بقلم د : شيرين العدوي
أتوقف قليلا عن مشوار الكتابة في قضايا الأسرة لأكمل في المقالات القادمة. إنه شهر مارس الذي يحتوي على عدة احتفالات بالمرأة والشعر؛ ففيه يوم المرأة العالمي وقد كرمت هذا العام رائدة التعليم الخاص في مصر د/نوال الدجوي من جامعة الدول العربية بدرع المرأة العربية للمسئولية المجتمعية عن التحول الرقمي في مؤسساتها التعليمية فلها كل التحية والتقدير.
وفي هذا الشهرعيد الأم حيث يحتفل الشعراء باليوم العالمي للشعر ولا أعرف ما الصلة بين الأمومة والشعر فربما القصيدة أم الكون وهي الصدر الذي ترضع منه كل الفنون الجمال . على أية حال في هذا اليوم مثلتُ مصر بحثيا وشعريا وكرمت على عدة مستويات دولية في باريس وأمريكا، وشاركت شعريا في منصة موسكو بتنظيم من بينالي الشعرالعالمي بباريس وكان مسؤولا عن هذا التنظيم الشاعر الفذ محمد غرافي فله كل الشكر. أحسست يومها أن السماء تمطر شعرا جميلا. وقد نظمت لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة بقيادة د/ محمد أبو الفضل بدران احتفالية ضخمة على مستوى مصر فله كل التحية. لقد طلق العالم كله حالة الإنكسار واليأس بسبب كورونا وتواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي واستسلم “للفرح المختلس” الذي هو الشعر كما كان يقول أمل دنقل : “أيها الشعر.. يا أيها الفرح المختلس” .
في غمرة هذا الفرح أصابنا الحادث الأليم لتصادم القطارين في سوهاج بغصة كادت تزهق أنفاسنا وقد كنا نسينا مثل هذه الحوادث مع تولى وزيرالنقل الجديد الذي يقوم بتطوير ضخم لشبكة القطارات مما لفت أنظارالعالم كله لمصر. ولكي لا تتكررمثل هذه الحوادث لابد من الكشف الدوري على سائقي القطارات ومعاونيهم،وعمل دورات تدريبية مستمرة علمية وعملية، وفكرية ونفسية، وكشف طبي دوري لتطوير كفاءاتهم المهنية مع رفع رواتبهم وحوافزهم فمثلهم مثل قائدي الطائرات يحملون أرواح أبرياء يجب المحافظة عليها. كما أتمنى عمل إرشادات للركاب كما يحدث في الطائرات للاستعداد والتعامل مع أي موقف للنجاة، وأن يكون هناك طاقم من المضيفين والمضيفات في كل عربة قطار لإرشاد الركاب والعمل على راحتهم والالتفات إليهم في حال عبثهم بالعربات. وفي هذا الإطار يجب الاهتمام بدورات المياه في القطارات و نظافتها المستمرة بتعيين عمال مختصين لهذا الأمر كما يحدث على متن الطائرات؛ فكرامة الإنسان غالية وهو يدفع الضرائب في مقابل مثل هذه الخدمات؛ كما أننا سَنُسَأل عن هذه الأرواح أمام الديان.
ما كدنا نلتقط الأنفاس حتى فوجئنا بالحاوية التي عرقلت سير الملاحة في قناة السويس والتي باشر السيد الرئيس العمل على حلها فورا مما جعل العالم يقف وقفة احترام وتبجيل لمصر ومهما حاول أعداء مصر النيل منها فهي قوية وشامخة وتتجه نحو البناء الحقيقي ويجب أن نشكر الرئيس على الجهود العظيمة المبذول ولكن في نفس الوقت يجب معاقبة المقصرين . وسأترك القارئ مع ما قالته بعض الصحافة العالمية في هذا : نيويورك تايمز : لقد كانت نقطة تحول في واحدة من أكبر عمليات الإنقاذ في التاريخ الحديث . سي إن إن : المصريون نفذوا وعدهم بتحرير المجرى الملاحي الأهم في العالم خلال ساعات. فايننشال تايمز: تعويم السفينة الجانحة أدى لتراجع أسعار النفط. الإندبندنت : مصر سابقت الزمن لإنهاء أزمة السفينة الجانحة. بى بى سي: القاهرة أنقذت العالم من صدمة تجارية دولية. سي إن بي سي : مصر تعود لواجهة العالم..قناة السويس المجرى الملاحي الأهم.لوموند الفرنسية: المجرى الملاحي الأكثر أهمية في العالم في يد كفء وأمينة.