بقلم / محمد ابراهيم ربيع
كاتب و محلل سياسي
المقالة الثانية في الرد على السؤال الثاني و هو:
– لماذا اقترضنا من صندوق النقد الدولي؟؟؟
اقول بداية بعد ان نجحت مصر من النجاة من تدمير و تقسيم محقق مثل باقي الدول بالمنطقة بفضل الله و الخروج من ثورتين كانا كفيلتن بهذا التدمير….
ثم استرداد سيناء بالكامل من الجماعات الارهابية…. و سيطرة الدولة مرة اخرى و ارجاع هيبتها و العمل بحترافية كبيرة على فرض السطوة الامنية مره اخرى … لكي تعود مصر دولة حقيقية بمؤسسات قوية بفضل الله…
فكان لابد من تغير سيناريو التدمير سريعا و العمل عليه من اصحاب المخطط…
قاموا بالتعاون مع بعض الخونة داخل مصر بسحب جميع الدولارات الخاصة بهم من البنك المركزي المصري بعد رفع سقف التحويلات الى الخارج من بعض البنوك خارج مصر حتى تم سحب اكثر من 22 مليار دولار بحجة استيراد بعض الامور و لم يتم ارجاع اي دولار مره اخرى…
من اجل ذلك بعدها مباشرة بوضع قيود على الاستيراد و التصدير و ان يكون من خلال البنك المركزي مما اثار غضب البعض و هم لا يعلمون سبب هذا القيد….
ثم سحب الودائع التي تخص دولتي السعودية و الامارات تحديدا…
و اطلاق الشائعات لتحطيم نفسية المواطنين و تحريضهم على الدولة…. بكلام يحزن القلب و خصوصا انه خرج من دول شقيقة….
حيث صرحوا بان مصر هي دولة العوز و كأننا دولة صغيرة لا نستطيع ان ندير او نفعل اي شيء الا بالمعونات الاتيه منهم…
فكان على حسب علمي من بعض المصادر الثقات انه لم يتبقى بالبنك المركزي بعد كل هذه الامور الا ستة مليارات دولار او ازيد قليلا….
وحيث ان مصر تستورد سلع رئيسية تتعدى السبعون في المائة من الاحتياجات الهامة للمواطنين…
فكان لابد من وجود حل سريع و ان يكون هناك مخزون استراتيجي يكفي لستة اشهر قادمين…. و هذا الامر ثابت عند القيادة السياسية للحفاظ على الامن الغذائي المصري….
فلم يكون هناك سبيل للحفاظ على الامن الغذائي المصري حتى وان غلى سعر السلع… ولكن الاهم ان يكون متوفر داخل الدولة دون اشعار المواطنين باي امر للحفاظ على الهدوء و عدم الاضطرابات داخليا…
فكان لم يتبقى امام القيادة السياسية الا صندوق النقد الدولي لسد العجز هذا….
فقامت القيادة السياسية بالاقتراض مضطره لتوفير الامن الغذائي المصري ولكن كانت هناك شروط مجحفة للغاية و لكن قبلنا بها لكي يستتب الامر داخل مصر لان وقتها لم يكن سبيل الا الاقتراض من صندوق النقد بعد ان ادار ظهره لنا الجميع للاسف و خصوصا الاخوة الاشقاء….
وهذا كان امرا لابد منه ولكن للاسف….
و كالعادة حينما لا تعلم الحقيقة يتم التحدث باسلوب غير لائق و يتم اتهام القيادة السياسية و مؤسسات الدولة بطريقة كبيرة خاصة من الاعلام المغرض….
لكي يتم بث ازمة الثقة بين المواطنين و القيادة السياسية… والهدف الاكبر هو احداث فوضى كبيرة داخل مصر لانهم ليس لديهم اي فرصة لدمار مصر الا بتوجيه الرأي العام ضد الدولة لاشعال فتيل الفوضى و الثورات…..
وللاسف كالعادة تتحمل القيادة السياسية المسؤولية كاملة لكي تعبر بمصر بر الامان دون التحدث في الامر برغم كم الهجوم الذي حدث عليها…
فأقول ليس كل ما يعلن حقيقة و ليس كل ما يعلم يقال…
نحن لا ندعم اشخاص ولكن ندعم وطن….
لان الاشخاص زائلون و يبقى الوطن شاهد على الجميع….
حفظ الله مصر و اهلها
محمد ابراهيم ربيع
كاتب و محلل سياسي