متابعة : ماهر بدر
عملاءنا الكرام،
كان هذا الأسبوع واحداً من أصعب الأوقات على عمليات طيران الإمارات، بعدما تعرضت دولة الإمارات العربية المتحدة لحالة جوية غير مسبوقة.
وعليه، فإنني أتقدم بالاعتذار الشديد لكل واحدِ من عملائنا تأثر بهذه الظروف وتعطلت خطط سفره خلال هذا التوقيت.
ففي يوم الثلاثاء، الموافق 16 أبريل، ضربت عاصفة عاتية دولة الإمارات العربية المتحدة متسببة في هطول أمطار غزيرة بمعدل قياسي يعد الأعلى خلال 75 عاماً، ما أثر على مختلف أوجه الحياة في مختلف المناطق. وظلّ مركزنا الرئيسي في دبي مفتوحاً على مدار الساعة، مع تقليص حركة الرحلات حفاظاً على السلامة، إلا أن المياه التي غمرت الطرق أعاقت قدرة عملائنا والطيارين وأفراد الطاقم والموظفين الأرضيين على الوصول إلى المطار، عدا عن تأثيرها الممتد على حركة الإمدادات الأساسية، مثل الوجبات والمتطلبات الأخرى للرحلات.
وللحد من تداعيات الأحوال الجوية السيئة يوم الثلاثاء، حوّلنا مسار عشرات الرحلات، واضطررنا على مدى الأيام الثلاثة التالية إلى إلغاء نحو 400 رحلة، وتأجيل العديد من الرحلات الأخرى، فيما استمر تأثّر عملياتنا في المركز الرئيسي بسبب نقص الموظفين والإمدادات.
لقد تركزت أولوياتنا على ركيزتين أساسيتين: رعاية عملائنا الذين تأثرت خطط سفرهم، وإعادة عملياتنا إلى وضعها الطبيعي.
وفي إطار الجهود الرامية إلى تحقيق أولوياتنا بتوفير الموارد، والقدرة على التعامل مع العملاء المتأثرين، اضطررنا إلى اتخاذ إجراءات مؤقتة، تمثّلت في تعليق إنجاز إجراءات المسافرين من دبي، ووقف مبيعات التذاكر، وتعليق رحلات الربط القادمة إلى دبي عبر شبكة وجهاتنا.
كما وفرنا مزيداً من الموارد الإضافية لمساعدة فرقنا في المطار ومراكز الاتصال في إعادة تأكيد الحجوزات، وأطلقنا رحلات إضافية إلى الوجهات التي حددنا فيها أعداداً كبيرة من العملاء المتأثرين.
وشارك أكثر من 100 متطوع من موظفينا في رعاية العملاء المتأثرين في صالات المغادرة بمطار دبي وفي منطقة الترانزيت، مع إعطاء الأولوية للحالات الطبية وكبار السن وغيرهم من المسافرين الأكثر تأثراً. وتم حتى الآن تأمين أكثر من 12 ألف غرفة فندقية لاستيعاب العملاء المتأثرين في دبي، وتوفير ما يزيد على 250 ألف قسيمة وجبات، بالإضافة إلى كميات كبيرة مياه الشرب والبطاطين وغيرها من المستلزمات.
وخلف الكواليس، بذل الآلاف من موظفينا في جميع الأقسام أقصى الجهود لإعادة عملياتنا إلى مسارها الطبيعي.
واعتباراً من صباح اليوم، السبت 20 أبريل (نيسان)، عادت جميع رحلاتنا المنتظمة إلى وضعها الطبيعي، وأعدنا حجوزات الركاب الذين كانوا في منطقة الترانزيت بالمطار، وهم الآن في طريقهم إلى وجهاتهم. كما شكّلنا فريق عمل لفرز وجمع وتسليم نحو 30 ألف قطعة من الأمتعة لأصحابها.
وفي ضوء هذه الظروف، فإن الانتهاء تماماً من معالجة بعض تداعيات هذه الحالة الاستثنائية سوف يستغرق بضعة أيام. وعليه فإننا نقدر تفهّم عملائنا وسعة صدورهم.
إننا ندرك تماماً أن استجابتنا لم تكن مثالية، ونتفهم الشعور بالإحباط الذي أصاب عملاءنا بسبب الازدحام ونقص المعلومات والارتباك في المحطات، كما نقر بأن الطوابير وأوقات الانتظار الطويلة كانت أمراً غير مقبول.
وإننا إذ نؤكد التزامنا بتقديم خدمات متميزة لعملائنا، فإننا استفدنا من التجارب التي مررنا بها خلال الأيام القليلة الماضية للعمل على تصحيح الأمور وتحسين عملياتنا.
أود أيضاً أن أثمّن جهود فرقنا في جميع أقسام الناقلة، والموردين والشركاء على جهودهم الدؤوبة على مدار الساعة هذا الأسبوع، على الرغم من الظروف الصعبة، لدعم العملاء، وإعادة العمليات والرحلات المنتظمة إلى وضعها الطبيعي.
ختاماً، أود أن أتقدم مرةً أخرى، بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن جميع الفرق في طيران الإمارات، باعتذارنا لكل عميل تأثر بهذه الظروف.
سنواصل الجهود للارتقاء بخدماتنا إلى مستوى توقعاتكم، والوفاء بوعدنا بالسفر بتميز دائم.