بقلم: د ضحى عاصى عضو مجلس النواب لجنة الثقافة والإعلام
في خطوة تعكس الاهتمام المتنامي بالثقافة والفنون في مختلف المحافظات، أصدر مجلس الوزراء قرارًا بإدراج مشروع “أوبرا المنصورة” ضمن المشروعات التي سيتم التعامل معها بنظام القيمة التقديرية، لضمان استمرار العمل دون توقف وتسريع وتيرة الإنجاز.
ويأتي هذا القرار تتويجًا لجهود متواصلة بُذلت على مدار ثلاث سنوات، من خلال عدد من طلبات الإحاطة البرلمانية التي تقدمت بها النائبة د. ضحي عاصي، منذ عام 2023 وحتى عام 2025، وكذلك من خلال لجنة المقترحات والشكاوى بمجلس النواب عام 2024، والتي أوصت بضرورة حل الإشكالات الفنية والإدارية التي واجهت المشروع.
“أوبرا المنصورة”.. حكاية نضال ثقافي
بدأت قصة أوبرا المنصورة بعد انهيار المبنى القديم في أعقاب تفجير مديرية أمن الدقهلية عام 2013، وكان من الممكن أن تضيع الأرض إلى الأبد، لولا إصرار ودفاع أهالي المنصورة، وعلى رأسهم الدكتور مهند فودة وعبد الرحمن العقاد، وعدد من الصحفيين الذين تبنوا الدفاع عن حق الدقهلية في صرح ثقافي متميز، من بينهم: غادة عبد الحافظ، حسام الضمراني، إبراهيم العشماوي، وحازم نصر.
ورغم انطلاق العمل بالمشروع، إلا أن التنفيذ تعثر لسنوات طويلة. وتابعت النائبة هذا الملف منذ اليوم الأول لدخولها البرلمان، وكان أول قضية تتبناها، وبدأت سلسلة من الأسئلة البرلمانية حول أسباب توقف العمل، وأين ذهبت المنحة العمانية المخصصة للمشروع، ما أسفر عن تحقيق برلماني كشف عن صرف الجزء الأكبر من التمويل للمقاولين العرب.
إصرار برلماني ودعم هندسي مستمر
بدعم من المهندس ياسر البهواشي (رئيس الإدارة المركزية للشؤون الهندسية بدار الأوبرا المصرية)، والمهندس شادي شومان (مهندس الموقع)، تم متابعة جميع مراحل المشروع، وتم التقدم بعدد من طلبات الإحاطة في كل مرة يتوقف فيها التنفيذ، حتى تم حل النزاع القضائي بين وزارة الثقافة والمقاولين العرب، وظهرت معالم المبنى من جديد بثلاثة أدوار قائمة على أرض الواقع.
لكن ومع اعتماد الطريقة التقليدية في تمويل المشاريع، كان من المتوقع أن يستغرق المشروع أكثر من 25 عامًا حتى يكتمل، ما استدعى التحرك العاجل نحو إدراجه ضمن مشروعات القيمة التقديرية، وهو ما تحقق أخيرًا بقرار من مجلس الوزراء في اجتماعه بشهر فبراير 2025.
شكر واجب لكل من دعم
تتقدم النائبة د. ضحي عاصي بخالص الشكر والتقدير إلى لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب وعلى رأسها:
الدكتورة درية شرف الدين – رئيس اللجنة
النائب نادر مصطفى – وكيل اللجنة
والنواب: دينا عبد الكريم، هند رشاد، منال هلال، داليا السعدني، مرفت ميشيل، تامر عبد القادر، عصمت زايد، منى عمر، الذين دعموا هذا الملف كأنه قضيتهم الخاصة، وحرصوا على إدراج توصية اللجنة بمخاطبة مجلس الوزراء رسميًا للعمل بنظام القيمة التقديرية.
كما تُثمِّن الدور الفعّال للمهندسين ياسر البهواشي، شادي شومان، سامح صلاح، وقطاعات وزارة الإسكان، قطاع التشييد والمقاولات، وقطاع الاستشارات الهندسية بالمقاولون العرب، والمستشار الدكتور أشرف مصطفى كامل – عضو هيئة مستشاري مجلس الوزراء، بالإضافة إلى رؤساء دار الأوبرا المصرية السابقين د. مجدي صابر ود. خالد داغر، والرئيس الحالي لدار الأوبرا الفنان الدكتور علاء عبد السلام، الذي نثق في قيادته ونتطلع إلى سرعة التنفيذ تحت إشرافه.
الثقافة ليست رفاهية، بل حق أصيل
إدراج “أوبرا المنصورة” ضمن أولويات مجلس الوزراء، يؤكد أن الثقافة ليست ترفًا، بل جزء لا يتجزأ من التنمية، وأن لكل محافظة في مصر الحق في أن يكون لها منبر ثقافي يليق بتاريخها ومواطنيها.
هذا القرار ليس فقط انتصارًا لأهالي المنصورة، بل أيضًا لكل الشباب الذين حملوا هذا الحلم وسلّموه للنائبة في بداية عملها البرلماني، وقالوا لها بيأس: “الثقافة مش مهمة لحد”… واليوم، نثبت أن الثقافة لسه عندها ناس بتحارب عشانها.
النائبة / د. ضحي عاصي
عضو مجلس النواب – لجنة الثقافة والإعلام