اخبار عاجلة

تحليل مخاوف مصر من التطورات في سوريا وتأثير استقرار حكومة الجولاني على مصالحها الوطنية

 

متابعة : ماهر بدر

 

تشكل التطورات الأخيرة في سوريا، ولا سيما احتمال استقرار الجماعات المسلحة تحت قيادة هيئة تحرير الشام في دمشق، مصدر قلق عميق لمصر. تعود هذه المخاوف إلى أسباب متعددة تتعلق بالأمن القومي، التهديدات الأيديولوجية، المنافسات الجيوسياسية، والتدخلات الخارجية من قبل أطراف مثل تركيا. تنظر مصر إلى هذه التحولات من منظور تأثيرها المحتمل على مصالحها الإقليمية واستقرارها الداخلي.

 

1. التهديد الأيديولوجي والسياسي لجماعة الإخوان المسلمين

تعتبر مصر جماعة الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً، حيث ترى أن أيديولوجية هذه الجماعة تشكل خطراً مباشراً على الأمن الوطني. تحرير الشام، التي تتقاطع أيديولوجيتها بشكل واضح مع فكر الإخوان، قد تصبح مركزاً جديداً لدعم هذا الفكر في المنطقة إذا استقرت في دمشق. مثل هذا السيناريو يمثل تهديداً مباشراً لاستقرار مصر، حيث قد يؤدي إلى إحياء نشاطات الإخوان داخل البلاد أو تعزيزها في المحيط الإقليمي.

 

2. وجود معارضين مصريين في صفوف تحرير الشام

تشير تقارير متعددة إلى أن بعض العناصر المعارضة للنظام المصري قد انضمت إلى صفوف هيئة تحرير الشام. هذه العناصر، مع اكتسابها خبرات قتالية وتعاونها مع شبكات إقليمية، يمكن أن تشكل خطراً على مصر سواء عبر العودة إلى الداخل أو من خلال استغلال سوريا كقاعدة لشن عمليات ضد الدولة المصرية. دعم حكومة الجولاني لهذه العناصر يزيد من تعقيد الموقف ويضاعف من مخاوف القاهرة.

 

3. التدخل التركي ودعمه للجماعات المسلحة

تلعب تركيا دوراً محورياً في دعم الجماعات المسلحة المعارضة في سوريا، بما في ذلك هيئة تحرير الشام. الدعم التركي لهذه الجماعات لا يقتصر على المساعدات العسكرية والمالية، بل يمتد إلى توفير غطاء سياسي ودبلوماسي. هذا الدور التركي يشكل تهديداً مباشراً لمصر، حيث يعزز النفوذ التركي في المنطقة ويضعف الجهود المصرية لتعزيز استقرار الإقليم. علاوة على ذلك، العلاقات الأيديولوجية بين تركيا والإخوان المسلمين تضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى هذا المشهد.

 

4. تعزيز النفوذ المتطرف وزعزعة الاستقرار الإقليمي

إن استقرار حكومة يقودها الجولاني في دمشق من شأنه أن يعزز نفوذ الجماعات المتطرفة في المنطقة، مما قد يؤدي إلى تصاعد التهديدات الإرهابية في دول الجوار، بما في ذلك مصر. يمكن أن تتحول سوريا إلى قاعدة لتنسيق العمليات الإرهابية وتوسيع شبكة الجماعات المسلحة العابرة للحدود، مما يشكل خطراً مباشراً على الأمن الإقليمي.

 

5. تأثير على التوازن الجيوسياسي والمصالح الاقتصادية المصرية

التطورات في سوريا تؤثر بشكل كبير على موازين القوى في الشرق الأوسط. تسعى مصر للحفاظ على دورها كفاعل إقليمي رئيسي، ولكن نجاح الجماعات المسلحة في سوريا بدعم من تركيا قد يضعف هذا الدور. بالإضافة إلى ذلك، فإن زعزعة الاستقرار الإقليمي تهدد المصالح الاقتصادية المصرية، خصوصاً فيما يتعلق بأمن الممرات البحرية وخطوط التجارة والطاقة.

 

6. تشابه الأنظمة الحاكمة وخطر التصعيد الداخلي

النظام السياسي في مصر يعتمد على الاستقرار السياسي والأمني الذي يشبه إلى حد ما النظام السوري. نجاح المعارضة المسلحة في سوريا قد يلهم بعض الحركات المعارضة داخل مصر، مما يشجعها على محاولة تقويض النظام الحالي. هذا السيناريو يهدد استقرار النظام السياسي في القاهرة.

 

تمثل التطورات في سوريا واستقرار حكومة تابعة لتحرير الشام تهديداً متعدد الأبعاد لمصر، حيث تجمع بين التهديدات الأمنية، الأيديولوجية، والاقتصادية. يزيد التدخل التركي في الأزمة من تعقيد المشهد، مما يجعل من الضروري أن تواصل مصر تعزيز دورها الإقليمي والعمل مع شركائها الدوليين لضمان حماية مصالحها الوطنية والحد من تداعيات هذه التطورات على استقرارها الداخلي.

شاهد أيضاً

النائب محمود قاسم : قرار السيسى بالإفراج عن 4600 تطبيق حقيقى لاستراتيجية حقوق الإنسان

  كتب : سعيد سعده اعتبر النائب محمود قاسم عضو مجلس النواب القرار الذى أصدره …