اليوم الدولي للترجمة
بوابة الاخبار العربية
28 سبتمبر، 2021
مقالات
1,375,229 زيارة
بقلم المستشار الدكتور – خالد السلامي
الكثير من الدول على كوكبنا الأزرق، تختلف في الكثير من الأمور، ولعل الاختلاف الأهم هو اللغة. كل دولة لها ثقافتها، علومها، وتراثها. ومع امتداد جسور الترابط الدولي بين الدول والشعوب، أصبح من المهم تطوير طريقة التواصل وتبادل العلوم مع اختلاف لغاتها. لعبت الترجمة دورا بارزا في تقدم الحضارات التي احترفتها فكانت أساسا لثورات علمية عالمية بعد أن نهلت المجتمعات العلمية في دول شتى من معارف حضارات أخرى مكملة رحلة البحث والاستكشاف القائمة على الموروث العلمي للإنسان في بلاد أبعدتها الجغرافية وقرّبتها اللغات والإلمام بها.
الترجمة مهنةٌ نبيلةٌ أساسها الفن، الإبداع، والثقافة. تتجلى أهمية الترجمة في أنها وسيلتنا من أجل تقارب الثقافات والشعوب، ونشر علومها المختلفة على نطاق أوسع بدلاً من حصر فائدتها في المجتمع المحلي. إنها تسمح بحوار الثقافات بين مختلف الشعوب والأمم، على اختلاف لغاتها وأعراقها ومعتقداتها، بدلاً من الانكفاء محلياً في عصرٍ أصبحت فيه العولمةُ هي السمة الأكبر.
وانطلاقاً من أهمية الترجمة، يحتفل العالم باليوم الدولي للترجمة، والذي يوافق 30 سبتمبر من كل عام. أتت تلك المناسبة بهدف إظهار أهمية جهود المترجمين في أنحاء العالم. إن نقل الأعمال الأدبية أو العلمية، بما في ذلك الأعمال الفنية، سواء الترجمة من لغة إلى لغة أخرى، أو الترجمة المهنية، بما في ذلك ترجمة وتفسير المصطلحات، كلها أمر لا غنى عنه من أجل الحفاظ على التواصل الإيجابي بين الشعوب، وتبادل العلوم والخبرات.
إن دولة الإمارات من الدول المهتمة والفاعلة في مجال الترجمة، وقد أطلقت العديد المشروعات والمبادرات في هذا المجال. والتي كان من ضمنها مشرع تحدي الترجمة، أحد مشاريع مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، حيث يخوض المشروع منافسة عالمية للفوز بجائزة الأمم المتحدة لمشاريع القمة العالمية لمجتمع المعلومات (WSIS Prize 2019)، ضمن فئة «التنوع الثقافي والهوية الثقافية والتنوع اللغوي والمحتوى المحلي». يعد تحدي الترجمة أكبر حركة ترجمة تعليمية علمية في الوطن العربي، إذ هدف لترجمة أحدث المناهج العلمية عالمياً وإتاحتها لـ50 مليون طالب عربي بشكل مجاني.