كتب -علاء حمدي
ألقي المهندس خالد عبد العزيز – وزير الشباب والرياضة السابق الضوء علي عقدة الحضرى والقرار الصعب من خلال استعادة ذكريات من أحداث رياضية دولية . قرعة بطولة إفريقيا . أنجولا ( لواندا ٢٠٠٩). وذلك علي صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي : فيس بوك ” حيث قال :
أقيمت بطولة كأس الأمم الإفريقية ٢٠١٠ فى أنجولا وفازت بها مصر للمرة الثالثة على التوالى. وكان موعد إجراء القرعة لهذه البطولة يوم الجمعة الموافق ٢٠ نوڤمبر ٢٠٠٩وتم إختيارى من الإتحاد الإفريقى CAF لإدارة إحدى مجموعات البطولة الأربعة.
وقرر المهندس مصطفى فهمى سكرتير عام الCAF فى ذلك الوقت سفر منسقى المجموعات – وأنا أحدهم – إلى لواندا لحضور القرعة ثم التوجه إلى المدينة التى سأتولى تنظيم مباريات المجموعة الخاصة بها.
وصلنا إلى لواندا صباح الأربعاء ١٨ نوڤمبر ٢٠٠٩ بعد رحلة طويلة تخللها ترانزيت فى چوهانسبرج بجنوب إفريقيا .
وفور وصولى للفندق بحثت فوراً عن المكان الذى سأشاهد فيه مساء نفس اليوم أهم مباراة لمنتخب مصر ربما فى تاريخه وهى مباراة مصر والجزائر فى أم درمان بالسودان والتى ستحدد من سيصل إلى كأس العالم ٢٠١٠ فى جنوب إفريقيا .
وقضيت ليلة حزينة بعد خسارتنا لهذه المباراة التى شاهدتها بمفردى فى الفندق وتوقعت أن المصريين لن يهتموا بمتابعة القرعة رغم أنهم كانوا ينتظرون هذه البطولة لأن مانويل جوزيه المدير الفنى السابق للنادى الأهلى سيخوض أول تجربه له مع منتخب دولة وهى أنجولا الدولة المستضيفة.
وبالفعل لم يكن التواجد المصرى كبيراً فى القرعة حزناً على الخروج من كأس العالم بعد أن كنا قاب قوسين أو أدنى .
ومساء يوم ٢٠ نوڤمبر أقيمت القرعة وقرر م.مصطفى فهمى أن أتولى إدارة مجموعة مقاطعة كابيندا الصعبة والتى تضم كوت ديڤوار وغانا وبوركينا فاسو وتوجو .
وتقرر السفر بالطائرة المروحية من لواندا صباح اليوم التالى حيث تقع كابيندا وهى مستعمرة برتغالية سابقة فى منطقة يفصلها عن أنجولا دولة أخرى هى الكونغو ونهرها الكبير ويطلق على هذه المقاطعة ” الكويت الإفريقية” لتواجد كميات كبيرة من البترول فى أرضها وفى المياه التى تطل عليها بالمحيط الأطلنطى .
وكان معى فى الطائرة المدير الفنى لكوت ديڤوار وحيد خليلودزيتش البوسنى الجنسية ودار بيننا نقاش طويل وحاد لأنه يرى أن منتخب مصر لا يستحق الفوز ببطولتى ٢٠٠٦ و٢٠٠٨ ولولا عصام الحضرى الحارس الأسطورى لخرجت مصر مبكراً من البطولات . وأن الكرة التى أنقذها الحضرى من ديدييه دروجبا فى غانا ٢٠٠٨ هى معجزة سماوية وليست لها مثيل فى كرة القدم وبهدوء شديد ولإغاظته أكدت له أن الحضرى مازال مستمراً وسيحرس مرمانا وأن مصر ستحرز البطولة للمرة الثالثة على التوالى .
المهم ذهبنا إلى كابيندا وكان مقر إقامة الفرق الأربعة فى منتجع تحت الإنشاء للعمال الصينيين الذين يقومون بإستخراج البترول من المحيط . والمنتجع عبارة عن مبانى متناثرة متباعدة بين إستراحات السكن وصالة الطعام والمبنى الإجتماعى .
هذا بالإضافة إلى موقع المنتجع القابع وسط الغابات والأحراش وندرة الكهرباء وضعف الإضاءة مما يجعله غير آمن على الإطلاق وكنت على أتم ثقة أنه لن يكون صالح للإقامة قبل الموعد المحدد لبدء البطولة بعد عدة أسابيع .
تحدثت مع المسئولين بالاتحاد الإفريقى الذين تفهموا الأمر ولكنهم أكدوا إستحالة التغيير خلال الوقت المتبقى .
وبعد تفكير طويل ودراسة متأنية إعتذرت عن أداء المهمة رغم أهميتها بالنسبة لى فى هذا المجال وما قد يؤثر على عملى فى قادم البطولات .
وقبل بدء البطولة بأيام وفى الطريق إلى كابيندا وللأسف الشديد قام بعض قطاع الطرق بالإعتداء على أتوبيس منتخب توجو وحدثت بعض الخسائر فى الأرواح وإنسحبت توجو من البطولة وإقتصرت المجموعة على ثلاث منتخبات هى كوت ديڤوار وغانا وبوركينا فاسو.
كان قرار إعتذارى صعباً وحاول الكثيرون مراجعتى لكننى كنت مقتنعاً ولم أندم يوماً على ما قررت وإستفدت جداً وتعلمت كثيراً فى هذا الفصل المهم من فصول مدرسة الحياة .
والمهم أن مصر أحرزت اللقب للمرة الثالثة على التوالى ولكننى لم ألتق مستر خليلودزيتش بعد ذلك.