الرياض – زبيدة حمادنة
أقام المكتب الثقافي المصري بالرياض ندوة حول كيفية مواجهة التحور في سلالات كورونا برعاية سعادة السفير أحمد فاروق سفير مصر لدى المملكة العربية السعودية، وتحت إشراف الدكتور عمرو عمران الملحق الثقافي ورئيس البعثة التعليمية المصرية بالمملكة شارك فيها كل من الأستاذ الدكتور ايمن السعيد رمضان أستاذ علم الأوبئة والفيروسات بجامعة الملك سعود والكاتب الصحفي صبحي شبانة مدير مكتب مؤسسة روز اليوسف بالسعودية متحدثا ومديرا للحوار، وبحضور نخبة ضمت كوكبة من العلماء والأطباء والباحثين و الدبلوماسيين والإعلاميين وعددا من أبناء ورموز الجالية المصرية بالمملكة.
وأشاد الدكتور عمرو عمران الملحق الثقافي ورئيس البعثة التعليمية المصرية بالمملكة في كلمته الترحيبية بالتجربة المصرية التي سبقت بها دول العالم بفضل استراتيجيتها التي اعتمدت على مواجهة تداعيات كورونا لا الهروب منها، مؤكدا على ان الحكومة المصرية ادارت ازمة كورونا بعلم وفكر ورؤية وموضوعية.
وأشار الى ان النهج المصري في مواجهة فيروس كورونا جعل العالم يقتفى خطاها بعد ان اثبتت نجاحها وفاعليتها بفضل السيناريو الذي طبقته الدولة منذ البداية والذي اعتمد على الحظر الجزئي في فترات محدودة مع التوعية الشاملة وفرض تطبيق الإجراءات الاحترازية وفتح الاقتصاد و العمل في ظل اجراءات احترازية أفضل واجدى واكثر وقاية من الكسل والخمول والحجر الذى يصيب الناس بأمراض اخطر من كورونا مثل الجوع والفقر والسمنة والضغط.
وقال الدكتور عمرو عمران الملحق الثقافي ورئيس البعثة التعليمية المصرية بالمملكة ان العالم ينتظر ويترقب ويعلق آماله على اللقاحات العديدة التي تم الموافقة عليها أخيرا في القضاء على فيروس كورونا او على الأقل الحد من تفشيه، بعد ان عاش العالم عام كامل يعاني من وباء فيروس كورونا الذي غير أنماط حياة الشعوب، وأوقف دوران عجلات التنمية، وعطل دواليب حركة الاقتصاد العالمي الذي تكبد خسائر هائلة.
من جانبه قال الكاتب الصحفي صبحي شبانة مدير مكتب مؤسسة روز اليوسف بالسعودية ان العالم شهد في الأسابيع الأخيرة موجة فيروسية جديدة تسببت في ارتفاع أعداد الإصابات في المملكة المتحدة بسبب وجود طفرة جينيه جديدة أنتجت فيروسا متحورا يتسم بسرعة انتقال المرض وبشدة العدوى التي تزيد بنسبة 70% عن عدوى فايروس كوفيد – 19 الأصلي لوجود تغيّرات جوهريّة في الأحماض الأمينية الموجودة على جسم الفايروس.
وأضاف ان فيروس كورونا أخذ الجنس البشرى فى دورة كونية «عكس الاتجاه» واطاح باستقرار الملايين حول العالم فطبقا لتقرير منظمة العمل الدولية أن نحو2 مليار من العمال حول العالم فقدوا وظائفهم، كما ان منظمة الصحة العالمية اكدت إن الجوع الذي ينتج عن الغلق الاقتصادي يمثل أخطر تهديد للصحة فى العالم، مشددا على أن نقص الغذاء يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية مثل الالتهاب الرئوي، وأن النقص الحاد فى التغذية يؤدى إلى الوفاة، مضيفا ان العالم امام امرين كلاهما مر اما الموت جوعا وهو مؤكد او الموت بكورونا وهو محتمل.
وطرح الكاتب الصحفي صبحي شبانة مدير مكتب مؤسسة روز اليوسف بالسعودية العديد من المحاور والتساؤلات حول الجدل الدائر حاليا في المجتمعات حول اللقاحات وهل هي آمنة بعد ان تم إنتاجها على عجل ؟ وهل مرت بما يكفي من التجارب السريرية؟ وما هو الفرق بين لقاحات فايزر ومودرنا واسترا زنكا واللقاحات الصينية والروسية؟ وماذا عن السلالات الجديدة من كورونا التي تتحور. وهل اللقاحات قادرة على التعامل معها؟
وماذا عن نظريات المؤامرة التي تقول ان اللقاح يغير طبيعة البشر لصالح جهات تريد هندسة البشر جينيا أو إلكترونيا بما يتناسب مع مصالحها؟ وماهي الفئات التي يجب ان تأخذ اللقاح؟ وهل يحتاجه المتعافون من كورونا وعددهم بالملايين في العالم؟ وماذا عن السلالات الجديدة التي تتحور عن كورونا وهل اللقاحات قادرة على التعامل معها؟ وهل اللقاحات المعلن عنها ستكون ذات فاعلية عالية وكفاءة لصد الفايروس المتحور؟ والعديد من الأسئلة الأخرى التي فتحت المجال للمناقشة واثراء الندوة.
وتطرق الأستاذ الدكتور ايمن السعيد رمضان أستاذ علم الأوبئة والفيروسات بجامعة الملك سعود الى تاريخ تطور ونشأة مجموعة فيروسات كورونا التي هي سلالة واسعة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان وتسبب لدى البشر أمراض تنفسية تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس).
وكشف ان العلماء رصدوا أكثر من 4000 طفرة في فيروس كوفيد-19 خلال العام الماضي، لكن قليل منها ذو أهمية لافتا ان جنوب إنجلترا شهد في أكتوبر الماضي طفرة كبيرة في تحور الفيروس داخل مجال ربط مستقبلات البروتين السكري وزادت نسبة هذه الطفرة خلال 5 اسابيع من أقل من 1% الي أكثر من 10% من سلالات الفيروس.
وأضاف ان السلالة الجديدة صاحبها زيادة في عدد الحالات في شهري نوفمبر وديسمبر الي 4 أو 5 أضعاف مقارنة بشهري أغسطس وسبتمبر، مشيرا الى أن السلالة الجديدة تزيد الانتشار ب 70% لكن لم يصاحبها زيادة مماثلة في عدوانية الفيروس (المرضية والقدرة على احداث وفيات) .
ونصح الأستاذ الدكتور ايمن السعيد رمضان أستاذ علم الأوبئة والفيروسات بجامعة الملك سعود الجميع بتعاطي اللقاح ضد فيروس كورونا باستثناء من هم دون عمر 18 عاما والحامل والمرضع و المصابون بأعراض حساسية لمكونات اللقاح وبأمراض مثبطة للمناعة، وتحت اشراف طبي لمرضى الحساسية والربو والامراض الجلدية ومن تعرضوا للعدوي خلال الاسبوعين الماضيين او من عندهم حاليا أعراض مرض كوفيد19 ، كما نصح المتعافين من فيروس كورونا بتعاطي اللقاح بعد 90 يوم من الإصابة.