بقلم محمد الكعبي
وصل حال السياسي اليوم في الاعم الاغلب أن تكون من أبرز صفاته النفاق والكذب والتحايل والقفز على الحبال وتجهيل الجماهير واستغلالهم، ويجيد فن الخداع، ويقدم المصالح الخاصة على العامة، ويبيع بلده بارخص الاثمان، ليس له موقف ثابت، ويستغل الاعلام لاغراض حزبية وفئوية، ويوظف الدين والاعلام والمال السياسي لتجميل صورته ولأضعاف خصومه، ويبحث عن نقاط الضعف عند منافسيه، يستخدم السلاح والتهديد والوعيد والقتل والاستقواء السياسي من أجل الوصول إلى السلطة، فاسد سارق محتال متلون، ليس لديه خطوط حمراء، لايتحرى الدقة وغير منضبط بطرحه، ويتأثر بالعاطفة الخدّاعة، ولايحترم الدين ويتعامل باسلوب بعيد عن الحق والعدالة ويتجاوزى على المقدسات بغية كسب بعض المغرضين والمناؤين، ويقلل من قيمة الشريعة، يسئ إلى الانبياء والصالحين بحجة الحرية الفكرية، لايحترم الحقوق الفردية والفكرية، ومتضارب بالاراء، متناقض مشتت الافكار، ليس عنده اولويات وغير دقيق بمعلوماته لايتحمل المسؤولية، يُلقي التهم على الاخرين، هدفه الغاية ولايراعي الطرق السليمة لتحقيقها، ويحتقر الاخرين ويستعلي على الناس ضعيف أمام الغرباء وشديد على ابناء بلده.
العقل والشرع هما مفتاح الخير فبهما يسمو الانسان ويحقق الخير ومن دونهما أو بترك احدهما يختل عنده التوازن فيقع بالمحظور، أيها السياسي كم تريد ان تعيش؟ وكم تجمع من الاموال؟ نهايتك في قبرِ صغير، يقول الامام علي عليه السلام وهو يخاطب الاموات(…أما الدور فقد سكنت، وأما الأزواج فقد نكحت، وأما الأموال فقد قسمت، هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم ؟ ( ثم التفت إلى أصحابه فقال ) : أما لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم أن خير الزاد التقوى)، فالحساب يوم القيامة يطول والحاكم عادل، فاتعض بمن سبقك ولاتكن شقياً، { تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْـمُتَّقِينَ } القصص/ 83، واعلم أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، فاحذر من دموع الفقراء والمساكين فكم من عين تئن الليل بسببك وكم أرملة وشيخ كبير وطفل لايجد رغيف يشبع به نفسه، وعاري لايجد ثوب يقيه البرد وبيت يأويه، وكم امرأة بسببك تخلت عن الكثير،{ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}، أين انت من امير المؤمنين (ع) عندما يقول: « لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ»، ثروتك ستوزع ونسائك ستعيش مع غيرك وقصورك يسكنها من يأتي بعدك ولايبقى الا عملك ويبقى لعنك على لسان الاجيال والتاريخ كلما ذكروك لعنوك.