها المسئول الليبي للأسف هو لا يتعاطى بجدية مع المعطى الثقافي والإعلامي هناك تهميش ولكن نريد حراك قوى تفعيل رابطة الأدباء والكتاب تفعيل النقابات الثقافية والملتقيات الثقافية وأنا أرى في بارقة أمل إن شاء الله ومطلوب من كلية الإعلام أن يكون لها دورها ومجلس الثقافة العام مش مجرد موظفين يتقاضوا في مرتبات ومبنى مقفل على نفسه مؤسسة دعم وتشجيع الصحافة وهيئة الثقافة كل هذه المكونات مطلوب منها أن تكون أكثر فاعلية وتحمل السلاح الآن الحرب لن تضع اوزارها إلا إذا شيدت الثقافة بنيانها.
هل بإمكاننا في هذه المؤسسة أن نبداء بمبادرة بان نقيم ملتقى شعري؟
لا أنا راعيه ومحتفيه بكل ما يبادر من مبادرة من الموظفين والعلاقات العامة والشئون الصحفية بالمؤسسة أنتم قدموا مبادرة وأنا تحت أمركم.
كم عدد أعمالك؟
كتاب يدي على قلبي وكتاب غجرية وكتاب تجميع غناوه علم وكتاب ليل قلق وكتاب إمرأة لكل الإحتمالات.
كلمة أخيرة ماذا تقولين؟
أقول شكراً لك هذا اللقاء وأقول طالما هناك حياة هناك أمل.