ديون تدفعونها من اعراضكم

بقلم – هنا عبد الفتاح
ربما تتحدث مصر كلها الآن عن المعتدي على طفلة المعادي في واقعة وثقتها بعض الكاميرات, وانقذتها سيدة من عظيمات مصر السيدة التي تستحق أن يقدم لها الف تحية ويرفع لها الف قبعة.. لأنها لم تتهاون في أخذ حق الطفلة الصغيرة.. الطفلة التي تهاون أهلها في حقها واجبروها على التسول في بعض الميادين بدل من أن يهتموا بالنعم التي أنعم الله عليهم بها؛ وهي الأبناء فيحسنون التربية والتعليم لهم.
ربما يعترضني بعض الأشخاص الآن وأنا أكتب ليصيح بي ويبرر أن الفقر هو من جعل الأهل يفعلون ذلك بأبنائهم.. فأقول لهم سيدي او سيدتي رويدك قليلا فكم من فقير في مجتمعنا أصبح عالماً، وكم من معدوم أصبح ذو مكانة رفيعة، فلا تتهم الفقر وهو برئ من ذلك، وكم القصص المصرية التي تحكي لنا عن موت الأب ولم تضع الأسرة بعده، فالسيدة المصرية تضم جميع الأبناء وتحضتنهم وتعمل وتشقي لأجل أن يصير الأبناء ذو مكانة رفيعة في المجتمع تفتخر بهم وتفتخر بمجهودها وحصادها فيهم..
لدينا مثال لأمهات عظيمات فعلن ذلك. انما الطمع وتجميع الأموال بلا تعب أو مشقة هو السبب. فبعض المتسولين يهرولون وراء اطماعهم لحصد الاموال الطائلة ولا يتنزهون، في أن يظل أولادهم وبناتهم في الشوارع لأوقات متأخرة من أجل التسول، فيصبح لدينا فئة من الشباب لا علم ولا عمل لديها عالة على المجتمع..
دعنا من كل ذلك. هل لك أن تتخيل كم الاذي الذي وقع على الطفلة بسبب الاعتداء، وهل نعلم أن كان ذلك هو أول اعتداء من ذئب بشري أم سبقه غيره من الذئاب.؟.
هل تعلم أن الطفلة إذا صارت شابة كم من النقم التي ستظهرها على المجتمع بسبب ما تعرضت له؟ . كل تلك الأسئلة وأكثر، تدور في ذهني منذ أن شاهدت الواقعة.. ولكن عزيزي القارئ هل مرت عليك يوماً مقولة على إبن أبي طالب ” كل الديون تدفع من جيوبكم إلا الاعراض من اعراضكم”. فلا يفضح الله عبدا من أول مرة, بل يتركه مرات لعله يتوب حتى تضجر الملائكة فيقول لهم الله لعله يتوب فإذا أصر العبد على الذنب عاقبه الله .
إذا كان الذنب خاص بالعرض، سيدفعه المرتكب بنفس الجرم الذي ارتكبه، وذلك لا يتعارض مع قول الله عز وجل “لا تزر وازرة وزر أخرى”. فان الله لا يحاكم نفسا بريئة بما ارتكبه غيرها، وانما سيدفع نفس جرمه من عرضه ..
المجتمع الشرقي لديه فلسفة غريبة وغير منطقية على الإطلاق، وهي أن الرجل أن يفعل ما يفعل من معاصي خارج بيته وربما تسمح له زوجته بالزني، على الا يتزوج عليها، وأن يلبي لها ولابنائها رغباتها، إذن فالاسرة جميعاً مشتركة معه في نفس الذنب والمعصية، وهناك قاعدة عامة في الشريعة الإسلامية بخصوص جريمة السرقة تقول (من أشتري سرقة، وهو يعلم أنها مسروقة فقد شارك في اثمها وعارها) وربما جميعاً يعلم حديث الخمر “لعن الله كل من أشترك فيها”
إذن، إذا كان الرجل الشرقي يخشي على أهل بيته وأسرته أن يمسسهم مكروه..فليتق الله في غيره، وكما يخشي على بناته، فالاولي أن يخشي على بنات الناس.

شاهد أيضاً

“سامي أبو سالم .. صوت غزة الذي لا يخبو تحت الحصار”

  سمير السعد في عالم الصحافة، حيث الكلمات قد تكون أقوى من السلاح، يقف الصحفي …