متابعة – علاء حمدي
قالت الدكتورة/ ليلي الهمامي المرشحة للانتخابات الرئاسية التونسية : بعد عشرين سنة … وانا اجلس لاول مرة امام ثلة من اصدقاء الجامعة كنت انتظر شعور فارق السنين وعامل الزمن لكن وعوض ان نشعر بذلك انتابنا احساس “جماعي” بفارق القيم والمفاهيم والقناعات…
كنّا الأوائل في الجامعة وكانت أولوياتنا بسيطة جدا مقارنة بما نجد عليه طلبتنا اليوم… لكن الذي جمعنا مجددا على طاولة واحدة هو احساسنا بالهوّة العميقة التي اصبح يتخبّط فيها مجتمعنا التونسي في الاونة الاخيرة والذي يمر اليوم أكثر من اي وقت آخر بمرحله طفور وتحول جذري في كثير من تلك المفاهيم والقناعات . نعم التغيير مطلوب لكن الطفره هي تحول سريع ومفاجئ وغير مرغوب فيه… ليس بسبب اننا نلاحظ وجود فوارق عمرية بين ما كان وما هو موجود اليوم لكن الاكيد ان المجتمع تحول الي شئ جديد لم نكن نعهده … شئ اشبه بالمسخ …
فاصبحت جميع الثوابت قابله للنقاش وجميع الاساسات التي تحمل بناء مجتمعنا قابله للنقض والتنقيب .. وكأن الكتب السماويه لم تتحدث بما فيه الكفايه . وكأن المعابد كفت عن الاذعان … وكأن الجامعات عقمت ولم تعد تنجب مفكرين ولا كتابا ولا علماء اجتماع واقتصاد وقانون وفلسفة…
واصبحت مواقع التواصل منابر جديده لوضع دساتير مشوهه… فرق متناثره ومتشعبه لكل منهم دستور خاص بهم وسياسيين خاصين بهم بمقابل مادّي … فهناك مدعي الحريه وهناك مدعي التحفظ والالتزام وهناك مدّعي الوطنية وهناك مدّعي الدين والكل يقمع الاخر …
وتم فتح باب الاستيراد للعادات والتقاليد الغريبه علي مجتمعنا بغض النظر اساسا عن جدواها في بلدها الام… وكانت هذه نقاط كانت محيّرة لكل منّا وكان من البديهي ان تفجعنا تلك الكوارث الفكريه والعقائديه والمجتمعيه وعلي جميع الصعد فتلك الصور ليس لنا ان نقول آراءنا فيها…
آراؤنا في الحقيقة لم تعد لها قيمة امام الراي “الصواب”… الراي الذي تربينا عليه ويصرخ في عيون كل واحد منا ونحن ننظر الينا، انها اراء طلبة الماضي الاول التي لن ولم تتزحزح بفعل برنامج او موقع على الشبكه العنكبوتية…