المتحدثون في ورشة الأكاديمية العربية
تقنية البلوك تشين تتمتع بالعديد من المزايا المرتبطة بحقوق المؤلف.
نظمت الأكاديمية العربية الدولية للملكية الفكرية المنبثقة عن الاتحاد العربي لحماية الحقوق الفكرية تحت إشراف الدكتور وليد أمين مدير الأكاديمية ورشة عمل تحت عنوان ” البلوك تشين ومستقبل حماية حق المؤلف ” بحضور عدد من الخبراء والمتخصصين في هذا مجال الملكية الفكرية.
في البداية تحدث الدكتور اشرف جابر استاذ القانون المدني بجامعة حلوان، ومقرر لجنة حماية الملكية الفكرية بالمجلس الاعلى للثقافة، عن أهمية تقنية “البلوك – تشين”، والتي تمثل أكبر قاعدة بيانات رقمية آمنة وشفافة تتميز بالسرعة، والتكلفة المنخفضة اللامركزية، حيث تدار تلك التقنية بواسطة مستخدميها دون أي وسيط، بشكل غير قابل للتعديل أو الإزالة.
كذلك تتولى إدارة قائمة متزايدة من الكتل التي تحتوى كل منها على عدد من البيانات والمعلومات، وتقوم آلية عمل هذه التقنية على تجميع البيانات والمعلومات الخاصة بكل ما يتم من معاملات داخل كتل مسلسلة زمنيًا من الأقدم إلى الأحدث، بحيث تشكل هذه الكتل سلسلة، تعرف بسلسلة الكتل، تحتوى کل منها على معلومات ذات صلة بالكتلة السابقة عليها.
وأضاف الدكتور أشرف جابر إلى أنه من المستحيل تعديل أي كتلة دون إحداث تعديل في السلسلة بأكملها، وهو الأمر الذى يجعل القرصنة على تلك المعلومات أمرًا شديد التعقيد.
وأشار إلى أن تقنية البلوك تشين تمثل أفضل الحلول التقنية المتاحة حاليًا وفي المستقبل القريب في هذا المجال، كما أنها تسهم في تسريع عمليات التعاقد على المصنفات الفكرية الرقمية وتداولها بسهولة وأمان دون حاجة إلى وسطاء أو استثمارات مالية كبيرة، كتلك التي يبذلها الممولين وأصحاب رؤوس الأموال في إعداد هذه المصنفات وإبداعها، والتي كان لها أثرًا كبيرًا في تعميق الصراع، وخلق العديد من القيود على السلطات والمزايا التي يمنحها حق المؤلف.
ونبه جابر الى ضرورة اعتماد المؤلفين وكافة الجهات العاملة في مجال تداول المصنفات الفكرية الرقمية على تقنية البلوك تشين لمزاياها السابقة، مع حث المشرع على تبني هذه التقنية بالنص عليها في تعديلات قوانين الملكية الفكرية، واتخاذ الإجراءات الفعالة لتدعيم تطبيقها.
وأختتم الدكتور أشرف جابر حديثه، إلى أن تطبيقات تقنية “البلوك – تشين” في مجال حقوق الملكية الفكرية متتعدة وكثيرة جدًا، فهي ببساطة تمثل طريقة لبناء تطبيقات ذكية بشكل عصرى يتيح فوائدها العديدة.
في حين نبه المستشار أحمد مختار، رئيس محكمة عضو المكتب الفني لمساعد وزير العدل لشئون المحاكم المتخصصة
إلي أن دور (البلوك تشين) كمنصة رقمية عادلة تعمل على ضبط طرق أداء المقابل المالي للمؤلفين، وتحقيق الشفافية، وضمان أفضل توزيع للحقوق المالية للمؤلفين وأصحاب الحقوق المجاورة، وما يمكن أن يكون عليه مستقبل الإدارة الجماعية لحقوق المؤلف في ظل هذه التقنية.
وأشار مختار إلى ضرورة توافر شروط الكتابة الإلكترونية في (البلوك تشين)، وإلى توافر بعض شروط التوقيع الإلكتروني في هذه التقنية، بينما تواجه صعوبة فيما يتعلق بالبعض الآخر من هذه الشروط، حيث يمكن اعتبار (البلوك تشين) وسيلة للإيداع الرقمي لحقوق المؤلف، عن طريق آلية التشفير التي تتيح إنشاء كود تلقائي متفرد للمصنف، مرتبط بكود الكتلة التي تحتويه، ويكون هذا الإيداع الرقمي بمثابة قرينة أو دليل أسبقية على حق المؤلف.
وأكد ارتباط العقود الذكية بشكل وثيق مع تقنية “البلوك – تشين”، فبواسطة العقود الذكية يتم تخزين المعاملات التجارية المبرمة، والمعلومات المخزنة بها تكون غير قابلة للتغيير أو التعديل أو التحريف، وذلك بفضل تمتعها بتقنية التوقيع الرقمى مما يضمن تقييد كل المعاملات وإثباتها فى وقت إتمامها.
كما تناول المستشار أحمد مختار مدى حجية تقنية (البلوك تشين) في مجال الإثبات الرقمي، بوجه عام، وكذا حجيتها في نطاق إثبات حقوق المؤلف كتقنية تعزز مفهوم الثقة، من خلال منظومة رقمية تعمل عبر العقود الذكية.
وأختتمت الورشة أعمالها بتوزيع شهادات العضوية من قبل الدكتور وليد أمين مدير الأكاديمية معتمدة من الإتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية على بعض المتدربين.
من جهته أكد المستشار المحامي أسامة البيطار الأمين العام على أن الاكاديمية تسير وفق الخطة المرسومة لها.