كتب -ناصر عبد الحفيظ
تحل اليوم ٢٠ يوليو ذكرى ميلاد الموسيقار محمد سلطان الذي سطر تاريخ عظيم في مجال الأغنية المصرية وساهم في اكتشاف العديد من النجوم سواء كان مطربين أو موسيقين. ونسرد في السطور المقبله معلومات عن الفنان المبدع محمد سلطان.
ولد الفنان محمد سلطان من أسرة عريقة بالإسكندرية والده كان ضابط بقوات البوليس المصرية حينذاك وأول من توقع له بموهبته الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب وتبناه فنياً حتى وصل إلى أعلى المراتب الفنيه.
حاصل علي الليسانس في الحقوق عام 1960و عمل كمتدرب فى مكتب محاماة، لكنى لم يمارسها، ثم بعد ذلك دخل الكلية الحربية وتركتها بسبب حبه للفن.
دخل عالم السينما بعد حصوله على ليسانس الحقوق حيث التقي بالمخرج الراحل يوسف شاهين وبدأ مشواره الفني معه في فيلم “الناصر صلاح الدين”، “عائلة زيزي”، “من غير ميعاد”،” العتبة جزاز”،”يوم بلا غد”
أكتشف العديد من الموسيقيين والمطربين أشهرهم عمر خورشيد ومجدي الحسيني والمطربين سميرة سعيد وهاني شاكر ونادية مصطفى وأسهم في بدايات المسيرة الفنية لميادة الحناوي وأصالة ومحمد ثروت.
قدم الموسيقي التصويرية لعدة أفلام منها:
“الراقصة والسياسي”، “سمارة الأمير”،”العقرب”،”فضيحة العمر”،”التوت والنبوت”،”عصر الحب”
ومن أهم ألحانه وكان النصيب الأكبر لزوجته الراحلة المطربة فايزة أحمد ومن أهمها،
” غريب يا زمان” و”رسالة إلى امرأة”، “هاتوا الفل علي الياسمين” إلى “مال علي مال” و”خليكوا شاهدين” و “أيوه تعبني هواك وياك “”سامحتك”،”الليلة دي”،”احلي طريث”،”خالينا ننسي”،”مال عليا مال”،” ياما يا هوايا” وغيرها من الألحان
كون ثنائي غنائي مع زوجته الراحله فايزة أحمد وكانوا من أهم الثنائيات الفنية التي شهدتها الساحة الغنائية ربطت بينهما قصة حب توجت بالزواج لتطلق ثنائيا فنيا قدم عشرات الأغاني الشهيرة.
قصتهما التي نشرتها مجلة جولولي بدأت عندما التقيا بالصدفة في منزل فريد الأطرش وكانت فايزة أحمد وقتها في أوج شهرتها، بينما كان محمد سلطان عازف عود ومغن وملحن وممثل .
بعد مرور فترة زمنية، دعته فايزة إلى بيتها لسماع أغنية “هان الود” التي لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب وكانت ستذاع لأول مرة في التليفزيون،
أرادت «فايزة» مساعدته في أن يعتمد بالإذاعة وطلبت بنفسها رئيس قسم الموسيقي بالإذاعة وكان في ذلك الوقت، أحمد حسن الشجاعي، الموسيقار المعروف عنه التشدد، وحددت معه موعدا وبالفعل تم اعتماد سلطان في الإذاعة، وكان هذا هو بداية طريق شهرته.
تطورت علاقتهما وتوجت بالزواج.
وتزوجت الفنانة فايزة أحمد من الملحن محمد سلطان، عام 1963 وتم عقد قرانهما في الشهر العقاري وشهد على العقد موظفين بالمصلحة وكان هو الزوج الثالث بعد نعامى السوري، والد ابنتها فريال، ومختار العابد، الذي أنجبت منه أكرم وأماني.
أنجبت فايزة من سلطان التوأم الطيبات عمرو وطارق المتواجدان حالياً في فرنسا .
ولازال حتى يعيش في منزل الزوجيه بجاردن سيتي بالقاهرة والملئ في جميع أركانه بالصور للراحلة فايزة أحمد وصور الذكريات التي تجمعهما
وقال الموسيقار محمد سلطان عن ” فايزة أحمد انها لم تترك فراغًا فنيًا في مصر والوطن العربي فقط، لكنها تركت فراغ أكبر بداخله وكل الموهوبين الكبار كانوا طفرات لن تتكرر، وهؤلاء المميزين تركوا علامة وأثر وعاشوا في أعماق وقلوب الجمهور، منهم أم كلثوم وعبدالحليم وعبدالوهاب وغيرهم من العظماء”.
وأضاف الموسيقار الكبير الزوجة فايزة أحمد كانت إنسانة تلغي نفسها من أجل إرضاء زوجها وأبنائها، فكانت تقول: “أنا مش عاوزة أي حاجة خالص غير إنك تبقى سعيد”.
واستكمل: “فايزة تركت أثرا بداخلي كإنسان، فكانت زوجة مطيعة بطريقة لا تصدق، حتى أنني كنت أتعجب من كل هذه الطاعة، فترد قائلة إن رأيها ورأيه واحد، وطالما أن هناك أمرا يرضيه فهي توافقه”
وأشار إلى إن الفنانة الكبيرة كانت تحب القطط والكلاب والخيول، وكانت تحب الحياة بشكل كبير، هذا إلى جانب تدينها، متابعا: “فايزة كانت متدينة جدا، ومكانتش بتسيب فرض”.
وصرح الموسيقار الكبير أن أكثر ما لفت انتباهه في “فايزة” في بداية تعارفهما هي صراحتها ووضوحها، هذا بالإضافة لكونها مضحية فلم تعرف الأنانية طريقا لقلبها أبدا.
وأكد أنه لم يفكر ولو لحظة واحدة أن يتزوج بعد رحيل فايزة أحمد ، قائلًا: “لدينا ولدين توأم، وهم أجمل ما في حياتي، وأحبهم كثيرًا وأشعر أنهم دنيتي كلها، وأنا لست طماعا حتى أطلب من الله أكثر من أنه أعطاني فايزة أحمد ولهذا لم اتزوج بعدها “.
واختتم حديثه قائلًا: “فايزة كانت دمعتها قريبة جدًا، وكانت متواضعة وبتحب زملائها جدًا، وبتحب الخير وتعطف على الغلابة، وكانت صادقة جدا في تعبيرها، أنا بقول الحقيقة أمام الله، كل الحاجات الحلوة كانت في فايزة أحمد.