كتبت – فادية بكير
وكأن الدنيا منذ عام ١٩٧٧ تستعرض سنويا بشكل دورى يوما مختلفا وهو اليوم الذى أعلنت فيه الأمم المتحدة يوم الثامن من مارس ليكون الاحتفال باليوم العالمى للمرأة ؛ فنصحوا منذ الصباح على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى فى أغلبها أن لم يكن كلها تهنئ وتستعرض وتعدد المكتسبات التى حصلت عليها المرأة ومطالبها للحصول على مكتسبات أخرى ومايصاحب ذلك من كلمات لشخصيات قيادية فى كل المجالات كل يشيد بدور المرأة برؤيته من خلال مجال عمله او اهتمامه وايضا لمشاهير بمقولات مأثورة من وحى إبداعهم او يستعيرونها من مقولات لشخصيات معروفة فى السياسة والفن والأدب وكذلك استعراض للمتميزات اللائى شرفت بهن بلادهن فى مجالات مختلفة والنابغات منهن ممن لايعرف الكثير عنهم شيئا على سبيل المثال لاالحصر العالمة المصرية التى حصلت على لقب أفضل العلماء السيدات فى أفريقيا ٢٠٢٠ وعلى اعلى جائزة إفريقية فى الإنجازات العلمية وهى أستاذ الكيمياء الفيزيائية بكلية العلوم جامعة القاهرة الدكتورة فكيهة محمد الطيب
،وكذلك المتميزات من لاعبات الأولمبياد وفى مجال الرياضة بشكل عام وغيرهن الكثيرات ؛ ولم يتناسى المتحدثون واصحاب الإشادة بدور المرأة الذى احتوى بالرعاية كل المجتمع فى ظل الظروف الصحية العالمية المتمثلة فى جائحة كورونا وكيف أنها كانت من أهم خطوط الدفاع الأمامية لمواجهة كورونا وهذا يذكرنا ويؤكد المقولة الشهيرة للشاعر الكبير محمود درويش ” لو لم تكن المرأة وطنا . لعاش كل الرجال لاجئين” . ومنذ الاقتراح الذى تم طرحه فى المؤتمر الثانى لمناقشة أوضاع النساء العاملات وحتى اعلان الأمم المتحدة عام ١٩٧٧ أن يكون الاحتفال بيوم عالمى موحد للمرأة وهو الثامن من مارس ونحن نجد المرأة بين شد وجذب مع المجتمع والعرف والقانون لتحقيق مكاسب جديدة بطموحات لاتنتهى 《 وهذا اكيد شئ جميل لاجدال》
ولكن .. عذرا أن لم يحالفني التوفيق فى أن نتخيل فيمن نراها فى الشارع والمواصلات العامة ممن يلهثن لاكتساب ارزاقهن وقوت يومهن بمظهرهن البسيط ووجوههن القاطبة العابسة قليلة الابتسام هى نفسها واحدة ممن يحتفل بهن المجتمعات على المستوى المحلي والعالمي ويحرص أن يعكس لها كلا منهم صورة الرقيقة الجميلة الواثقة من نفسها والانيقة “حتى وإن كانت تلبس ملابس عامل بسيط” لتكون كما يصفها بعض الفنانين والشعراء .
عفواا .. يجتهد الكثيرون مشكورون فى سبيل تحقيق مكاسب على أرض الواقع للمرأة ولكن حتى يصبح الاجتهاد ومشقة السعى لاهداف حسنة مفيدة يجب أن نتحرى أن تصل الفائدة إلى كل سيدة وتنتفع بها وخاصة البسطاء بكل فئاتهم لانه لن تستطيع أن نعمم يوما ليكون خاص للمرأة على مستوى عالمى والكثيرات لاتنتفع بما تحصدون او تطمحون إلى حصاده لها وتمر المناسبة بعدد قليل من المتأنقات فى سهرة كبيرة راقية تعلن عن بدأ الحفل وانتهاءه دون وجود أغلب المعنيات بها المناسبة وتخصها ..