دفنت الكثير من ذاتي في الأيام التي مرت ولن تعود!!

كتبت : ميسم حاتم حمزة

 

انه الليل.. الرفيق اليومي لذكرياتي، مجرد ذكريات غريبة ومبعثرة، تقلقني وتدفعني الى السهر كل يوم، وأنا.. من أنا غريبة عن حالي وامنياتي طفلة كبرت تصارع الخوف، تحلم، تتمنى، تنكسر، ثم تعود لتعمل على لملمة الجراحات وتحلم من جديد وتتمنى من جديد لتنكسر مرة اخرى…

فمن أنا ما عدت اعلم … ايام تمر فارغة، واحلام عاشت في الظلام، وامنيات لم تر النور، وللمرة الأولى مسكت قلمي كعادتي لاداعب الورق بامنيات أتمنى تحقيقها، والم اريد ربما تسطيره على ورق يخف قليلا او يتلاشى …

ولكنني وجدت مخزون حروفي فارغاً، لا أدري ربما فرغ قاموسي من الحروف التي استهلكتها يوميا على مر السنوات ، بعضها في العمل، وبعضها في الماضي، وبعضها في الأمل والامنيات والأفكار التي لا تتوقف عن العبث بما تبقى مني في الإستعداد للمستقبل … فاغمضت عيناي علني احاول البدء من جديد تذكرت …

فانسابت مني الحروف لتسطر المشهد كما هو تذكرت تلك النظرة، تلك اللمعة، ذاك الوجه المغطى بالشعر وتلك الإبتسامة البلهاء التي ارتسمت على وجهي عندما التقيته للمرة الاولى… وتذكرت حالي… نعم أنا…

فيعود بي الزمن إلى ذكريات جميلة جمعتني بأشخاص كانوا موجودين في حياتي ورحلوا ، رحلوا وكأن شيئاً لم يكن، رحلوا ليتركوا القلب يصارع الذكريات المؤلمة التي أحاول التخلص منها عبثاً فكلما اختليت الى ذاتي انقضت عليي كالذئب الكاسر لتجعلني استيقظ من جديد ,,, وادخل في دوامة لا نهاية لها مهما حاولت..

وكيف أحاول ، وما الذي على قلبي أن يتناساه ليشعر بأنه بخير، فاجلس لاعد تلك الأيام التي لا اعرف ما الذي ستحمله لي بعد اليوم ،، لاحاول مواساة قلبي على الم الماضي واعده بأيام قد تكون أجمل، ولكنني ما البث أن أكتشف انني قد تغيرت…. تغيرت كثيراً فقد دفنت الكثير من ذاتي في تلك الأيام التي مرت ولن تعود، وفقدت الكثير من براءتي مع الوقت، فمع كل دقة من دقات القلب حكاية، وذكرى، يوما جميلة ويوما قاسية ويوما قاتلة..

شاهد أيضاً

“مذكرتا اعتقال بحق نتنياهو وغالانت .. بين الرمزية والاختبار الجاد للإرادة الدولية”

  سمير السعد في خطوة تعد سابقة في سياق الصراع الفلسطيني العربي الإسلامي _ الصهيوني …