متابعة – علاء حمدي
يعد الهيدروجين الأخضر مصدراً واعداً للطاقة النظيفة لأنه لا ينتج أي انبعاثات كربونية مما يجعله مرشحاً لتغيير وجه صناعة الطاقة و أصبح نشر الوعي بذلك من الأمور الهامة ، لذا عقد مركز إعلام بورسعيد بالتعاون مع الإدارة العامة لشئون البيئة بمحافظة بورسعيد ندوة تحت عنوان ” الهيدروجين الأخضر .. مستقبل الطاقة النظيفة ” استضاف فيها الكيميائية أسماء غربية مدير الإدارة العامة لشئون البيئة بمحافظة بورسعيد بحضور الأستاذ عصام صالح مدير مركز إعلام بورسعيد و الأستاذة نيفين بصلة مسؤل الإعلام التنموي بالمركز .
و في بداية الندوة تحدث الأستاذ عصام صالح عن حرص مركز إعلام بورسعيد على مواكبة كافة المستجدات على الساحتين المحلية و القومية و لأن أولويات الدولة المصرية في الوقت الراهن الاتجاه بقوة للاستثمار في الطاقة النظيفة و الوصول لمكانة متقدمة و رائدة في هذا المجال كان لابد من نشر الوعي بتلك الطاقة الجديدة و خاصة الهيدروجين الأخضر الذي أصبح على رأس اهتمام الكثير من الدول في الآونة الأخيرة باعتباره أحد المصادر المهمة للطاقة النظيفة نظراً لأهميته في خفض انبعاثات الكربون والحد من ظاهرة تغير المناخ .
ثم تناولت الكيميائية أسماء غربية بالحديث تعريف الهيدروجين الأخضر بأنه وقود يعتمد إنتاجه على عملية تحليل الماء المكون من الأكسجين والهيدروجين كهربائيا بالاعتماد على طاقة ناتجة عن مصادر الطاقة المتجددة فتحقق بذلك دورة كاملة تنتج وقودا صديقا للبيئة و أنه من المزايا الكبرى للهيدروجين كونه وفير فى مصادره ونظيف جدا فى استخدامه ولا تنبعث عنه ملوثات للهواء ولا يرقى للمنافسة معه فى هذا الشأن سوى محطات الطاقة النووية وهو ما يجعله يتربع على عرش المصادر المتجددة للطاقة وتوجد الآن فى الدول المتقدمة أساطيل للنقل البرى ونقل الركاب تحصل على طاقتها اللازمة للحركة من خلايا الوقود التى تدار بالهيدروجين وهى تحقق إنجازا غير مسبوق بانبعاثات صفرية للملوثات وهى مرشحة بقوة لإحلال الوقود فى قطاع النقل العالمى كله فى السنوات العشر المقبلة والانبعاث الوحيد له هو الماء كما أدت الجائحة التى تسبب بها فيروس كورونا المستجد إلى تسريع الاتجاه نحو إزالة الكربون عن طريق تقليل الطلب على الهيدروكربونات بشكل كبير.
و أضافت أنه فى خطوة جديدة للنهوض فى مجال الطاقة جاء دخول مصر ماراثون إنتاج الهيدروجين الأخضر لملاحقة الكبار فى المجالات المتقدمة لتصنيع الوقود النظيف و هي خطوة تأخذ مصر إلى مكانتها لتنافس وتفتح سوقا جديدة لإنتاج وتصدير الطاقة النظيفة من مصادر متجددة تحافظ على البيئة و تمثلت تلك الخطوة فى قيام وزارة الكهرباء بتوقيع اتفاق مع شركة سيمينز الألمانية للبدء فى تنفيذ مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر و أن العديد من الدول العربية أعلنت عن خطط ومشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر خلال الفترة المقبلة ومن بين تلك الدول مصر و المغرب و السعودية و الإمارات وأعلنت مصر عن دخولها هذا المجال باستثمارات تتراوح ما بين 3 إلى 4 مليارات دولار .
و أكدت أن أمام مصر فرصة غير مسبوقة لتحقيق تقدم سريع جدا فى توليد كميات لا نهائية من الهيدروجين الأخضر واستخدامه محليا كبديل يعول عليه لمصادر الطاقة التقليدية وأيضا تصديره إلى أوروبا المتعطشة دائما إلى مصادر الطاقة النظيفة لتكون دولة محورية فى جنوب المتوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين وتحتل بذلك موقعا متقدما في نادى الدول التى تدخل عصر الهيدروجين الذي يدعم التحول فى نظام الطاقة العالمى من خلال استخدامه فى تطبيقات مختلفة فى عدة قطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل النقل و الصناعة و البناء و التشييد ويخفض إلانبعاثات و يطور تجارة عالمية لسلع كثيفة الطاقة منتجة من الهيدروجين.
و في سياق متصل أكدت الندوة على أهمية الهيدروجين الأخضر عالميا وبالنسبة لمصر فهو الخيار الأفضل للبيئة والحل الجذاب لتقليل الانبعاثات لأنه يتمتع بإمكانات كبيرة عند إضافته إلى مزيج الطاقة المصرى وأن الهدف هو الوصول بالطاقات الجديدة والمتجددة إلى نحو 20% من إجمالى الطاقة المولدة فى مصر هذا العام 2022 والوصول بتلك النسبة لتمثل 42% من إجمالى الطاقة المولدة عام 2035 كما حدد المجلس الأعلى للطاقة خصوصا مع بداية انخفاض تكلفة الخلايا الشمسية والرياح و دخول عنصر الهيدروجين الأخضر .