اخبار عاجلة

تفكروا

متابعة – علاء حمدي
دعت الدكتورة مها العطار خبيرة طاقة المكان الي التفكير وأوضحت أن البيضاوي قال في تفسيره : رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا مَا لاَ طاقَةَ لَنا بِهِ ـ من البلاء والعقوبة ، أو من التكاليف التي لا تفي بها الطاقة البشرية ، وقال الزمخشري في الكشاف.. يجوز أن يدعو الإنسان بما علم أنه حاصل له قبل الدعاء من فضل اللَّه لاستدامته والاعتداد بالنعمة فيه ، وفى تنوير المقباس من تفسير ابن عباس قال.. ربنا ولا تحملنا أي لا تحمل علينا أيضا ما لا طاقة لنا به ما لا راحة لنا فيه ولا منفعة ، وهو الاستكراه .
الطاقة هى نعمة من نعم الله وسر من أسرار الخلق والكون .. والإنسان كائن من الطاقة .. خلقنا الله عز وجل وبث فينا الروح .. وكل مخلوقات الله هى عبارة عن كائنات من الطاقة المرئية وغير المرئية .. وقد يعتقد البعض منا أن الطاقة من الغيبيات طالما إنها لا ترى بالعين أو ليس لها قياس علمى محدد ، والبعض الأخر يرى أن الطاقة هى محور الحياة وسر بقائنا ، وبين التصديق بوجودها أو عدم التصديق هى بالفعل موجوده فى حياتنا سواء بالعين أو بالغيب .
كل ما حولنا له طاقة هذه الطاقة تؤثر فينا بالسلب أو الإيجاب ، الجماد له طاقة وهو من مخلوقات الله ، نعم الكرسى الذى تجلس عليه له طاقة تؤثر بك ، الأجهزة لها طاقة ، المعادن لها طاقة .. قال تعالى ” وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس ” (الحديد:25) أما عن البأس الشديد للحديد ، فقد ثبت علميًّا أن نواة ذرة الحديد هي أشد نوى العناصر تماسكًا بمعنى شدة تماسك اللبنات الأولية للمادة في نواة ذرة الحديد .. ويمثل اللبنة الأساسية في بناء جزيء الهيموجلوبين ، أو المادة الحمراء في دم الإنسان ، ولولا الحديد في لب الأرض ما كان لها مجال مغناطيسي ، ولولا المجال المغناطيسي للأرض ما استطاعت الإمساك بغلافها المائي ، ولا بغلافها الهوائي ، ولا بمختلف صور الحياة على سطحها، ومن يقول ان المعادن لا تؤثر فينا فهو واهم !!
قال تعالى: { أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ }[سورة الواقعة ].
يتألف الخشب كما هو معروف من مادة كيميائية أساسية هي السللوز ، و يتركب السللوز كيميائياً من ثلاثة عناصر أساسية هي : الهيدروجين و الأكسيجين و الكربون .. و الناحية الأخرى هي أن مادة الخشب تتركب من الماء و هي ضد النار ، ثم هي بعد تركيبها من الماء تعتبر من أعظم مصادر النار .. وهو ما يتحدث به علم الطاقة فى العناصر الداعمة والعناصر المدمرة ، فمن يقول أن الخشب لا يؤثر فينا فهو واهم !! والشمس والقمر عنصر النار ومن يقول أن النار لا تؤثر فينا فهو واهم !!
كل هذه العناصر مخلوقات الله وهى موجودة من حولنا فى بيتنا ـ عملنا ، فى أجسامنا .. وعلم طاقة المكان يحدد نسبة تأثير هذه العناصر فى المكان وعلى الإنسان ، وما يفعلة علم الطاقة هو البحث عن القوانين المنظمة لهذه العناصر ويعيد ترتيبها فى المكان ليحدث هذا التنظيم طاقة إيجابية تؤثر فى حياة الإنسان .
يجب أن تفكر فى تأثير كل العناصر حولك .. وماذا يمكن أن تحدثة فى حياتك من خير أو شر ، ولا تستهزىء بالأشياء من حولك ، تقول هل بيتى هو السبب فى عدم إنجابى الأطفال ، هل غرفة نومى سبب الخيانة ، هل مطبخى والفرن هو سبب قلة الرزق ، كل هذه عناصر من مخلوقات الله ، وهذه مجرد أسباب ، وكل منا مختلف عن الأخر ، وكل منا يتأثر بالأشياء من حولة بطرق مختلفة ، لذلك عندما دعى المؤمنون بقولهم ..” ربنا لا تحملنا مالا طاقة لنا به ” .. هو إعجاز جديد للقرآن الكريم ليعلم الإنسان إن طاقتة محدودة بالنسبة لباقى عناصر خلق الله ، التى تؤثر فيه ويمكن أن يتحملها وممكن لا يتحملها ، فيلجأ الإنسان إلى ربه بالدعاء .. الذى هو سبب من أسباب تغيير القدر الذى أمرنا الله أن نأخذ بالأسباب ، وهذه هى الأسباب التى يجب أن نأخذ بها حتى يتغير قدرك .. تفكرو يا أولى الألباب .

 

 

شاهد أيضاً

الأثنين.. ندوة حول “دور الأزهر فى محاربة الفساد والتطرف الفكرى” بمكتبة القاهرة الكبرى 

      كتبت: جنى ناصر تحت رعاية وزير الثقافة دكتور أحمد هنو واشراف الفنان …