بقلم د – فاطمة الدربي
يحتفل العالم من كل عام بيوم المعلم في 5 أكتوبر ، وذلك منذ 1994، للإشادة والإقرار بالدور الذي يقوم به المعلمون في بناء مستقبل المجتمع.
يعتبر اليوم العالمي للمعلم أهم الأيام المميزة بالعام، حيث أن المعلم يحظى بمكانة كبيرة في المجتمع، وخاصة المعلم المجتهد والحريص على مصلحة طلابه، فالمعلم هو المربي الثاني بعد الوالدين، فكان هذا كله سببًا كافيًا من أجل الاحتفال بالمعلم وجعل له يومًا يحتفي فيه.
فالتعليم الجيد يوفر الأمل والوعد بمستوى معيشة أفضل للمجتمع. ولكن ليس من الممكن أن يكون هناك تعليم جيد بدون وجود معلمين مخلصين ومؤهلين. ويلفت هذا البوم الانتباه إلى الحاجة لرفع مكانة مهنة التعليم ليس لأجل المعلمين والطلاب فحسب، ولكن لأجل المجتمع والمستقبل ككل.
فيوم المعلم، يمثل حدثاً مميزاً نحتفي فيه بصناع الأجيال، الذين يجسدون العطاء المستدام في ميادين العلم والمعرفة، ويغرسون قيم المحبة والتسامح بين أجيال المستقبل، ويمهدون الطريق أمامهم لاكتساب المعارف والعلوم، أنها مناسبة لتجسيد معاني وقيم الوفاء والاحترام والتقدير، ورسالة محبة نرسلها إلى المعلم لنبارك من خلالها مسيرة عطائه وإخلاصه. مهنة التعليم دائماً في الطليعة، والمعلم يعتبر قلب المجتمع، صانع المستقبل لأجيال واعدة تمضي على خطى التميز، وترفع اسم الدولة عالياً.
فالدولة تولي أهميةً كبيرة لدور المعلم، حرصاً منها على إنشاء جيل واعي ومتعلّم، حاملاً معه القيم والمبادئ الإنسانية، وقادراً على الابتكار والمساهمة في تطوير المجتمع الإماراتي ونهضته، لذا تقوم الدولة بالاحتفال ، سعياً منها لغرس قيمة المعلم في أذهان الطلبة، وكذلك تقديراً لجهود المعلمين المتواصلة في تربية الأجيال المتعاقبة.
نعلم أن هناك مهام كثيرة تسند إلى المعلم، وهناك أيضاً مسؤولية عظيمة تقع على عاتقه، لكن في المقابل هناك برامج ومبادرات وطنية، ورؤية قيادة وضعت نصب عينيها التعليم، ثم التعليم، ما يجعل التحديات، تبدو ضئيلة وصغيرة أمام الخطط التنموية الشاملة للنهوض بالتعليم.
نقول بكل فخر والعالم يحتفي بيوم المعلم من فكركم تعلمنا أبجديات الحياة، وبالعلم جعلتمونا أكثر قوة ومسؤولية وعطاء رسمتم طريقنا نحو القمة، فتشكلت آفاق مسيرة المجتمع كلماتكم نسجت قصة نجاحنا دمتم مشاعل نور تنير درب الأجيال، وتقدم للمجتمع نماذج مضيئة تزيده رفعة وعزة وتقدماً، وفي هذا السياق لا يسعني سوى ذِكر أبيات شعر أحمد شوقي في مدح المعلم حين قال: “قم للمعلمِ وفّه التبجيلا..كاد المعلمُ أن يكون رسولا” .