مروة حسن
مع حلول التاسع والعاشر من شهر محرم في كل عام هجري، يتجهز المسلمون حول العالم لتحضير حلوى “العاشوراء”.
بدأت مصر الاحتفال به مع عصر الدولة الفاطمية حيث حرص الفاطميون في عهدهم على إدخال مظاهر الاحتفال بأعياد كالمولد النبوي، والنصف من شعبان، وكذلك يوم عاشوراء الذي تعود قدسيته إلى اليوم الذى نجى الله فيه موسى عليه السلام من فرعون.
وليوم عاشوراء شكل احتفالي معين يرتبط به، ففي يوم عاشوراء يصوم فيه المسلمون، صيامه سنة أوصى بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم، كما يقوم المسلمون بصنع طبق حلوى يطلق عليه “حلوى عاشوراء” ويتبادلونه فيما بينهم.
طبق “حلوى عاشوراء” يتم تحضيره من خليط من القمح واللبن والسكر ثم تقديمه في أطباق، فهذه المواد الأساسية في صناعته، ولكن يُضفي عليه المصريون عند تحضيرهم له النشا إلى جانب “الزبيب، وجوز الهند، والمكسرات”.
هناك اعتقاد آخر يرجع “حلوى عاشوراء” للدولة العثمانية؛ حيث يطلق عليها “أشوري”، حيث تقوم تركيا بتحضيره بنفس الطريقة المصرية، ولكن مع إضافة الفاصولياء والحمص وكذلك المكسرات وجوز الهند، وبعض أنواع الفاكهة كالرمان والبرتقال.
وتتشابه مكونات الطبق في جميع الدول تقريبا حتى عند غير المسلمين، إلا أن أصول الطبق تختلف حسب كل بلد.
العاشوراء التركية
يسمونها “حلوى نوح” أو أقدم حلوى على وجه الأرض، إذ يعتقد الأتراك بأن النبي نوح هو أول من اخترع حلوى المهلبية أو اسمها الحالي “عاشوراء”.
وتقول الأسطورة التي يعيد البعض أصلها إلى أرمينيا، إنه عندما بدأ الغذاء ينفد في السفينة، بدأ نوح بتجميع بقايا الطعام وطهيها في إناء، وكانت النتيجة “حلوى نوح” التي اتخذت اسم عاشوراء لاحقا.
العاشوراء المصرية
مع دخول صلاح الدين الأيوبي إلى مصر، أراد أن يمحو كل ما يتعلق بإرث الدولة الفاطمية الشيعية بما في ذلك الأطعمة المرتبطة بيوم عاشوراء التي رسختها الدول خلال العقود الماضية.
يقول أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الدكتور أحمد كريمة ، إن عادات مثل شرب البن دون سكر، وأكل كبد الجمل، وأكل الخبز الأسود كانت منتشرة بين المصريين، فأراد صلاح الدين الأيوبي تغييرها عند دخوله إلى مصر في عام 1169م.
ويضيف كريمة أن الطباخين في مصر أُمروا بصنع طبق عاشوراء الذي لا يزال المصريون يتوارثونه حتى اليوم، بدلا من الأطعمة التي ارتبطت بالدولة الفاطمية.
العاشوراء اليونانية
لدى اليونان حلوى تسمى “كوليفا” وهي نفس مكونات العاشوراء التي يعدها المسلمون، إلا أن الكوليفا يتم إعدادها في المآتم وتوزع في المقابر على أرواح الموتى لكونها ترمز للموت والبعث.
ورغم ارتباط الكوليفا بالمسيحية الأرثوذكسية حاليا، فإن جذورها متأصلة منذ العهد الهلنستي، إذ كانت تطبخ في الأعياد الوثنية كعيد “أنثيستريا”.