الشباب ركائز أمتنا العربية والإسلامية وبناة مجدها وحضارتها وحمايتها
بوابة الاخبار العربية
28 نوفمبر، 2021
مقالات
1,375,455 زيارة
بقلم: طراد علي بن سرحان الرويس
كل إنسان يمر في حياته بمراحل متعددة، وضمن هذه المراحل مرحلة الشباب التي تتميز عن بقية مراحل حياته، لما بها من طاقة هائلة وقوة كبيرة ونشاط عالً، فالمجتمعات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الفئة الشابة تعّد مجتمعات قوية، ولهذا السبب تهتم كافة مجتمعات عالمنا بهذه المرحلة لإدراكها بأن الشباب ركائز أي أمة وأساس الانماء والتطور فيها وبناة مجدها وحضارتها وحمايتها وطاقتها التي تحّركها وترفعها، فالشباب لهم دوراً كبيراً وهاماً في تنمية الأوطان وبنائها، فهم أساس التطور الحضاري لجميع بلدان العالم؛ والطاقة القادرة على البذل والإنتاج والوصول إلى أعلى درجات الرقي المجتمعي، وإلى التنظيم المتكامل والمتنامي.
لذا يجب أن تحدد مسؤولية شبابنا الاجتماعية وأن تكون جزء من منظومة التنمية في وطننا العربي ومكونه الاقتصادي، حيث إن لشبابنا أهمية كبيرة في بناء أوطاننا وتنميتها، والنهوض بها وباقتصادها، فهم مصدر الطاقة يمتلكون القوة التي تساعدهم في القيام بأعمال عظيمة في كافة جوانب حياتهم ومجتمعنا العربي، ففي وطننا العربي شباباً يمثل قدراً هائلاً من الطاقات والإمكانيات البشرية القادرة على مواكبة تحوّل عالمنا، وتخطي كافة تحديات وعقبات التنمية في الوطن العربي، لذا يجب الالتزام بمتطلبات شبابنا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ويجب على أنظمتنا العربية أن تستثمر في تمكين شبابنا وتعليمهم وتوظيفهم ومشاركتهم في حل قضايا أمتنا وبناء وطننا وتنمية اقتصاده.
فإن بدأنا بالمرحلة التي تليها مرحلة الشباب وهي مرحلة الطفولة، التي من خلالها نستطيع صقل شخصيته وننمي فيها كل القيّم السامية والصفات الحسنة والمبادئ الأصيلة، فمن هنا نستطيع أن ننشئ ذلك الشاب الذي يعي بما يدور حوله وحول أمته ووطنه، ذلك الشاب القادر على تحّمل أعباء وتخطي تحديات وعقبات تحّول عالمنا من عصر تقليدي إلى عصر التكنولوجيا وتقنية المعلومات، ذلك الشاب المشارك الفعّال والمساهم في بناء وطنه وتقدمه والنهوض به وباقتصاده، ذلك الشاب المثقف المنتج المبتكر المبدع.
إن الشباب المتعلم في وقتنا الحالي يحمل العديد من الأمور المتميزة والبناءة، التي تشكل نبض الحياة في كل دول العالم المتقدم، والتي تواكب العصر الحديث والمتقدم، فشبابنا هم الثروة الحقيقية، الذين سيحولون المجتمع إلى المعرفة والسمو، وعندما نتيح لهم المشاركة الفكرية والعلمية والعملية، ونستمع لآرائهم واقتراحاتهم وطموحاتهم، فسنجني ثمار ذلك، وسنجني الإبداعات من داخل أرض الوطن، لذا يجب أن نحتضن شباب الوطن الحالي المتعلم والمثقف ونضعهم في المسار الصحيح والإيجابي الذي ينبع من خلاله التفوق والنجاح، وأن نستثمر طاقاتهم وجهودهم ونسخرها لخدمة أمتنا العربية والإسلامية والنهوض بهما، وأن نحرص على عدم تبديدها بما لا ينفع مجتمعنا ووطننا، وأن نشاركهم في إيجاد حلول جذرية لقضايا أمتنا ووحدتنا العربية، فمن خلالهم نستطيع أن نتخطى كافة تحديات وعقبات التنمية في الوطن العربي، فوطننا يحتاج طاقة هؤلاء الشباب كي يصبح أكثر إشراقا وتطوراً، وبالوفاء والاهتمام والالتزام بمتطلباتهم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وتحقيق لهم الرخاء والاستقرار، سنحقق إحداث تغيرات جوهرية لدفع عجلة التقدم والنمو والمضي نحو وحدة وطنية عربية حقيقية.
وفي وقتنا الراهن تنظر حكوماتنا العربية الرشيدة إلى موضوعات شبابنا كوحدة تنموية شاملة تتكامل جميع عناصرها من أجل تطوير أوضاعهم، حيث تشهد منطقتنا العربية تطوراً إيجابياً يشمل كل الجوانب التي تتعلق بتنمية الشباب وقضاياهم، فالشباب هم سبيل نهضة أي أمة وتقدم أي وطن وتنميته، لذا يتوجب علينا الاهتمام بالشباب، فأعظم ثروات الشعوب في طاقات أبنائها، وسيرة المجتمعات العظيمة تتلخص في حياة عظمائها من الشباب.
وما أردت الإشارة إليه، هو أنه يجب الاهتمام بقضايا شبابنا من منظور يشمل جميع أبعاد التنمية الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، والعمل على توفير احتياجاتهم ومتطلباتهم وتحقيق تطلعاتهم، وكذلك العمل على إيجاد نمواً متوازناً في جميع نشاطاتهم المتنوعة والمختلفة، وأن يكون الدور الفعال الذي تلعبه أنظمتنا العربية في تطوير المجتمعات هو خلق الشاب المدرب فنياً والمؤهل فكرياً وعلمياً لخدمة بلده ومجتمعه ليكون الأساس في عملية النهوض والبناء.