بقلم : خالد جعفر
تبين لنا من واقع مايجري أن كل الخلل الإنساني والأخلاقي في مجتمعنا مرجعيته الأصلية هي الفراغ الفكري و فقدان الوعي الثقافي وانحسار مفهوم الفضيلة .. والقيم الحقيقية يجب أن تكون داخل الإنسان نفسه نابعة من فطرته ويعمل جاهداً على تطوير ذاته وتحكيم عقله وتهذيب أفكاره ومفاهيمه وثقافته .. فالإنسان الذي يدرك كل هذا ويسعى إليه ، ينجح في تجاوز أهوائه وأغراضه الشخصية وانحراف سلوكه ويستطيع أن ينتصر على كل مايخلق ويؤدي إلى تلك الصراعات المنفلتة في نفسه تحت زعم الحرية . أن تكون حرا هذا حقك ، ولكن يجب أن تتصرف وفقاً لطبيعتك الإنسانية في احترام الآخر ووجوده .
فقيمة الإنسان يجب أن يحددها وعيه وإدراكه للمصلحة العامة وليست الخاصة ، ولايحددها أيضا هوى ولاعرق ولاجنس بينما تحكمها الأخلاق والقيم والمبادئ ..الوعى هو المعيار الحقيقي الذى يجب أن نحتكم إليه ، ومقاومة العقل للتغيير تحتاج إلي مجهودات كبيرة ، وزمن تثقيفي طويل ، وإدراك واسع ، تعرف من خلاله أنك لست الوحيد الذي يعيش في هذا العالم ..نحن لانولد بفضيلة أو رزيلة محضة ، ففي وسع كل إنسان أن يكون صالحاً أو فاسدا ، عاقلا أو غبيا ً، ولا أحد يجبره على فعل الخير أو فعل الشر ، إنما يسلك الطريق الذي يرغبه من تلقاء نفسه وعليه أن يتحمل النتيجة . قال تعالى : (قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا) . صدق الله العظيم .