العامية المصرية بين حرية التعبير ومستويات التلقي في مناقشات المؤتمر الأدبي للثقافة بالمنوفية
كتبت: أسماء عفيفى
تواصلت جلسات المؤتمر الأدبي الثالث والعشرين لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي المقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، بمحافظة المنوفية، بعنوان “الأجناس الأدبية وآليات التلقي.. أدب الإقليم نموذجا” دورة الشاعر الراحل “مصطفى عبد المجيد سليم”، والمنعقدة برئاسة الشاعر جابر بسيوني، ضمن برامج وزارة الثقافة.
وشهدت قاعة المؤتمرات بفندق جامعة المنوفية، الجلسة البحثية الثانية، أدارها الناقد سعيد الصباغ، وتضمنت مناقشة بحثين الأول بعنوان “مراعاة التلقي في الغرض الشعري” تحدث خلاله الدكتور محمد شحاته، عن مفهوم التلقي موضحا أنه إما أن يكون من جهة المتلقي ذاته، معتمدا على مدى ثقافته وقناعته وأدواته المتاحة، والتي قد تشتبك معها أدوات أو وسائط توصيل الإبداع الأدبي إلى المتلقي، كمشكلات الطبع والتوزيع والنشر.
وإما أن يكون التلقي من جهة المبدع فيختار الشكل الملائم والأساليب الأكثر تعبيرا وجمالا وتأثيرا، ومستوى السهولة والصعوبة في النص الإبداعي، والإدلال فيه وبه، وكذلك الإطار التصويري والخيالي الذي يحدده للمتلقي ويقيّمه في مخيلته، حتى تصل إلى المعاني الدقيقة للكلمة ودلالاتها.
وأشار “شحاتة” بأن ألوان الأدب وأجناسه تتبارى في ذلك، على ساحة المتلقي، ما بين النثر والشعر، وبين النصوص الأخرى التي تجمع بينهما فتأخذ من الشعر تصويراته وتخييلاته وأساليبه وتكثيفه تارة، ومن النثر وبسطه وإطنابه تارة أخرى.
وأضاف أن النقاد والأدباء اختلفوا في شأن تلك النصوص التي تجمع ما بين الشعر والنثر، فهناك من أطلق عليها الشعر النثري، أو شعر القصة، أو الشعر الحر، وما إلى غير ذلك، ولكنها في نهاية الأمر إشارة لمدلول واحد، ونص لا يقيّم المبدع فيه الشعر من حيث بنيويته وموسيقاه، وبنائه المعروف.
وتواصلت فعاليات الجلسة مع البحث الثاني “العامية المصرية بين الأحكام وحرية التعبير ومستويات التلقي”، قدمه الأديب صبري عبد الرحمن وتناول خلاله أهمية اللغة كأحد أهم وسائل التعبير، من خلال عدة وسائل متعددة ومنها الموسيقى، الغناء، الأداء التمثيلي، الرسم، والنحت.
وأشار “عبد الرحمن” أن استقبال الإنسان لتلك الوسائل يختلف وفقا للتنوع الثقافي وخصوصية البيئة والموروث والعادات السائدة وأيضا المكان والزمان.
كما تطرق الباحث بالحديث عن اللهجة المصرية العامية والمعروفة بالفصحى المخففة والتي تعد لهجة ثرية الاحتواء والمداخل والاستيعاب.
واختتم الجلسة بحديث مفصل حول شعر العامية في مصر وكيف شهد مسارات تاريخية ومجتمعية حتى اللحظة الراهنة، وكيف تحولت اللغة العادية “اللكنة” إلى لغة إبداعية غير اعتيادية تأسر المتلقي، من خلال الاعتماد على الجرس الموسيقي أو التقطيعات العروضية بقافية واحدة أو متعددة، كما هو الأمر في نمط الزجل والأغنية والمقطوعات الشعرية سواء كانت رباعية أو خماسية أو سداسية.
المؤتمر الأدبي 23 لإقليم غرب ووسط الدلتا يقام بإشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، برئاسة أحمد درويش، والإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، وينفذ بالتعاون بين الإدارة العامة للثقافة العامة، برئاسة الشاعر عبده الزرّاع، وفرع ثقافة المنوفية برئاسة ربيع الحسانين.
ويشهد المؤتمر إقامة عدد من الجلسات البحثية، بمشاركة نخبة من النقاد والباحثين، بجانب الأمسيات الشعرية، وتستمر فعالياته حتى مساء اليوم الخميس.