اخبار عاجلة

شيرين العدوي تكتب ” قاتلة الأبناء “

لقد فجعت منذ أيام قليلة بحادثتين تخص معاملة الأطفال على موقع الوطن الإخباري: الأولى كانت لأب يعذب طفلتيه الصغيرتين صاحبتي ال 13 عاما وال 7 أعوام المعاقتين ذهنيا حيث ذهبتا لتعيشا معه وزوجته الجديدة التي كانت تعذبهما بالكي، أما هو فكان يربطهما بعنف ويحبسهما في حمام المنزل دون طعام أو شراب حتى يضطرا إلى الشرب من مياه الحمام، كما أنه حاول الاعتداء عليهما جنسيا. ورغم أن إعاقتهما الذهنية ليست كبيرة بل نسبة تكاد لا تحس لأنهما تحدثتا بشكل جيد وعبرتا عما تعرضتا له، فقد توسلتا له أن يرحمهما لكن قلبه المتحجرالأصم وضميره المنعدم كانا سادرين في استكمال الجريمة حتى القتل؛ لينعم وزوجه الجديدة وابنه منها بحياة مستقرة، مما اضطر هاتين الفتاتين أن تقدما على الانتحار لكن الله سلم.

فكيف ننعته بالأب أو نجعله ينتمي لبنى الإنسان أصلا؟! والحالة الثانية كانت لأم قتلت ابنتها بالسم بعد فشلها في زواجها الثاني فخيم عليها الحزن واسودت الدنيا في نظرها وغاب ضميرها حتى قررت أن تقتل طفلتها وتقتل نفسها؛ فقتلت الطفلة ولم تجرؤ على قتل نفسها. من هنا أكمل مقالاتي عن انحراف السلوك النرجسي الذي يجب أن ينتبه إليه المجتمع حتى لا تخرج إلينا مثل هذه التشوهات النفسية.

لكن قبل أن أكمل أرفع صوتي لأولي الأمر بضرورة حماية الأطفال من مثل تلك الممارسات بعمل مدرسة داخلية في “الجمهورية الجديدة” مجهزة بكل وسائل الرعاية والترفيه لاستقبال مثل هؤلاء الأولاد الذين يتعرضون لتلك المعاملات السيئة من الآباء. وعمل خط ساخن لشكاوى الأطفال؛ فمن يثبت عليه مثل هذه الجريمة يحرم من طفله مدى الحياة، ويؤخذ منه ويودع في تلك المدرسة أويعطى لأسرة بديلة تعتني به. أطرح هذه الفكرة المعمول بها في أوروبا وخصوصا إنجلترا وكلى أمل في الاستجابة؛ فمن لهؤلاء الصغار إذا لم نحمهم!. ولابد من الكشف النفسي والجسمي للمقدمين على الزواج ولا يسمح للمأذون بعقد القرآن قبل الاطلاع على الأوراق التي تثبت ذلك. ويجب أن يخضع هؤلاء لاختبارات نفسية حتى نتأكد من قدرتهم على تحمل مسؤولية طفل وتربيته. كما أتوجه لكل المتزوجين حديثا بتأخيرالإنجاب لمدة عام أو عامين حتى يتأكدوا أنهم منسجمون وقادرون على الإنجاب وتربية أطفالهم .

وأكمل حديثي عن صفات الأم النرجسية السُميٍّة التي تشعر بالنقص مع تضخم في الذات فتلجأ إلى محو شخصية أبنائها لتعويض ذلك لأنهم امتداد طبيعي لها. فتضخم الذات لديها يجعلها تقتلهم معنويا وتسفه من أفعالهم، فلابد أن يأتمروا بأمرها وينفذوا أوامرها وإلا يكن عقابهم الحرمان العاطفي الذي هو حق مكتسب لهم دون قيد أو شرط مما يشوه نفوسهم. أما بنت الأم النرجسية فهي في مأزق حقيقي؛ فهذه الأم تغار من ابنتها جدا وخصوصا إذا كانت أجمل منها أو أمهر، وتحاول دائما أن تظهر تفوقها عليها في كل شيء، وتسفه من أفعالها أمام من يعجب بها لأنه تجرأ وأعجب بها دونها. فما بالكم إذا أصبحت هذه الأم حماة؟! . وللحديث بقية. مسك الختام :” مَا ذَنْبُ أَرْضٍ أَنْبَتتهَا قُنْبُلاتُ الحُلمِ فِي الزّمَنِ الرَّعِيفِ ؟!” .

شاهد أيضاً

من المخطئ الطبيبة ام المجتمع ؟؟؟

  بقلم / محمد ابراهيم ربيع كاتب و محلل سياسي منذ عدة  أيام خرجت علينا …