بقلم / محمد ابراهيم ربيع
كاتب و محلل سياسي
و هذه هي المقالة الخامسة في هذه السلسلة بعد ان قدمنا مقالة كمقدمة لكي نشرح فيها سبب هذه السلسلة…
و هذه المقالة هي الرد على السؤال الرابع والذي شغل الكثير من المواطنين…
و كان من الاهمية بمكان ايضاحه جيدا لان وسائل الاعلام المغرضة اتخذته لاشعال الفتن ضد الدولة وهو :
لماذا حدث تخفيف الاحمال و انقطاع الكهرباء في اشهر معينة و خصوصا فصل الصيف الماضي… برغم التصريحات التي تقول بأننا حققنا اكتفاء ذاتي من الكهرباء بل من الممكن ان نصدرها ؟؟؟
اقول ان ماحدث من تخفيف احمال في الصيف الماضي ما بين ساعة او ساعتين كان له حكمة بالغة من القيادة السياسية !!!
نعم اقول كان له حكمة بالغة من القيادة السياسية !!!
تعالوا معي لكي نفهم ما حدث حتى اقول انها حكمة بالغة من القيادة السياسية…
اولا:
الشركة القائمة على استخراج الغاز من حقل ظهر قامت بأمر غريب بعض الشيء من وجهة نظري و هو عمل اكثر من بريمة على نفس الحقل و قدموا تقارير ان المخزون الاحتياطي للحقل كبير للغاية مما يجعلهم يقوموا بعمل اكثر من بريمة ؟؟؟
ثانيا:
هناك ايضا اتفاقية بين مصر و قبرص و اليونان و اسرائيل على حقول شرق المتوسط بأرسال الغاز الى مصر لتقوم المصانع المخصصة بعمل إسالة الغاز…
ثم يتم تصديره للخارج مره اخرى ولكن بعد حصول الاربعة دول بالاتفاقية على الغاز المسال لسد الاحتياج الداخلي لهم اولا ثم تصدير المتبقي من الغاز المسال لصالح الاربعة دول…
و مع بداية حرب طوفان الاقصى ادركت القيادة السياسية و الجهات الامنية بمصر رصد مخطط سيكون له اثر سلبي كبير داخل مصر و هو خطر على الامن القومي المصري…
وهو ملف الكهرباء و خصوصا في فترة الصيف لكي تحدث فوضى كبيرة بسبب هذا الملف المهم بالدولة….
و ادركت القيادة السياسية وقتها ان هناك امر يدبر للدولة… بسبب اولا عدم ارسال حمولة الغاز من دول قبرص و اليونان و اسرائيل كما متفق عليه بحجة الحرب….
ثم علامة الاستفهام الغريبة من وجهة نظري و هي عدم استخراج الكمية المحددة من حقل ظهر كالمعتاد و هذا الامر لا استطيع تقيمه هل كان متعمد ام سوء تقدير و خطأ غير مقصود؟!!!!
ثالثا:
ضرب الحوثيين للسفن التجارية بحجة انتصارهم لصالح اهلنا بغزة…. و كان الهدف من ذلك هو الحد من الملاحة في قناة السويس او اقول ايقافها تماما… للحد الكبير من دخول العملة الصعبة لمصر….
حتى اذا نفذ مخزون الغاز المسال داخل مصر.. وقتها لا نستطيع ايضا استراد الغاز من الخارج بسبب عدم توفر عملة صعبة لهذا الامر مما كان سيتسبب في الازمة التي تم الترتيب لها بمكر كبير….
و فضل من الله قامت القيادة السياسية بأدراك الامر جيدا…. فقامت على الفور مع المختصين بهذا الملف بعمل تخفيف للاحمال مبكرا جدا….
و هذا التخفيف المبكر كان سبب رئيسي في افشل مخطط كبير على مصر…
و هو ان يأتي شهر معين على مصر اكثر شدة في الحرارة فيتم قطع الكهرباء لاكثر من عشرة ساعات يوميا….
مما كان سيتسبب في تنفيذ مخطط كبير على مصر و هو عمل فوضى كبيرة و كانت من الممكن ان تصل هذه الموجة لثورات اذا تم انقطاع الكهرباء لاكثر من عشرة ساعات يوميا في الحرارة الشديدة بالصيف..
مع العلم انه تم عمل محطات كهرباء و بنية تحتية كبيرة جدا في هذا الملف الهام و لو وجد امدادات من الغاز لتشغيل جميع هذه المحطات كنا نستطيع بفضل الله ان نمد اوروبا او افريقيا بالكامل بالكهرباء الازمة لهم ….
ولكن بعد وصولنا لمثل هذه الانجازات كان لابد ان يوقفوا الاعداء تقدم الدولة بطريقة غير مباشرة بل يتخذوها ضدنا عن طريق ببث الشائعات المغرضة لاحدث الفجوة و ازمة الثقة بين المواطن و القيادة السياسية….
من اجل ذلك علمتم الان لما ذكرت انها كانت حكمة بالغة من القيادة السياسية…
و انا اقول دائما لاهلنا في مصر لا تتعجلوا ابدا في الحكم على القرارات المتخذة او تسمعوا لاي ناعق حقير يوجه الرأي العام ضد الدولة… لان ما يحدث حولنا الان من مخططات يتوقف عند الحدود المصرية…
لانهم يخشون مواجهتنا عسكريا برغم ان مصر هي الدولة المحورية بالمخطط الشيطاني الذي يدار بالمنطقة….
ولكن يقوموا بعمل سيناريو اخر وهو التضيق علينا اقتصاديا… و افتعال الازمات ضد الدولة و بث الشائعات المغرضة و عمل حرب اعلامية كبيرة…. حتى يتم عمل فوضى داخلية او عمل ثورات ان استطاعوا حتى يتم تدمير مصر داخليا حتى نكون لقمة سائغة في ايديهم…. وهذا لن يحدث ان شاء الله….
ولكن اعلموا ان الامور تتصعب علينا و خصوصا اقتصادية كلما مر وقت… لان المخطط محدد بتوقيت زمني… لانه مخطط ديني يتم العمل عليه منذ سنوات بعيدة…
و لولا فضل الله علينا جميعا و انه هو الحافظ لمصرنا… ما ابصرت القيادة السياسية و الجهات الامنية و الجيش بحقائق هذه الامور الشيطانية قبل وقوعها…
و لكان من الممكن ان نصل لما وصلت اليه باقي الدول المجاورة… أن نكون لاجئين بالدول… نتكفف الناس بعد ان نفقد الاهل والاحباب مثل ما فعل مع الدول التي تم تدميرها حولنا …..
افيقوا يرحمكم الله والتفوا خلف القيادة السياسية و الجيش لكي نعبر بمصر بر الامان في هذا التوقيت العصيب و عنق الزجاجة كما اقول….
واخيرا وليس اخرا ليس كل ما يعلن حقيقة وليس كل ما يعلم يقال…
“نحن لا ندعم اشخاص… ولكن ندعم وطن”
لان الاشخاص زائلون و يبقى الوطن شاهد على الجميع….
حفظ الله مصر و اهلها
محمد ابراهيم ربيع
كاتب و محلل سياسي