علاء حمدي
للعام السادس على التوالي يواصل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف متابعاته لأنشطة وتحركات التنظيمات الإرهابية على مستوى العالم .. فخلال عام 2021 أصدر المرصد أكثرَ من 4000 تقريرٍ ما بين يوميٍّ وأسبوعيٍّ وشهريٍّ حصيلةِ إنتاجِ وحداته الثلاثةِ عَشَر، والتي تكشف تحركات التنظيمات الإرهابية وتطلق صافرة الإنذار من خططها المستقبلية.
ففي أحدث تقاريره لهذا العام، تناول المرصد أهم المحطات التي واجهت بها مصرُ التطرفَ والإرهابَ خلال 7 سنوات، لتكلل جهودها بالنجاح بخروجها من قائمة أكثر (10) دول عرضة للتطرف والإرهاب بحسب التقرير السنوي لمنظمة الاقتصاد والسلام (IEP) والذي يتضمن مؤشر الإرهاب العالمي.
وللعام الثاني على التوالي وزارة الخارجية المصرية في تقريرها الوطني حول جهود مكافحة الإرهاب لعام 2021 تستعين بجهود مرصد الأزهر والتي لم تقتصر على الشأن المحلي فقط بل امتدت لتغطي العالم كافة، فدوليًّا .. وتحت عنوان “تجفيف منابع التطرف في السجون” اتخذ المرصد من جسر “ويستمنستر” نموذجًا لدراسة قضية استقطاب السجناء داخل السجون الأوروبية.
كما أجاب المرصد في دراسة جديدة عن سؤال: كيف يستغل “داعش” الأنماط الشخصية للمرأة في تجنيد النساء؟ .. مناقشًا في الوقت ذاته الثالوث الذي ساهم في زيادة نفوذ “داعش” عن غيره من التنظيمات الإرهابية. وقد حصرها في ثلاثة عوامل هى: (الخلايا النائمة ـ المال ـ جائحة كورونا).
هذا ولم يغفل المرصد عن دراسة ظاهرة الإرهاب المتصاعدة في عدد من الدول الإفريقية، وفي مقدمتها “موزمبيق” التي تعاني من بروز حركات إرهابية ناشطة بعضها أعلن ولائه لتنظيم “داعش” الإرهابي.
ورغم مرور أكثر من خمس سنوات على أزمة “مسلمي الروهينجا” إلا أن تفاقم أوضاعهم الإنسانية، دفع المرصد إلى تخصيص حيز من متابعاته اليومية على مدار هذا العام؛ لرصد أوضاعهم وإصدار تقارير تفصيلية عنها خاصة مع تفشي جائحة “كورونا” وغياب الكثير من الخدمات الصحية بمخيماتهم.
هذا وامتاز عام 2021 بتنوع الإصدارات، فقد أصدر أكثر من 2000 منشورٍ ومائةِ إصدارٍ مرئيٍّ متنوعٍ بثلاثِ عشرةَ لغةٍ، منها: تقرير مصور بعنوان “الحرية الدينية .. مبدأ إسلامي أصيل”، و”ظاهرة الاعتداء على دور العبادة”، و”جوهر الصيام في الإسلام” باللغتين العربية والأردية.
توعويًّا، أولى المرصد اهتمام خاص بفئتي النشء والشباب، فأنتج محتوى يناقش قضايا مهمة بأسلوب بسيط يلائم تواجدهم على منصات التواصل الاجتماعي، فنجد تنوع واضح في الرسائل الموجهة إليهم ضمن حملاته التي بلغت 35 حملة باللغة العربية وعشراتِ الحملاتِ باللغاتِ الأجنبية.
وتقديرًا لجهود مرصد الأزهر في مكافحة التطرف وخطاب الكراهية ومتابعة أحوال المسلمين حول العالم، استقبل خلال عام 2021 وفودَ دولِ الإتحادِ الأوربيِّ والعديدِ من دولِ العالم، منها: السيد نيكولا سيلاكوفيتش، وزير خارجية صربيا، والكاردينال ميجيل أنجيل أيوسو رئيس المجلس البابوي لحوار الأديان بالفاتيكان، وعضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.
ولم تقتصر الزيارات على الوفود الدولية، بل امتدت إلى استقبال مئاتِ الطلابِ من اثنتي عشرةَ جامعةً مصريةً ضمن بروتوكول التعاون المبرم بين وزارة الشباب والرياضة ومرصد الأزهر.
وتكللت جهود مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في هذا العام، بإصدار 30 كتابًا باللغة العربية واللغات الأجنبية. إضافة إلى دراسةٕ معجميةٍ لتفنيدِ أهمِّ المصطلحاتِ الواردةِ في سياقِ التطرفِ بعنوان (مفاهيمٌ إسلاميةٌ أفسدتها تأويلاتُ المتطرفين)، وكذلك نشر المرصدُ العددَ الأولَ من مجلتِه الأجنبيةِ باللغتين الإنجليزيةِ والفرنسيةِ بعنوان (Step Forward).
وبهذا استطاع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من خلال إنتاجه المقروءِ والمرئي من رصد كافة تحركات التنظيمات الإرهابية على مستوى العالم وإصدار بياناته التحذيرية من خططها؛ وهو ما كان محط أنظار العديد من وسائل الإعلام المحلية والدولية التي عمدت إلى الاستعانة بمشرفي وباحثي المرصد لتحليل عدد من القضايا ذات الصلة بمكافحة التطرف.