بقلم – بسام عبد السميع
طالب نهر النيل في رسالة عاجلة إلى الرئيس السيسي، اليوم، بإصدار تشريع فوري يقضي بإزالة السدود التي تمنع وصول مياة النهر إلى مصر، مشيراً إلى أن هذه الأعمال تعد إعلان حرب على مصر، مشدداً على أن ينص التشريع البرلماني المطلوب:” بحق مصر بإزالة أي سد يمنع وصول المياه أو يؤثر على حصة مصر من مياه النيل”.
وأكد النيل في رسالته الصادرة عقب ما تداولته وسائل إعلام بقيام إثيوبيا بالبد في ملء السد، أن قضية حجز المياه عن مصر لا تقبل المساومة أو الحديث فيها، إذ تعد منابع ومجرى النيل الركيزة الأولى في الأمن القومي المصري، وأن الإزالة الفورية لهذه السدود حق مصري غير قابل للنقاش.
وكشفت الرسالة التي وردت في أحدث كتاب عن النيل تحت عنوان “رسالة النيل إلى السيسي”، عقب الحديث عن بدء ملء سد النهضة بشكل أحادي من جانب إثيوبيا، حجم التواجد الإسرائيلي في أفريقيا ومناطق تمركز الطوق الصهيوني، الذي يجري صناعته حالياً حول مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب من الحدود الجنوبية عبر الدول الأفريقية والاتفاقيات وعمليات التسليح والتدريب العسكري، مؤكدة أن مشروع سد النهضة تدعمه أطراف دولية.
وتعد “رسالة النيل إلى السيسي” أول اتهام مباشر وعلني لإسرائيل في سدود مياه النيل لتحقيق الهدف المرسوم بتوصيل مياه النيل إلى تل أبيب عبر سيناء واعتماد إسرائيل دولة مصب، كما يمثل صرخة ونداء استغاثة لإنقاذ النيل الذي تشكل عملية السيطرة على منابعه أخطر تهديد للوجود المصري.
ويستعرض الصحفي بسام عبد السميع خلال كتابه “رسالة النيل إلى السيسي”، تفاصيل المؤامرة الصهيونية على مصر من خلال السيطرة على منابع النيل لتحقيق مشروع من النيل إلى الفرات والدور التركي في مشروع من النيل إلى الفرات وخطط الكيان الإسرائيلي في مفاوضات السد، مشيراً إلى أن ما يجري هو رسالة مشتركة بين أنقرة وتل أبيب للقاهرة في مشروع المؤامرة الكبرى على مصر.
وتناولت الرسالة الدور التركي في حجز مياه الفرات ودورها في مشروع من النيل إلى الفرات والدور الذي تلعبه حالياً في ليبيا والبحر المتوسط ضمن مخطط المؤامرة على مصر.
ويقول مؤلف الكتاب:” إن سد النهضة هو الاختبار لمشروع إسرائيل بالسيطرة على النيل والقضاء على مصر، وأنه إذا تم ترك السد فسيعقبه تدشين 3 سدود أخرى يتم من خلالها تحقيق مشروع بيع المياه لمصر وغيرها من الدول الراغبة وإطلاق بورصة مياه النيل لنحو 200 مليار متر مكعب يتم تخرينها خلف السدود الأربعة”.
ويؤكد الكاتب أن أي حل لا يمنع هذه السدود هو سير إلى المجهول وصناعة واقع جديد يماثل نكبة 48 حيث أصبح الكيان الصهيوني واقعاً مريراً وصرنا نتسول أمتاراً يعيش عليها إخواننا الفلسطينيين وأصبح القاتل مانحاً والمقتول إرهابياً، ونتفاوض مع القاتل على طريقة الموت.
وخلال الرسالة طالب النيل مصر وقائدها قائلاً :”لا تفقدوني ولا تضيعوني فيا مصر بدوني لن تكوني وستقاضيكم رمالكم وذرات ترابكم إن تركتموني”، داعياً بالتوفيق لمصر في تخطي هذه الأزمة.
وأوضح الكاتب أن أحداث اليوم تشابه الأمس، فالرئيس عبد الفتاح السيسي يشابه محمد علي مؤسس مصر الحديثة والزعيم جمال عبد الناصر باني الجمهورية الأولى، فقد جاء السيسي، حاملاً سيف الدفاع عن مصر وإسقاط كل مخططات الغادرين في الداخل والخارج، فانبهر العالم بما جري في 6 سنوات ظنوا أنها كفيلة بدخول مصر عصر الانكسارات، فكانت بداية الفتوحات والانتصارات.
وتناول الكتاب المؤامرات التي تحاك بمصر حالياً سواء من منابع النيل أو الغرب الليبي أو الشرق في سيناء وكذلك الشمال في البحر المتوسط، مع تأكيده على قدرة مصر وجيشها وقائدها على التعامل مع هذه التحديات والعبور منها إلى نصر جديد وأنها محنة سيتولد عنها منح كثيرة.
ويختتم المؤلف كتابه برسالة إلى النيل قائلاً :” مصر ليست في رقاد، وهي في التاريخ كنز مكنون وأنت يا نيل لها مرهون، ومصر ممنوعة من الصرف والجرف والنزف.. فميمها مجد ومكانة، وصادها صبر وصلابة، والراء رخا وانتصار، فمن في الوجود يناظرها ومن في الوجود يسايرها، ودوماً تحدث الانفراد، فسماتها سلامة الاعتقاد فلا إلحاد ولا إفساد، وترابها هو الزاد، ورجالها للمعتدين حصاد.
ويجدد الكاتب عهد الوفاء للنيل قائلاً : “يا نيل مصر لن نتركك ما دامت عقولنا تنبض وأجسادنا تتحرك، ونعترف بأننا أخطأنا كثيراً، ونعاهدك أن نكون بعد قصة السد أوفياء مخلصين ولمياهك حافظين ولمجراك مسيرين ولكل النفايات عنك مبعدين، فجريمتنا الكبرى أننا لك في الداخل كنا مضيعيين وفي الخارج عنك غافين مقصرين، ومن اليوم لن نعود لما كنا فيه سائرين، وإذاغيرنا العهد فقد قررنا السير إلى المجهول”.