سلسلة مقالات “قصة وطن”2

بقلم / محمد ابراهيم ربيع

كاتب و محلل سياسي

فهذه هي المقالة الاولى للرد على اول سؤال كان يشغل و مازال الشارع المصري يتحدث فيه…

و للاسف مازالت تتخذه بعض المنصات الاعلامية كل فترة لتوسيع الفجوة بين الشعب و القيادة السياسية لتوجيه الرأي العام ضد القيادة السياسية دون علم بما حدث في هذه الفترة او سبب التصريحات او القرارات المتخذة…

و مع اول سؤال نستطيع ان نفند الرد عليه و لكن بكل شفافية و مصداقية كاملة و هو  :

لماذا بعد تولي معالي رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي قال لفظيا اتمنى ان يصبر المواطنين سنتين فقط لكي يحدث نمو اقتصادي  و لم يحدث شيء؟؟؟

الاجابة:

اقول انني كنت مثلي مثل اي مواطن يتعجب من هذا التصريح و كنت صراحة اجد في نفسي غصة مثل الجميع …

حتى جاء يوما قدرا بدون موعد و جلست مع الاب الروحي لي اللواء اسماعيل مكي… و تبادلنا اطراف الحديث فسألته هذا السؤال و كنت ساخط سخط كبير صراحة و لكني احب ان اتناقش لكي افهم الامور جيدا لانني لا احب سياسة القطيع…..

قالي : لي لفظيا ما رأيك في اداء معالي رئيس الجمهورية ؟؟؟

قلت  : مثلي مثل بقية المواطنين اعتب على معاليه في بعض التصريحات وخصوصا الوعد بسنتين حتى نرى نتائج.

قال: هل تعلم عمل معالي رئيس الجمهورية قبل توليه الرئاسه؟؟؟

قلت  : نعم بالمخابرات الحربية.

قال  :  سؤال و بما اني تعاملت مع هذا الجهاز الوطني واعلم ابعاد اي شخصية تنضم له جيدا… هل تعتقد ان شخص كان قيادة في المخابرات الحربية يتحدث او يقول اي كلام يحسب عليه؟؟؟

قلت  :  من المفترض ان كل كلمة محسوبة و خصوصا انه رجل مخابرات واكيد كان سيزداد حرصا بعد توليه منصب رئيس الجمهورية.

قال  :  احسنت.

قال  :  اني اعلم شخصيتك جيدا تحب ان تعلم الحقيقة حتى ولو كان بها عور صحيح  .

قلت له نعم  .

قال  : اذا ركز معي الان لكي اعلمك ببعض الحقائق الخفية.

قال  :  من المفترض انك مطلع على ما حدث في مصر بداية من الخريف العربي 2011 و كان المقصود منه تقسيم دول المنطقة الى دويليات متناحرة داخل كل دولة….

لكي تحدث صراعات كبيرة.. فيتم القضاء على ابناء الدولة الواحدة بعضهم ضد بعض بسبب هذه الصراعات و امداد الجميع بالسلاح دون تدخل من اعداء الوطن تمهيدا لتعديل خريطة الشرق الاوسط ليكون الشرق الاوسط الجديد….

ثم جاء الضوء الاخضر للاخوان المسلمين من دولة بريطانيا تحديدا لقيادة زمام الامور و كانت الاخوان بسبب هذه الاتفاقات قد وحدوا ضالتهم في حكم مصر… وكان هذا هو الاهم عند الاخوان…

ولكن ما كان في الكواليس و الغير معلن هو الاتفاق المبرم بأخذ جميع الفصائل الجهادية الفلسطينية التي تتبع الاخوان المسلمين الى سيناء تحت ولاية المرشد العام للاخوان المسلمين و هذا كان اتفاق نهائي.

تم رصد هذا المخطط جيدا من المخابرات الحربية و الذي كان مكلف بهذا الملف مجموعة وطنية من جهاز المخابرات الحربية على رأسهم الفريق عبد الفتاح السيسي و الذي تم ترقيته لرتبة مشير حتى يضمنون الاخوان  ولاءه لهم…… ظنا منهم ان معاليه يبيع الوطن من اجل حفنة من المصالح الشخصية….

تم التعامل سرا بين جميع الاجهزة الامنية بالدولة بقيادة المخابرات الحربية…

حتى جاء وقت الحسم للقبض على عملاء بريطانيا من الاخوان على رأسهم المرشد و جميع قيادات الجماعة بعد احكام القبضة الامنية عليهم… و قد رأينا تسترهم خلف كثير من الشباب المغرر به في رابعة العدوية….

و بفضل الله تم استرداد مصر مره اخرى و النجاة  الغير مكتملة من مخطط تقسيم البلاد و اعلان ولاية اسلامية بسيناء…

و بعد تولي معالي رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي منصب الرئاسة…. كانت هناك امورا خطيرة جدا بالدولة من ضمنها الارهاب الكامل في سيناء و الارهاب الداخلي في جميع محافظات الجمهورية بسبب انتقام الاخوان المسلمين من جموع الشعب المصري بعد تكفير الجميع واباحة دماء الجميع….

كان هناك ايضا امرا هام و هو المطالب الفئوية في جميع مؤسسات الدولة دون وعي…..

فإذا نظرنا لحال الدولة وقتها سنعلم اننا خرجنا من ثورتين  مع عدم احكام القبضة الامنية و هيبة الدولة….

فكان لابد اولا ان نسترد مصر من كل هذا…. لكي ترجع مصر دولة حقيقية كما كانت…. و للعلم تم تهريب كثير من العملة الصعبة في ظل هذه الفوضى تحت مباركة الاخوان و كثيرا من الخونة داخل مصر حتى اصبحت مصر دولة مهلهلة….

فكانت من الحكمة بعد التشاور مع الجهات الامنية ان يتم تهدئة الرأي العام نسبيا…

فبعد تصريح معالي رئيس الجمهورية… ان الجميع عليه ان يصبر سنتين فقط…

حدث بعد هذا التصريح  الهدوء النسبي المطلوب بالدولة….

و كانت النتائج التي ترتبت على هذا التصريح هي  :

– القضاء على الارهاب في سيناء بعد مواجهة كبيرة بين القوات المسلحة و الارهابيين في سيناء و قد ضحى الجميع بالغالي و النفيس حتى استردادنا سيناء بالكامل و تم تطهير جميع البؤر الارهابية هناك….

وقد شرفت بالجلوس و الاستماع للعميد محمود موسى الغنام الذي كان من ضمن قيادات الخطة الشامة للقضاء على الارهاب مع توأمه المتماثل العميد احمد موسى الغنام….

وقت سمعت اهوال مما حدث هناك وكيف ذهب الجميع حاملين اكفانهم على ايديهم من اجل الحفاظ على مصر ولولا خشيتي من طول المقالة لسردت لكم بعض الامور… ولكن الجميع يعلم جيدا ما حدث و كيف ضحى المنسي و رجالته و غيرهم من شرفاء الوطن  بأرواحهم الشريفة من اجل ان نعيش جميعا في هذا الامان….

–  قام قطاع الامن القومي بملاحقة الارهابين داخل مصر و قد ضحى الكثير بأرواحهم للحفاظ على الامن القومي على سبيل المثال ابن بلدي المقدم محمد الحوفي التي اغتالته نيران الغدر…

– تم احكام القبضة الامنية كاملة على كل شبر في مصر و اعادة هيبة و هيمنة الدولة على جميع المؤسسات و الشارع المصري بفضل الله……

لكي نسترد دولة مصر مرة اخرى في غضون اقل من سنتين بعد تصريح معالي رئيس الجمهورية….

فهل علمتم الان لما صرح معالي رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بهذا التصريح؟؟

اقول ان ليس كل ما يعلن حقيقة وليس كل ما يعلم يقال في وقتها….

فالقيادة السياسية و الجيش و جميع الجهات الامنية تضحي من اجل الحفاظ على الامن القومي المصري…

و لكن احب ان اقول ان ادارة الدول ليست كإدارة مؤسسة او بيت صغير ….

فلا سبيل في ادارة الدول الى الخطأ او التصريح بدون وعي او التعامل بعنترية او بعاطفة او بصراحة مطلقة…

لان اعداء الوطن يرصدون كل حركة و سكنة داخليا لنيل الهدف الاكبر و هو تدمير مصر لا قدر الله… و هذا لن يحدث ابدا بفضل الله…

واخيرا وليس اخرا اتمنى ان اكون وضحت هذا الامر بطريقة سهله و بسيطة…

لكي يعلم الجميع ما تحملته القيادة السياسية من انتقاد و تهكم دون علم.. لكي تعبر بسفينة مصر الى بر الامان….

اقول لحضراتكم انه من الواجب الان ان ندعم القيادة السياسية و الجيش في الايام القادمة لانها هي الاصعب على الاطلاق و النفق المظلم و الضبابي….

لكي يكون الجميع جيش مصر… يشكل درع و سيف للدولة المصرية للتصدي لهذا المخطط الشيطاني و لكن بوعي تام و حقيقة مطلقة…

اقول كما اقول دائما…. نحن لا ندعم اشخاص ولكن ندعم وطن…

لان الاشخاص زائلون و يبقى الوطن شاهد على الجميع…

حفظ الله مصر و اهلها و سائر بلاد المسلمين

محمد ابراهيم ربيع

كاتب و محلل سياسي

 

 

شاهد أيضاً

blank

هل ستغرق قبرص في أزمة المنطقة بسبب امريكا واسرائيل؟

  يوسف حسن – باتت أبعاد الحرب التي أججت نيرانها إسرائيل تتوسع، في البداية، كان …