اليوم العالمي للأسرة
بوابة الاخبار العربية
1 يناير، 2022
مقالات
1,375,204 زيارة
بقلم المستشار الدكتور/ خالد السلامي
يحتفل العالم بأسره في الأول من يناير من كل عام باليوم العالمي للأسرة. هذه الأسرة التي يتلخص مفهومها الواسع بالتواجد الفعلي للأب والأمّ والأولاد، والأقارب هم جزء من هذه الأسرة التي تنشأ وتستمرّ بتماسك أفرادها وتفاهمهم.
في هذا اليوم الذي بسلط فيه الضوء على مكانة الأسرة في بناء مجتمع صحي ومتماسك. هذا اليوم الذي أتى لتعزيز نقاط القوة في الأسرة باعتبارها اللبنة الأساسية لبناء مجتمعنا، وإيجاد حلول لنقاط السلبيات إن وجدت. وكيف لا وهذه الأسرة تمثل الوحدة الأساسية لبناء المجتمع. إن واجبنا كمجتمع دولي، مؤسسات، وأفراد أن نمنحها أكبر قدر ممكن من الحماية والمساعدة لتحقيق دورها في المجتمع.
كما علينا توفير البيئة المناسبة لتلك الأسرة كي تتحمل مسؤولياتها بشكل كامل في مجتمعاتنا. الأسرة لا يمكن أن تصبح جزء صحي في المجتمع إن لم يكن كل عضو فيها مثمرا ومنتجا، كل عضو فيها عضو صالح صاحب خلق ومبادئ.
كما أن الأسرة هي لبنة بناء المجتمع، فالأسرة تتكون من لبنات تبدأ من الزوجان والأطفال بصفتهم نواة تلك الأسرة، ونسيمها بالأسرة البسيطة. هناك نوع اخر من الأسر، وهو الأسرة الممتدة التي تشمل جميع الأفراد الذين يرتبطون معا برابط الدم والمصالح المشتركة.
علينا أن نبذل جهد أكثر لتوعية المجتمع بأهمية الأسرة وزيادة الوعي حول القضايا التي تؤثر عليها في جميع أنحاء العالم. وقد جاء ذلك اليوم ليجسد الدور المهم الذي تسهم به الأسرة في حياة المجتمع، أي مجتمع، باعتبارها النواة التي يتخلق منها، وإدراكاً لأهمية الوظائف المجتمعية التي تؤديها الأسرة. ولعل من أهمها عملية التنشئة الاجتماعية التي يكتسب فيها الفرد مجموعة من القيم والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع، حتى تتجدد معها وبها شخصيته في سياق الثقافة الكلية السائدة في المجتمع.
إن احتفالنا بيوم الأسرة، ينطوي على اعتراف ضمني بأهمية الأسرة.. كما يجسد تلاحم وانتظام جميع دول العالم حول الأسرة، إدراكاً لأهمية الوظائف البيولوجية والاقتصادية والاجتماعية التي تعزز من مكانة الأسرة في المجتمع. فالأسرة بجميع المقاييس، تعتبر خط الدفاع الأول لحماية المجتمع من كافة العوامل التي تهدد أمنه واستقراره، فاذا انهار البناء الأسري فإن البناء الاجتماعي سيصاب بالتفكك.
نحن بحاجة للكثير من الندوات والمحاضرات وورش العمل في المدارس والأندية الاجتماعية. و نحن بحاجة لتذكير الناس عن مدى أهمية الأسرة ودورها المجتمعي. نحن بحاجة لتكثيف الجهود لإجراء البحوث والدراسات المعمقة حول القضايا الأسرية وما يرتبط بها. خاصة مع دخولنا عصر التحولات والتحديات المتسارعة مع بداية هذه الألفية. أصبحنا نعيش حرفيا في عالم أشبه بقرية بلا حدود جغرافية.
أصبحت الأسرة في مواجهة رياح العولمة وتداعياتها التي جرّت معها سلسلة من التغيرات الاجتماعية. علينا تسليح تلك الأسر بما يساعدها على التصدي لتلك الرياح، خصوصاً في عصر الفضاء المفتوح الذي لا يعرف سقف لما هو مناسب وما هو غير مناسب. ونحن عندما نحتفل بيوم الأسرة، فنحن نعلن أننا بحاجة لإعادة النظر ومراجعة التشريعات الاجتماعية المعنية بالأسرة والمرأة والطفل.
نحن بحاجة لتفعيل الاتفاقات الدولية المرتبطة بالأسرة وتنظيم علاقتها بالمجتمع. ونحن لم نكن يوما بحاجة لبناء الشراكات مع الجمعيات المحلية والإقليمية والدولية أكثر من اليوم. نحتاج لكل جهد وكل اقتراح يساعدنا على التصدي لكل ما يهدد الأسرة من مشكلات اجتماعية أو ظواهر دخيلة على المجتمع.