كتبت . دينا العشري:
شارك معالي الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى أبوظبي للسلم في الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الدولي «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية»، الذي تنظمه رابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة ،تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبمشاركة واسعة من ممثلي المذاهب والطوائف الإسلامية ،
وقد شكر معالي الشيخ في مستهل كلمته الافتتاحية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على رعايتها لهذا المؤتمر كما تقدم بالشكر والتقدير كذلك لمعالي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي على الدعوة الكريمة للمشاركة في هذا اللقاء الهامّ الذي يتميَّزَ بشرف الزمان، وقدسية المكان، وراهنية العنوان.
وأكد معالي الشيخ إن أهمية الوحدة ومكانتها بالنسبة للمجتمعات الإنسانية عامة والمجتمعات الإسلامية خاصة، أمر أجمع عليه العقلاء والعلماء.
والوحدة مفهوم إسلامي عظيم، يشمل بسماحته جميع دوائر الوجود الإنساني، ويغطي جميع العلاقات الفردية والجماعية والدولية، فالإسلام هو دين التوحيد ودين الوحدة، وحدة الشعور والشعائر.
مضيفا أن الأمر بالوحدة النصوص الشرعية هو في حد ذاته نهي عن التفرق، كما أن النهي عن الفرقة هو أمر بالوحدة، كما قرره الأصوليون.
واقترح معاليه على المؤتمرين خمس جسور أساسية للتواصل البناء ونبذ الاختلاف والنزاع.
أولا:جسر أدب الاختلاف وحسن التعامل مع المخالف وتقبل الاختلاف بين الناس كفطرة بشرية، فلا زال البشر يختلفون في الإدراكات ويتباينون في التقديرات والأذواق وهكذا تختلف رؤاهم وتصوراتهم ومشاربهم ومصالحهم.
ثانيا: مبدأ سد الذرائع وهو جسر من هذه الجسور، والأصل في سد الذرائع قوله تعالى: “وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ”.
ثالثا:الجسر الثالث هو القول اللين والشفقة على أهل الملة، وهذا الجسر يحمل المسلم على حسن الظن بالآخرين والتلطف في النصح ومحبة الخير للغير.
رابعا:جسر تفعيل الحوار لأن الحوار من صميم الشرع وهو مصلحة إنسانية؛ ولذا أمر به الباري عز وجل فقال “وجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” وبالحوار يتحقَّق التعارف والتعريف، التعرف على الغير والتعريف بالنفس. وقد أَصّل الإسلام للحوار، وجعله مبدأ أساسياً للتواصل مع الآخر، القريب أو الغريب، المشابه أو المغاير.
خامسا: تعزيز قيمة التسامح حيث وُصفت الشريعة بأنها حنيفية سمحة، كما قال عليه الصلاة والسلام: “بعثت بالحنيفية السمحة”، أي السهلة الميسّرة، حنيفية في التوحيد، سمحة في العمل، بعيدة عن التشدُّد، مرفوع فيها الحرج.