بقلم / محمد ابراهيم ربيع
كاتب و محلل سياسي
و في هذه المقالة نستكمل ما ذكرناه في المقالة السابقة رقم 7 من سلسلة قصة وطن حتى يتم تجلية الامر و ما حدث بعد اتفاق الاخوان المسلمين مع بريطانيا للوقوف بجانبهم في تولي حكم مصر و بعدها سيتم نقل اهل غزة و المقاومة الى سيناء….
هناك مشهد لابد ان يذكر و هو وقت اعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية…
اولا رصدت المخابرات الحربية المصرية تحركات للاسطولين الامريكي و البريطاني الى حدود مصر البحرية و تمركزهم بالبحرين الاحمر و المتوسط مع انتشار جماعة الاخوان المسلمين في انحاء الجمهورية بالسلاح و التعامل المباشر في حالة اعلان فائز غير مرشح الاخوان محمد مرسي….
و بالفعل تم تجميع البيانات لقيادات الجيش وقتها على رئسهم المشير طنطاوي… وتم اتخاذ قرار من اصعب القرارات ولكن من اجل الحفاظ على مصر و هو… بعد فرز النتائج و فوز احمد شفيق بختيار الشعب تم اعلان فوز مرسي تجنبا لحدوث صراع يؤدي الى دمار مصر من الداخل من خلال حرب اهليه تتبناها الاخوان بمساعدة امريكا و بريطانيا… فكان لابد من التفكير بسيناريو اخر لاستعادة مصر من الارهاب و التدمير الذي كان سينشأ لا محالة باستعدادات مسبقة للتعامل المباشر….
فقام الاخوان بحكم مصر برغم انهم كانوا غير فائزين بمقعد الرئاسة لكي يسعدوا و ينفذوا ما طلب منهم….
قامت بعدها المخابرات الحربية بزرع اللواء عبد الفتاح السيسي و نشر اخبار بأنه من الخلايا النائمة داخل الجيش الذي يتبع فكر الاخوان المسلمين و قد قام بالدور على اكمل وجه حتى قربه جماعة الاخوان منهم ظنا منهم انهم يتبع لفكرهم….
بعدها مباشرة تحركوا لاحكام القبضة الاخوانية على مفاصل الدولة و خصوصا جيش مصر….
فقد قاموا بالاطاحة بالمشير طنطاوي و تعين المشير عبد الفتاح السيسي لقيادة الجيش و قد حدث فرحة كبيرة داخل الجماعة بعد هذا القرار….
تم العمل من قبل المخابرات الحربية و المخابرات العامة لتصدير مشاكل كبيرة لجماعة الاخوان المسلمين لكي يفقدوا الثقة مع المواطن المصري نفسه… وهذا ما حدث بالفعل…
ثم تعاون قيادات الجيش لاحكام القبضة الامنية على الدولة و بالاخص جماعة الاخوان المسلمين ووضعهم تحت الرقابة و مراقبتهم…
بعدهم قامت جماعة الاخوان المسلمين بستدعاء قيادات حماس لتمرير الاتفاقية و الاتفاقات لتهيئة سيناء لاستقبال اهل غزة بجميع فصائل المقاومة….
ولكن بفضل الله لم يستكمل المخطط ووالاتفاقات برغم دخول بعض الفصائل الاخوانية من اهل غزة الى جبل الحلال ليحتلوا منطقة كبيرة من سيناء ولكن بالجبال ليشكلوا خلايا ارهابية و تكون شوكة في ظهر مصر وايضا ضمان جماعة الاخوان المسلمين ان يكون لهم جناح عسكري يتبع لهم دون الجيش…..
بعدها مباشرة و بعد وقوف الشعب مع الجيش و عمل المناوشات الداخلية…. قام المشير عبد الفتاح السيسي للم جميع الطوائف حتى تصبح قوة داعمة لاتخاذ اي قرار…
وكانت هذه الامور في قمة الذكاء و اجتماع الكل على فشل الاخوان في ادارة الدولة… ثم الدعوة لعمل انتخابات اخرى مبكرة….
وكان معلن مسبقا ان جماعة الاخوان المسلمين سترفض هذا الامر شكلا و موضوعا… لكي تصبح جماعة الاخوان المسلمين جماعة لا تراعي مصالح الدولة بل بالعكس يكون هناك نقمة من الشعب عليهم و تفويض الجيش للتعامل مباشرة… و قد قام بعض الافراد لعمل استمارة تمرد لتفويض الجيش في ازاحة الاخوان المسلمين من الحكم ولكن بتفويض الشعب…
والذكاء هنا هي رغبة الشعب حتى لا يكون انقلاب عسكري يحدث من خلاله عقوبات على مصر….
وقد نجحت المخابرات الحربية و المخابرات العامة و القوات المسلحة في هذا الامر جيدا وبالفعل تم القاء القبض على مرسي و بعض قيادات الجماعة في ضربة هي الاكبر لجماعة الاخوان المسلمين…. لكي يسدل الستار على المخطط المرسوم لتدمير مصر….
وهكذا تم استعادة مصر مرة اخرى لاهلها و القضاء على المخطط و لكن بدأت مرحلة هي الاخطر على مصر و هي انتشار و تصدي جماعة الاخوان للدولة و اعتصامهم بميدان رابعة العدوية و تحرك الجماعات المسلحة التابعة لهم المتمركزة بجبل الحلال و التعامل بكل قسوة في مواجهة افراد الجيش والشرطة و العمل على قتلهم دون رحمة لتهديد مصر ظنا منهم ان بهذه الاعمال الارهابية سترضخ مصر للافراج عن القيادات الاخوانية وارجاعهم الى حكم مصر….
و نكتفي بهذا القدر و سوف نشرع في تفنيد باقي الاحداث في المقالة القادمة ان شاء الله فكونوا معنا لان الاحداث ستكون احداث ساخنة للغاية لكي نعلم كيف قام القيادات السياسية من الجهات الامنية و المخابراتية على رأسهم المشير عبد الفتاح السيسي في تحمل المسؤولية كاملة و تحمل الصعوبات لاستعادة مصر و العبور بها الى بر الامان برغم التحديات الكبيرة من الداخل و الاصعب هو مساندة امريكا و بريطانيا من الخارج….
نسأل الله العظيم ان يحفظ مصر و اهلها
محمد ابراهيم ربيع
كاتب و محلل سياسي