” رؤية سياسية “

محمود حمدون

خبر كان يستدعي أن تقف أمامه وسائل الإعلام كثيرًا .. ” تقرير للجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء يوم الخميس الموافق الثامن من أغسطس 2019 يؤكد أن : معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين بالمدن انخفض إلى 8.7% في يوليو الماضي مقارنة 9.4% في يونيو الماضي مقارنة بنسبة 33% تقريبا في 2017 . كما انخفض معدل البطالة في الربع الأول من عام 2019 إلى 8.1% مقارنة بنسبة 11.7% عام 2017 ..”

وأكد التقرير على أن : مصر تقترب من نهاية برنامج إصلاح مدعوم من صندوق النقد الدولي”.

فمن الصعوبة أن تصرّح برأي يخالف العوام , وقتها تصبح أنت من المطبّلين بالمصطلح الدارج الشائع الآن حتى لو كنت صادقًا , حتى لو كان رأيك موضوعيًا يستند لحقائق وأرقام..

خاصة وأن أحداث ” يناير 1977 ” شكّلت نقطة ارتكاز لطريق كان ينبغي أن تتخذه ” مصر ” للخروج من خناق اقتصادي رهيب , إصلاح ضروري هو ثمن يجب دفعه وينبغي على أحد أن يتحمّل فاتورته ذات يوم . فإن كان قد أُرجئ وقتها ” يناير 1977 ” بضغط شعبي كبير أو بسوء إدارة وغياب التوعية اللازمة بأهميتة , فإنه أضحى مسألة حياة أو موت لدولة كاملة , فقد تفاقم الوضع وإزداد سوءً فوق سوء بعد ” يناير 2011 ” هبط الاقتصاد بكامله حتى اقترب من الأرض , تعاظمت الكوارث والتبعات من تضخم وانهيار سعر الصرف .. فكان القرار ضرورة تفرضها الظروف .

لكن ..لماذا نجحت قرارات الثالث من نوفمبر 2016 وفشلت نظيرتها في يناير 1977؟

نعتقد أن الفارق هنا ليس زمنيًا , ولا في تغيّر الظروف , قدر كونه يرتبط بالوعي السياسي لمتخذ القرار وبشجاعة المواجهة , فحينما تتخذ قراراً ينبغي عليك أن تتمسك به لأبعد مدى , ألاّ تساوم عليه لقاء مقابل ما , الخلاصة أن مصر كانت تفتقر لرجل قادر على المواجهة , يعمل وفق رؤية سياسية على المستوى القومي , ينظر أبعد من موطئ أقدامه ..

https://www.worldbank.org/en/country/egypt/overview

شاهد أيضاً

محمد حبيب دبلان الحربي: صوت الإبداع في العصر الرقمي

  كتبت: مروة حسن   استطاع محمد حبيب أن يصبح شخصية مؤثرة ومرموقة في مجال …