كتبت – ايمان الزغبى
من المفترض أن تكون العلاقة بين الزوجين مقدسة, لأنها مبنية على عقد غليظ , على
سنة الله ورسوله, فيها المودة والرحمة والألفة والطمأنينة التي هي سر النجاح لهذه الحياة
في الزواج تحديداً، ينبغي أن لا تعلو أي حسابات فوق الحب والتوافق بين الأزواج مهما كانت، فإنْ تحقق لأحد الزوجيْن مكاسب وفوائد مادية من الارتباط، استمرت لفترة زمنية قصيرة إلا أنها حتماً ستنتهي بكارثة محقَّقة في ما بعد.
أن علاقة الرجل والمرأة في الزواج يجب أن تقوم على الاختيار والحب والتفاهم والاحترام المتبادل، أما بناؤها على أساس العقل والمنطق، فيدل على وجود مصالح مادية تغيب تماماً المقاييس والمقاصد الأخرى للزواج، وهذا النوع من الزواج تطغى من خلاله المصلحة الشخصية، ويؤدي إلى بطلان أهداف الزواج بين المرأة والرجل التي ترتكز على قيم نبيلة وأهداف سامية، أهمها المودة والرحمة والتفاهم والتعايش والاحترام، فمع تنامي الأنانية والحرص على المصلحة الشخصية أصبح أساس زواج المصلحة هو شركة اقتصادية تقوم على أساس توفير رأسمال مادي، وإلغاء كل المبادئ والأسس الخاصة بالزواج.
أن الزواج الذي يلعب العقل فيه دوراً أكبر من المشاعر سيتعرض إلى الانهيار، بعد أن يحصل أحد الطرفينعلى ما كان يخطط للحصول عليه، فمثلاً عندما يتزوج شاب من امرأة كبيرة في السن، لكنها ثرية وتملك مركزا اجتماعيا، او هدفه الحصول على جنسيه، وكذلك زواج الفتاة من رجل كبير في السن ، وفي الحقيقة هي صفقة ومصلحة قوامها المال والجاه والمصلحه
فارتباط شخصين ببعض حتى تنتهي مصلحتهما ولو بعد سنين يعد إحدى الأمور الخطيرة التي يجب التصدي لها، والتوعية بمظاهرها على المجتمع.
فهناك شريحة اجتماعية كبيرة تلجأ إلى هذا النوع من الزواج، بسبب ضغوط الحياة اليومية، حيث أصبحت المصالح المادية المسيطر الأول والأخير على عقول الشباب،
البعض يصف زواج المصلحه بالذلة وآخرون يعتبرونه مؤلما وموجعا، لانه حب من طرف واحد بين الزوجين، فليس من الغريب ان ترى زوجين احدهما يحب الآخر والطرف الثاني غير مهتم لمشاعر من يحبه، فالزوجة وهي اقرب مثال لهذه الحالة تقدم كل ما لديها من حب وتضحيات وتنازل من اجل ارضاء زوجها ومن اجل ان تنال على قلبه. فقد تغفر له اخطاؤه وتتقبل منه أي تصرف وان كان غير صحيح، وهي من تسعى وتبذل قصارى جهدها لتكسبه، ومع هذا الوضع المؤلم تتأقلم وترضى بالشيء القليل وان كان حقا من حقوقها لكي لا تفقده.
انفاق المراة فى البيت يدخل تحت نطاق زواج المصلحة اذا كان الزوج تعمد فى اختياره على الزوجه الموظفة ، ليس من حق الزوج إجبار زوجته على المساهمة في نفقات المنزل، وأن لكل من الزوجين ذمة مالية مستقلة، وأن قوامة الرجل تفرض عليه الإنفاق على المنزل وعلى زوجته.
فمن ضمن القيم السيئة التي انتشرت في المجتمع إجبار الرجل لزوجته على الإنفاق، أو أخذ مرتبها، وأرجع ذلك إلى انتشار البطالة وارتفاع الأسعار. والظروف المعيشيه المحيطه
فمن حق الزوجة رفع قضية طلاق للضرر..إذا كان زوجها لا ينفق عليها، أو إذا كان يجبرها على الإنفاق، مع إثبات ذلك بشهادة الشهود.
وهناك ثلاث مراحل لتطور العلاقة بين الطرفين فى زواج المصلحه .. الأولى: الحب، والثانية: اللاحب، والثالثة: الكراهية، ففي حالة الحب سواء كان من الطرفين أو من طرف واحد، وفي حالة اللا حب وحالة الكراهية كلها ممكن أن تستمر فيها العلاقة الزوجية ولكن الفرق بينها في نسبة المتعة والسعادة في العلاقة، وقد ذكر الله تعالى حالة الكراهية فقال: (فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)، يعني من الممكن استمرار العلاقة الزوجية حتي ولو كانت في مرحلة الكراهية أو مرحلة اللاحب، لأن الحب متغير، وموت الحب له أسبابه، فلو تمت إزالة أسباب الكراهية تحولت العلاقة إلى اللاحب أو إلى الحب مرة أخرى