خبايا الأيام

بقلم – شجون حسن

بأي نعمة من النعم تمن الحياة علي قلب إنسان ينتقل فيها من ظلمة الرحم إلي ظلمة العيش إلي ظلمة القبر وخبايا وأسرار المقابر كالذي التقمه الحوت فأصبح في ظلمات بعضها فوق بعض ،وأي صنيعة من الصنائع أسدتها الأيام إلي إنسان يظل فيها من مهده إلي لحده يفتش عن ساعة راحة يثلج به صدره ، فلا يعرف لها مذهباً ولا يجد لها سبيلاً.
إن كان غنياً التفت حوله القلوب المضغنة المتصنعه ، وأمتدت إليه الأيدي الناهبة فإما قتلته أو أفقرته ،وإن كان فقيراً عد الناس فقره ذنباً جنته يداه فتتناوله الأكف وتتقاذفه الأرجل وتتجاذبه الألسن حتي يفارق بلا رجعة ،وإن كان عالماً ولع به الحاسدون وتنافسوا في التشهير به ،وأغرو بآثاره وبنفثاته حتي يأتيهم عهده وميثاقه أن يعيش عالماً كجاهل وحياً كميت ،وأن يكتم سر علمه في صدره فلا يفضي به إلي لسان ولا قلم ،أو يموت دون ذلك.
وإن كان كريماً محسناً عاش مترقباً في كل ساعة ليله ونهاره شر الذين أحسن إليهم ،إما لأنه منحهم أولاً ثم منحهم أخراً ،يحاولون أن ينتقموا منه لأنه أذاقهم لقمة ناعمة ،يتناولون منه الإحسان لأنهم طماعون عن أي بشر تتحدثون ،أين الأخلاق والفضيله والمبادئ أذهبت مع الريح أما ماذا هل من مجيب؟

شاهد أيضاً

“سامي أبو سالم .. صوت غزة الذي لا يخبو تحت الحصار”

  سمير السعد في عالم الصحافة، حيث الكلمات قد تكون أقوى من السلاح، يقف الصحفي …